Friday 3rd February,200612181العددالجمعة 4 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الثقافية"

حنين حنين
عبدالله سليمان الطليان

عاد من صخب المدينة ليتحرر من قيودها ومن وجوه البشر المجهدة في سباق الحياة من أجل البقاء ترى أجسادهم تكتنف مباني شيدوها تبعث في مظهرها أحياناً الرتابة والملل ينطلقون منها في بكور ثم يعودون إليها عند قدوم المساء فيهجعون في داخلها بعد رحلة العمل فأراد أن يطلق بصره وسمعه إلى مشاهد وأصوات ليست من صنع البشر إلى صنع الله وقدرته في جمال الطبيعة وسحرها.
ركن إلى السكون والصمت بعدما حل الظلام على ما حوله فراحت أصوات المخلوقات تتعالى في الخارج وتصل إلى مسامعه وقد بدأ الأمر كفرقة موسيقية تجرب آلاتها استعداداً لعزف سيمفونية، لكن هذه المرة الكل يعزف لوحده لإثبات وجوده وحضوره في داخل الغابة.. أنصت وفتح أذنيه لكي يميز تلك الأصوات فوصل إلى سمعه التصنيف الذي وضعه البشر نقيق.. عواء.. نباح.. نئيم.. ثغاء.. أمعن في استراق السمع بحثاً عن صوت يصدح أو يغرد.. ولكن دون جدوى فأدرك أن هذا لا يتم إلا في الحقول والبساتين عندما يريد الإنسان أن يبحث عن رزقه في حرثه فإن الطيور تعطيه صوتاً يطرب سمعه مصحوباً برائحة من الزهور والأعشاب يجلبها نسيم الريح من بعيد فتلج إلى داخله فتزيد طاقته وتخفف من وطأة التعب والكد الذي يغمر جسده.. فأين أنتي من هذا أيتها المدينة التي تعج بتلك الأبواق المزعجة تنطلق من الصباح لتعكر الجو صخباً وتلوثاً تجعلنا نسرع بالعودة بأقصى ما نملك إلى بيوتنا الصماء لكي نبحث عن الراحة والأمان، فما أسعدكم أيتها المخلوقات بغابتكم التي نزحف عليها ونهلكها بطمع وجشع وفيها سر بقائنا على وجه الأرض.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved