* الجزائر - محمود أبو بكر:
أكد مسؤولون عسكريون أمريكيون أن التنظيم المعروف ب(الجماعة السلفية للدعوة والقتال) يعد كأول مصدر تهديد للمنطقة الإفريقية، وأن عناصر هذا التنظيم عرفوا انتكاسات وتراجعاً في الميدان على خلفية تفكيك العديد من الشبكات التابعة لهم، المنتشرة في أوروبا وأبرزها العملية التي استهدفت شبكة مهمة في إيطاليا الشهر الماضي، والتي كشفت التحريات بشأنها عن رغبة (التنظيم) في القيام بعمليات إرهابية، بالإضافة إلى تفكيك العصب الأساسي للتنظيم من خلال عمليات التمشيط النشطة التي عرفتها مختلف الجيوب الأساسية للجماعة في الجزائر خاصة وأنها طالت رموز الجماعة على غرار إلقاء القبض على عماري صايفي المدعو عبد الرزاق البارا وهو الزعيم السابق للتنظيم، والتضييق على تحركات الأمير السابق للمنطقة التاسعة، مختار بلمختار، ونائبه إبراهيم غريفا.
وأفادت المعلومات التي أوردتها صحيفة (واشنطن تايمز) الأمريكية في مقال لها، يوم أمس الأول، أن مسؤولين عسكريين أمريكيين عبروا عن قلقهم في قدرة الجماعة على التخطيط لعمل إرهابي. فبالرغم من تأكيد نفس التقارير العسكرية الأمريكية عن تراجع نشاط الجماعة السلفية للدعوة والقتال في المدة الأخيرة، إلا انها لم تستبعد إمكانية احتفاظ التنظيم الإرهابي بالقدرة على التخطيط وتنفيذ عمليات خارج حدود الجزائر، تضرب بالأساس أهدافاً مدنية.
وكشفت الصحيفة الأمريكية أن مصالح الاستخبارات الأمريكية والأوروبية (تمتلك أدلة تفيد بقدرة عناصر الجماعة المسلحة على التحرك في المناطق المحاذية للساحل)، مدللة إلى (اعتداءات ضد أهداف عسكرية في موريتانيا)، في إشارة إلى (الهجوم على ثكنة لمغيطي الذي خلف 17 قتيلاً في صفوف الجيش الموريتاني مطلع يونيو الماضي.
كما أكدت الصحيفة الأمريكية (المقربة من الحزب الجمهوري الحاكم في الولايات المتحدة) المعلومات التي سبق وأن تناولتها (الجزيرة) عن الانشقاق الذي حدث على مستوى قيادة الجماعة إثر إستسلام ثلاثة من قادتها تلبية لدعوة الرئيس بوتفليقة للسلم والمصالحة والاستفادة من أحكام مشروع العفو، حيث ذكرت الصحيفة الأمريكية اعتماداً على تقارير استخباراتية عن وجود انشقاق على مستوى القيادة تجلى في ما اعتبرته استسلاماً غير منتظر لثلاثة من قيادة الجماعة هم: مسؤول العلاقات الخارجية (بلال الوالباني) ورئيس اللجنة الإعلامية (أبو عمر عبد البر)، وعنصر ثالث أقل أهمية، سلموا أنفسهم لقوات الأمن في ديسمبر الماضي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية في إطار (حربها ضد الإرهاب) أن تحصل على دعم ومساندة الدول الإفريقية لا سيما الواقعة في منطقة شمال ووسط إفريقيا لتطويق نشاط الجماعات الإرهابية، وقد تم في إطار هذا التنسيق منذ 2004م تكثيف عمليات المتابعة والمطاردة لعناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال في ثلاث دول من الساحل هي النيجر وتشاد ومالي.
وأسفر ذلك عن القضاء على عدد كبير من مجموعة عبد الرزاق البارا التي كانت محل بحث من طرف القضاء الألماني لتورطها في حادثة اختطاف 32 سائحاً أوروبياً.
من جهة أخرى قال وزير العدل الجزائري الطيب بلعيز أمس الأول في مؤتمر صحفي إن وزارته قد ألغت كل القضايا المتعلقة بالإرهاب من أجندة المحاكم للفترة القادمة إيذاناً بصدور قوانين (ميثاق المصالحة والسلم) التي ستكشف العناصر المستفيدة من العفو الرئاسي الذي زكي في استفتاء شعبي عام بنسبة 80 بالمائة.
|