Friday 3rd February,200612181العددالجمعة 4 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"أفاق اسلامية"

معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف في بيان معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف في بيان
بشأن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم:
حملة جائرة ظالمة على خاتم الأنبياء أقضت مضاجع المسلمين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فهدى به من الضلالة، وبصر به من العمى، وأرشد به من الغي، وفتح به أعينا عميا، وآذاناً صما، وقلوباً غلفا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وعبد ربه حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وبعد:
فإن الحملة الجائرة التي يتعرض لها خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- من صحف دنماركية هذه الأيام لهي حملة ظالمة جائرة أقضت مضاجع المسلمين، لأنها نالت من خير البرية- صلى الله عليه وسلم-، ولأنها إساءة إلى كل مسلم ومسلمة، كما أنها في الحقيقة خالفت ما يدعو إليه الغرب من احترام الآخر واحترام مقدساته إضافة إلى أنها إساءة إلى العلاقة بين المسلمين وغيرهم من أبناء الملل الأخرى لذا فهي دعوة إلى إثارة الفتنة والشحناء والعداوات بين سكان هذا العالم، وإثارة ذلك لاريب لا يخدم المصلحة العامة للعالم أجمع.
ومكانة خير البرية- صلى الله عليه وسلم- معلومة بالضرورة لدى كل مسلم فهي مكانة عظيمة فقد قال عنه ربه جل وعلا: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164)} سورة آل عمران، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ، وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} سورة الجمعة، وقال تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} سورة البقرة، وقال تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(128)) سورة التوبة.)
ومحبته- صلى الله عليه وسلم- بها يجد المؤمن حلاوة الإيمان فقد قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).
وهذه المحبة تستوجب الدفاع المنضبط بالضوابط الشرعية عن الحبيب عليه الصلاة والسلام، لذا أدعو إلى ضرورة ذلك كل حسب قدره وحسب قدرته مشاركة منه في صد هذه الحملة الجائرة، وذلك من خلال عدة مستويات منها الإنكارعلى الصعيد الرسمي من لدن الحكومات المسلمة، وقد أثلج صدورنا ما تضمنه بيان مجلس الوزراء الموقر في جلسته الأخيرة حيث أعرب المجلس عن استنكار المملكة العربية السعودية لما ورد في بعض الصحف الأوروبية لتلك الإساءة التي تتنافى مع احترام وقدسية الأديان والرسل حيث أبدى المجلس استغرابه واستياءه لعدم ملاءمة ردود الفعل في تلك البلدان ومنظمات حقوق الإنسان رغم ما يربط هذه البلدان من علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية مع العالم الإسلامي، كما أثلج صدورنا أيضاً استدعاء حكومتنا - أيدها الله - سفيرها لدى الدنمارك، ومما يكون الدفاع به عنه- صلى الله عليه وسلم- في هذه الحملة الجائرة الدفاع على مستوى الهيئات والمنظمات والشخصيات الدعوية والشخصيات العلمية والثقافية.
ولا ريب أن هذا الإنكار بكافة صوره ومستوياته يجب أن يكون إنكاراً منضبطا بالضوابط الشرعية، وألا يترتب على إنكاره منكر أعظم منه فهذه قاعدة مهمة في الإنكار يجب أن نحرص عليها، وأن نسعى جاهدين لضبط النفس والعمل على ضبطها لدى الآخرين وخصوصاً الشباب منهم حتى لا نعطي للمتربصين بنا وبإخواننا المسلمين المقيمين في تلك البلدان العذر في اتخاذ ما يضر بمصلحة الإسلام والمسلمين.
وفي الختام أسأل الله جل وعلا بمنه وفضله أن يعز وينصر ويحفظ الإسلام والمسلمين وأن يكفينا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك القادر عليه.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إبراهيم بن عبد الله الغيث

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved