* الجزائر - واس:
بدأت في الجزائر امس أعمال اجتماع وزراء الثقافة لدول الجامعة العربية ودول أمريكا الجنوبية، ويرأس وفد المملكة نيابة عن معالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد بن امين مدني في الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والاعلام.وقد نقل سموه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى الجزائر الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا وتهنئتهما لفخامة الرئيس عبدالعزيز بو تفليقه على ما مَنّ الله تعالى به على فخامته من نجاح العملية الجراحية وعودته سالما إلى وطنه وشعبه. وبيّن سمو الأمير تركي بن سلطان في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال الاجتماع ان هذا الاجتماع المهم يؤكد المعنى العميق الذي تقدمه الثقافة والفنون والآداب للأمم والشعوب، مشيرا إلى أن الثقافة والفنون والآداب هي التي تشيع في عالمنا معاني السلام والتسامح وتسعى إلى التخفيف من النزاعات العسكرية والسياسية بما تضفيه من مظاهر العبقرية والتميز وتجعل منها ميراثا عظيما ترعاه الحضارات العريقة وتفاخر به جيلا بعد جيل.وأكد سموه ان هذا الاجتماع الذي يضم المجموعتين العربية والأمريكية الجنوبية يمثل رغبة شعوب وحكومات هاتين المجموعتين في البحث عن القواسم الثقافية المشتركة والنقاط التي تؤكد الحوار وتعمقه وتقرب بين الشعوب.
وأوضح سموه أن النتائج المهمة للقمة العربية الامريكية اللاتينية التي عقدت في البرازيل العام الماضي اكدت اهمية العلاقة بين هاتين المجموعتين واقامة صلات فاعلة بدول الجامعة العربية في مختلف الشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية.وأكد سمو مساعد وزير الثقافة والاعلام حرص المملكة العربية السعودية على تعميق الوعي والخبرات الثقافية، وقال: ان وزارة الثقافة والاعلام تقوم بدور كبير وملموس في تأصيل القيم الثقافية في جو من التسامح والتنوع.. وما مشاركتها في هذا الاجتماع إلا تأكيد لاهتمام المملكة بتوثيق الصلات الثقافية بين المجموعتين.وعبر سموه في ختام كلمته عن شكره وتقديره للاشقاء في الجزائر على كرم الضيافة وحسن الوفادة، متمنيا لهذا الاجتماع التوفيق والخروج بجملة مشاريع وتصورات تخدم الثقافة وتوثق الصلات بين الشعوب العربية وشعوب امريكا الجنوبية.وكان الاجتماع قد بدأ بكلمة افتتاحية لمعالي وزيرة الثقافة بالجمهورية الجزائرية خليدة تومى رحبت فيها بالوفود المشاركة في هذا الاجتماع على ارض الجزائر، مؤكدة ان الثقافة ظلت عاملا مميزا للعلاقات العربية الامريكية الجنوبية.وتحدثت عن اهمية قيام شراكة ثقافية تثمن التراث الثقافي وتعزز الهمة وتقوي الارادة في مجابهة اخطار العولمة وتترجم إلى برامج وهياكل ومؤسسات ثقافية تكون الحجر الاساسي لهذه الشراكة التي تتأسس مرحليا بمشروعي معهد البحوث حول أمريكا الجنوبية والمكتبة العربية الأمريكية الجنوبية.وأعربت وزيرة الثقافة الجزائرية عن ثقتها في هذا الاجتماع الذي يسهم في الإسراع بالعمل الثقافي المشترك المنهجي والجدي القادر على دعم مقومات ثقافتنا وتحقيق بنية قوية ومتماسكة تدعم التوافق والتواصل الثقافي وتعمل على تفعيل آليات التنسيق الثقافي وتعزز الجهد المشترك.
بعد ذلك القى نائب وزير الثقافة البرازيلي يوكا فيريرا كلمة أكد فيها اهمية الثقافة وتنميتها بين الشعوب العربية والامريكية الجنوبية وترقيتها ونشرها.وتحدث عن اهمية المشاريع المشتركة بين المجموعتين التي من شأنها دعم التواصل والتعاون بين الشعوب وأهمية دعم المبادرات الفردية لترتقي إلى مبادرات مؤسسية.
عقب ذلك ألقى ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية محمد الخمليشي كلمة بيّن فيها تصور الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لكيفية تفعيل المضمون الثقافي لإعلان برازيليا بما في ذلك مشروع تأسيس المكتبة العربية الجنوب أمريكية المتمثلة في العمل على تحقيق رغبة الجانبين العربي والأمريكي الجنوبي في التواصل وتحقيق تفاعل ثقافي حقيقي فيما بينهما، والاتفاق على الآليات اللازمة لتنفيذ المحاور الثقافية للاعلان برازيليا والبحث عن السبل اللازمة لتمويل المشاريع والموضوعات الثقافية التي اقرها الاعلان. بعد ذلك تحدث المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور المنجى بوسنينة عن دور المنظمة وقناعتها بجدوى الحوار بين الثقافة العربية الاسلامية ومختلف الفضاءات الثقافية في العالم. وبيّن ان المنظمة منذ 1997م انخرطت في الحوارات الثقافية مع مختلف الثقافات في افريقيا والصين وأوروبا وروسيا وألمانيا. بعد ذلك فتح المجال لمداخلات رؤساء الوفود المشاركة التي ركزت على اهمية تفعيل اللقاءات والزيارات الثقافية بين المجموعتين والتأكيد على دعم مشروع انشاء المكتبة العربية الامريكية الجنوبية في الجزائر وكذلك اقامة الايام الثقافية والمهرجانات المشتركة.
وكان سموه قد أكد في وقت سابق أن المملكة العربية السعودية والجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية بلدان شقيقان تربطهما روابط أخوية ممتازة. وقال سموه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية لدى وصوله العاصمة الجزائرية أمس ليرأس نيابة عن معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني وفد المملكة المشارك في اجتماع وزراء الثقافة بدول جامعة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية: (أنا في بلدي الثاني الذي أشعر فيه دائما بالراحة والطمأنينة ولا سيما في ظل رعاية فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة).وجدد سموه في ختام تصريحه ارتياحه وعميق امتنانه لكرم الوفادة والترحيب التي لقيها والوفد المرافق له في الجزائر الشقيقة. هذا وقد وصل سموه إلى العاصمة الجزائرية أمس ليرأس نيابة عن معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني وفد المملكة المشارك في اجتماع وزراء الثقافة بدول الجامعة العربية ودول أمريكا الجنوبية.
وكان في استقبال سموه بمطار الجزائر معالي وزيرة الثقافة والاتصال بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والقائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الجزائر عبدالله المقبل والملحق العسكري بالسفارة اللواء طيار زيد بن عبدالرحمن الحارثي وعدد من أعضاء السفارة.
|