نبض المداد
موقف يشكر.. وأمة لن تموت
أحمد بن محمد الجردان

نالت صحيفة من صحف ذلك الغرب الذي طالما صُمت آذاننا سنين تلو سنين بأنه ملاذ الحرية ومعقل حقوق الإنسان وداعية التآخي الإنساني من القمة الشماء خير البرية سيد ولد آدم- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ربما ظنا أن أمة محمد عليه الصلاة والسلام قد ماتت غيرتها، وتوقف حراكها، وذابت شخصيتها.
إن تلك الرسومات الساخرة من خير البرية- صلى الله عليه وسلم- التي أقضت مضاجعنا جميعا رغم ألمها إلا أنها أثبتت أن الأمة لم تمت ولن تموت أبداً، فالخير فيها دائم ديمومة الليل والنهار، وهذه نعمة عظيمة هي كنز هذه الأمة وحصنها الحصين، ففي هذه الأيام رأينا عجائب الغيرة المتزنة لدى أعداد كبيرة وكبيرة جداً من أبناء هذه الأمة، وهي غيرة ليست مستغربة أبداً، (فهبوب) المسلمين على مختلف مستوياتهم وبلدانهم ولغاتهم لنصرة نبيهم محمد- صلى الله عليه وسلم- جاءت كضربة مفاجئة قاسية قاصمة لكل من تصور وصور للناس أن هذه الأمة هي اليوم أبعد ماتكون عن الغيرة وعن الإنكار المنضبط وهي الأقرب إلى الغوغاء والضجيج أكثر منها قرباً إلى الأثر الأبلغ والاهداء في نفس الوقت.
لقد جاءت جميع ردود الفعل في عالمنا الإسلامي متزنة ورائعة فهذه بلادنا المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً تقف موقفاً يذكر فيشكر قد أثلج الصدور فها هو مجلس الوزراء قد عبر تعبيراً عظيماً وشافياً وكافياً في بيانه الاثنين الماضي تجاه تلك الإساءة تلتها خطوة مهمة حيث استدعت حكومتنا - أيدها الله - سفيرها لدى الدنمارك، أما الشعب السعودي ممثلا بتجاره وأفراده العاديين فقد قال كلمته التي تسجل بمداد من ذهب تجاه المنتجات الواردة من الدنمارك والحال لا يختلف أبداً لدى الأشقاء في عالمنا الإسلامي.
وعلى صعيد العلماء وطلاب العلم والمنظمات الاسلامية فقد سعد الجميع بذلك الإنكار المنضبط من قبل العلماء وطلاب العلم ففي بيان سماحة المفتي ومعالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعالي رئيس مجلس الشورى ومعالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهم من الهيئات والمنظمات والشخصيات الإسلامية التي جاءت بياناتهم صادعة بالحق مدافعة عنه- صلى الله عليه وسلم- بكل مصداقية.
تفاعل الجميع ولا غرابة ولكن الغريب أن تسكت بعض الأصوات التي طالما ملأت الدنيا ضجيجاً، وجعلت من الحبة قبة في مواضيع لا تصل إلى عشر معشارهذا الموضوع الحساس جداً!! أين تلك الأصوات ولم تعطلت لغة الكلام لديها، ويا ليت شعري أين ذلك الضجيج وذلك الطرح إياه؟؟
أختم مقالي هذا بدعوة لكل مسلم ومسلمة وخاصة الشباب والشابات بأهمية ضبط النفس بكل معاني الضبط حيال ما يصدر منهم من ردود فعل تجاه تلك الإساءة حتى لا يأتي من يستغل أي تصرف غير مسؤول للإضرار بالمسلمين ومصالحهم سواء في الغرب أو غيره، فالمهم أن ننكر ولكن بشرط ألا يكون إنكارنا أعظم من المنكر ذاته.