Friday 3rd February,200612181العددالجمعة 4 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"أفاق اسلامية"

الشيخ عبد الله آل مهنا في خطبة الجمعة: الشيخ عبد الله آل مهنا في خطبة الجمعة:
ما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين من الغضب للرسول - صلى الله عليه وسلم - دور ريادي

* إعداد - محمد بن إبراهيم السبر
حادثة السخرية بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من قِبل بعض الصحف الدنماركية والنرويجية تأتي حلقة من حلقات سلسلة الكيد للإسلام وحربه وتشويه صورته وصدّ الناس عنه ومحاولة إطفاء نوره الساطع وسراجه الوهّاج، وقد كان لهذه السخرية صدى الغضب والشجب والاستنكار لدى المسلمين عامة، وفي بلاد الحرمين بخاصة وهي منبع الإسلام وقِبلة المسلمين ومولد محمد - صلى الله عليه وسلم - ومنطلق دعوته ورسالته الخالدة عليه الصلاة والسلام.. ولقد كان التفاعل مع الحدث على المستوى الرسمي والشعبي إيجابياً وقوياً قوة محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - في قلوب المسلمين من بيانات الشجب والاستنكار والمقاطعة ومشاعر الغيرة والغضب.. ذلكم هو ما بيَّنه فضيلة الشيخ عبد الله بن سليمان آل مهنا خطيب جامع الإمام عبد الله بن سعود - رحمه الله - بحي السويدي بمدينة الرياض في خطبة الجمعة التي ألقاها بتاريخ 27- 12-1426هـ بعنوان: وقفات حول حادثة السخرية بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، حيث أشار فضيلته في بداية خطبته إلى نعمة الله على هذه الأمة بهدايتها للإسلام وجعلها من أمة خير الأنام - صلى الله عليه وسلم - وقد ابتدأ خطبته بالتشديد على وجوب محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الله تعالى قد فرض عليكم محبة هذا النبي الكريم وتعزيره وتوقيره، لأنه سبب هدايتكم، وسبب نجاتكم من ظلمات الجهل والشِرك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً}
وقال سبحانه: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}(9) سورة الفتح.
لا تحسبوه شراً لكم!!
وأشار الشيخ آل مهنا إلى أن هذا الحدث وإن كان سيئاً ومؤلماً لكل مؤمن إلا أن فيه خيراً فقال مستدلاً بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(11) سورة النور.
لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حسب الله وكفايته {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}(36)سورة الزمر.
وقال تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) 94ـ 95( سورة الحجر.
ودينه محفوظ، وسنته باقية، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
وأوضح فضيلته أن من حكمة الله ورحمته أن أحدث هذا الحدث الذي لم يزد أهل الإيمان إلا إيماناً وثباتاً على ما هم عليه من عقيدة صافية.
سلاسل الكراهية
وأكد آل مهنا أن هذه الحادثة أثبتت أن السخرية بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ما هي إلا حلقة في سلسلة الكراهية والبغضاء في قلوب الأعداء في كل زمان ومكان لأنبياء الله ورسله، وما هي إلا أدوارٌ مقسَّمة بالسخرية والوقاحة تارة، وبالطعن في السنَّة ورواتها تارة أخرى، وبالحرب الأخلاقية وغيرها، وكلها تصب في حقد دفين على هذا الدين ورسوله وأتباعه المؤمنين قال تعالى عن بني إسرائيل: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} (87) سورة البقرة.
وقال تعالى عن نوح: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ}(38) سورة هود.
فقد كانوا يمرون عليه وهو يصنع السفينة ويقولون: كنت نبياً فصرت نجاراً وقال تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ} (10)سورة الأنعام.
وقال عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} (95) سورة الحجر.
فهذه النصوص وغيرها كثيرة جداً تحدد موقفهم من الرسل الكرام.
الحب الخالد
وبيَّن فضيلته أن هذه الحادثة أحيت حب النبي - صلى الله عليه وسلم - في قلوب الناس، وتعبدوا الله تعالى بالحميّة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - والغضب لشخصه والغيرة عليه - صلى الله عليه وسلم - وهذا بحد ذاته عبادة عظيمة لله سبحانه وتعالى فصار الناس يمارسون أنواعاً من العبادات كلها تنبئ عن حبهم له - صلى الله عليه وسلم - وقد سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة قال: (ما أعددت لها؟) قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صيام غير أني أحب الله ورسوله، قال - صلى الله عليه وسلم - (أنت مع من أحببت).
وقال له آخر: يا رسول الله: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، فقال صلى الله عليه وسلم: (هو مع من أحب).
إن شانئك هو الأبتر
وطمأن الشيخ آل مهنا المسلمين جميعاً أن يتيقنوا أن الله تعالى ناصرٌ نبيه وكافٍ عبده، وما هذه الطعون في جناب محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا كصيحة في وادٍ، أو طنين ذباب، أو صرير باب، وكما قال الله تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(40) سورة التوبة.
فالله تعالى قادر على الذّب عن رسوله وكبت المستهزئين، لكن لله تعالى في ذلك الحكمة البالغة قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}(25) سورة الحديد.وكل من أبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم وآذاه فإن ذلك منه بداية لنهايته وسبب في تلفه وزواله قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} سورة المجادلة (20-21).
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} (57)سورة الأحزاب.
وقال تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ(3) سورة الكوثر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: فإنه سبحانه بتر شانئ رسول الله من كل خير: فيبتر ذكره وأهله وماله، فيخسر ذلك في الآخرة، ويبتر حياته فلا ينتفع بها ولا يتزوّد فيها صالحاً لمعاده ويبتر قلبه فلا يعي الخير ولا يؤهله لمعرفته ومحبته والإيمان برسله، ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة.
ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصراً ولا عوناً، ويبتره من جميع القرب والأعمال الصالحة فلا يذوق لها طعماً، ولا يجد لها حلاوة وإن باشرها بظاهره.. إلى آخره..
صفاء المعتقد
وقال الشيخ آل مهنا لقد كشفت هذه الحادثة - ولله الحمد - صفاء في معتقدات أهل الإسلام، فمع كثرة ما سمعنا وقرأنا وشاهدنا من التنادي إلى نصرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أنا ولله الحمد لم نلاحظ غلواً في شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورفعاً له فوق منزلته، وهذا هو الحق فإنه هو المظلوم المعتدى عليه، بل هو في قبره - صلى الله عليه وسلم - لا قدرة له ولا قوة، فها هو يشتم وينتقص ولا يقدر على الرد عن عرضه والدفاع عن نفسه، فهو عبد الله تعالى لا يُعبد، ولا يُدعى، ولا يُرجى لشفاء مرض، أو لكشف كرب، أو نصر مظلوم، أو رد غائب...
فما يدّعيه الغلاة في شخصه - صلى الله عليه وسلم - ومن نحا نحوهم تردُّه النصوص الشرعية الكثيرة ويردُّه الواقع كهذه الواقعة وغيرها.
قال تعالى عنه - صلى الله عليه وسلم -: (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ) (49) سورة يونس، (قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا) (21) سورة الجن، (قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا) (22) سورة الجن، (وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) (188) سورة الأعراف.
وأضاف فضيلته أن من نعم الله صفاء المعتقد وهذا من فضل الله أولاً ثم من آثار جهود العلماء المتقدمين والمتأخرين الذين أبانوا للناس عقيدة التوحيد كما جاءت في القرآن والسنّة بعيداً عن الطرق البدعية والمذاهب الكلامية البدعية، فشكر الله جهودهم، وغفر للأموات منهم، وختم للأحياء بالصالحات من أعمالهم.
إحياء السنّة!!
وشدّد فضيلته على أن من أعظم ما يقوم به المسلم في الانتصار والذب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعوة الناس إلى إحياء سنّة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يوصى بالتمسك بها حين قال: (فعليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ)، فها هو حبيبكم يدعوكم إلى التمسك بسنته اعتقاداً وقولاً وعملاً وأخلاقاً، فهلاَّ كان دفاعنا عنه - صلى الله عليه وسلم - أيضاً بإظهار سنته وإشهارها والاعتزاز بها.
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إن المحب لما يحب مطيع
فلعلَّ المؤمن المحب يترجم دعواه في تلك المحبة ويظهرها على نفسه بالاتباع الصادق لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، فإلى متى الإعراض عن السنّة؟! وإلى متى موالاة أعداء السنّة؟ إن أقل ما تلتزم به من السنّة يا محب - وليس بقليل - أن يظهر أثر اتباعك لمحمد - صلى الله عليه وسلم - واعتزازك بسنّته على زيك ومظهرك، فإعفاؤك اللحية كما كان حبيبك ومتبوعك - صلى الله عليه وسلم - ورفع ثوبك أعلى من الكعبين كما كان زي حبيبك - صلى الله عليه وسلم - شيء واجب، وصدقك وأمانتك، ووفاؤك بالوعد والعهد.. وما إلى ذلكم من أخلاق نبيك الكريم - صلى الله عليه وسلم - كلها دلالات على اتباعك الصادق له - صلى الله عليه وسلم -، فاجعل من هذه الحادثة داعياً يدعوك إلى التوبة من هذا التقصير الذي طال أمده، ومن هذه الغفلة التي استحكمت عليك.
ودعا فضيلته إلى التواصي بكل خير من قول وعمل من شأنه إحياء سنّة هذا النبي الكريم، وإثراء الطاقات الكامنة في نفوس أهل الإسلام رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً للدعوة إلى هذا الدين وإحياء سنّة وسيرة سيد المرسلين، وقد علم كل أناس مشربهم، ولعله كما قال الشاعر:
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت
أتاح لها لسان حسودِ
لولا اشتعال النار فيما جاورت
لم يبدُ طيبُ عرف العودِ
شكر وثناء
ووجّه الشيخ عبد الله آل مهنا شكره وثناءه لكل من ساهم في نصرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والذب عنه: ونوّه فضيلته بالدور الريادي الذي قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين من الغضب للرسول - صلى الله عليه وسلم - وذلك بالبيان الذي أصدره مجلس الوزراء في جلسته يوم الاثنين 23-12-1426هـ، وقال: الخير من معدنه لا يستغرب فقد قامت هذه البلاد منذ تأسست على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -
كما أشاد فضيلته ببيان سماحة المفتي العام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ - حفظه الله - في الذب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأرسل رسالة شكر لمعالي رئيس مجلس الشورى على بيانه الذي أصدره مندداً بهذا المنكر الشنيع، شكر الله للجميع غيرتهم وضاعف مثوبتهم.
وطالب الشيخ آل مهنا هيئة الأمم المتحدة من منطلق مواثيقها التي ترعى احترام الأديان، بإصدار قانون يجرّم من يعتدي على أنبياء الله ورسله وإنزال العقوبات بهم، أسوة بقانونها في معاداة السامية.
وحث فضيلته المسلمين إلى استثمار هذا الحدث لصالحهم بالانضباط والتعقّل، وأن لا تحملهم العواطف الجيّاشة على عملٍ يخالف الشرع، فتعود عواقبه وخيمة على أنفسهم وعلى المسلمين.

* إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved