Friday 3rd February,200612181العددالجمعة 4 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

وداعاً وداعاً
شيخة عبد الله الطالب / الرياض

وداعاً كلمة يصعب على قلبي أن يقولها لك يا عام 1426هـ, ألف وأربعمائة وستة وعشرون للهجرة، ولكن هذه سنَّة الله في الكون تمضي بنا سفينة الأيام عابرة بحر الحياة الواسع وكل يوم ينقضي ينقضي معه يوم من أعمارنا.
ترحَّل من الدنيا بزادٍ من التقى
فعمرك أيام تعد قلائل
أودعك ياعام ألف وأربعمائة وستة وعشرون للهجرة والدموع تترقرق في عيني.. وكيف لا أحزن ووداعك وداع لسنة انصرمت من سنوات عمري لا أعرف ماذا قُبِلَ فيها من أعمال صالحة وماذا سُجِّلَ عليَّ من أعمال سيئة.
أودعك لأودع معك أياماً فيها من الأفراح والأتراح الشيء الكثير، مضت سريعاً أيامك ولياليك ولم يبقَ سوى الذكريات سواء كانت ذكريات تخصني شخصياً أو تخصنا - نحن معاشر المسلمين جميعاً. مضت أيامك حاملة في جعبتها ما قدمناه من أعمال.
مضت أيامك بعد أن أحزننا فيها رحيل أناس وأفرحنا قدوم آخرين.. أحداث وأحداث مرت بنا في أيامك ولياليك وساعاتك ولحظاتك.. كم من ضحكة أفرحتنا! وكم من دمعة أوجعتنا وكلها انتهت وذهبت دونما رجعة!.
مسكت بيدي التقويم الخاص بك فتأملته وتساءلت: أين ذهبت تلك الأوراق؟ لقد عدت بذاكرتي إلى الوراء لأتذكر أول لحظة فتحت الصفحة الأولى وتذكرت كيف قلبت أوراق التقويم وتساءلت: ماذا سنرى في هذه الأيام القادمة؟
لقد سارت بنا سفينة الأيام وتكشفت لنا خفاياها. سُنَّة الله في الكون حتمت عليك يا سنة ألف وأربعمائة وستة وعشرون للهجرة النبوية الشريفة أن تمضي كما مضت السنون قبلك.
وقفةُ تأمل أراجع فيها نفسي: تمنيت لو عاد بي الزمن لبعض أيام تلك السنة ولكن هيهات هيهات فما مضى لن يعود، تذكرت وأنا أعيش أيامك الأخيرة قول الشاعر:


لكل شيء إذا ما تمَّ نقصان
فلا يُغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
مَنْ سره زمنٌ ساءته أزمان
وعالم الكون لا تبغى محاسنه
ولا يدوم على حالٍ لها شأن

أبيات تحمل في طياتها معاني كبيرة فهل أدركناها؟
سبحانه الله أن في مضي الأيام من العبر الشيء الكثير فهل من معتبر وهل من متعظ؟


كفى واعظاً للمرء أيام دهره
تروح له بالواعظات وتفتدي

كيف لا أتحسر وقد طُوِيتْ صفحة عام ماضٍ وانطوت معه صفحة من صفحات سنين عمري لن أستطيع فتحها مهما بذلت!!
لقد دمعت عيني وتألم قلبي ودعوت الله عز وجل أن يختم عامنا هذا بالحسنات وأن يجعل عامنا القادم عام مسرات وخير وصلاح للأمة الإسلامية.
أمنيات
تمنيت وأنا أودع وبكل أسى هذا العام أمنيات عدة منها:
- أن نغسل قلوبنا وأن نبدأ صفحة جديدة من حياتنا مع بداية العام الجديد صفحة ممتلئة بالحب والعطاء لكل أفراد مجتمعنا المسلم.
- أنْ يصحوَ الغافلون من غفلتهم ويعودوا حقاً لربهم ويعلموا علم اليقين أننا ما خُلِقنا إلا لعبادة الله تعالى ولعمارة الأرض.
- أن يصحح بعضُنا النظرة الخاطئة عن الإسلام والمسلمين وأن نثبت بالقول والعمل أن الإسلام دين محبة وإخلاص ووفاء وتضحية وبناء وعطاء وليس معول هدم وخراب.
- أن ندعو لديننا الحنيف بأفعالنا المشرفة وأن نحبب الآخرين ونرغبهم في الإسلام بأخلاقنا العالية وأعمالنا الصالحة.
- أن ندرك بأننا نعيش في وطننا الغالي تحت راية الإسلام الخالدة التي تحتم علينا طاعة ولاة الأمر والدعاء لهم بالتوفيق والسداد والبطانة الصالحة فتوفيقهم توفيق لنا.
- أن ندرك بأننا نعيش نعمة كبرى نعمة الأمن والأمان على النفس والدين والولد. وتألمتُ أشد الألم لأن هناك مِنْ مرضى النفوس مَنْ يحاولون أن يزعزعوا هذه النعمة!!
إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. تمنيت أن نغير ما في أنفسنا ولكن للأحسن وللأفضل حتى ننعم بالعيش الهادئ.


إذا كنت في نعمة فأرعها
فإن المعاصي تزيل النعم

اللهم أَدِمْ علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان، اللهم اهدِ شباب المسلمين واجعلهم من عبادك الصالحين وارِهِمْ الحق حقاً وارزقهم اتباعه وارهم الباطل باطلاً واجنبهم اتباعه. اللهم اغفر لنا زلاتنا وكفِّر عنا سيئاتنا في هذا العام وفي الأعوام المنصرمة واجعلْ عامنا الجديد وأيامه عام خير على وطننا وأنفسنا وعلى عالمنا الإسلامي يارب العالمين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved