كم هو فخرنا واعتزازنا بين الأشهاد والأنداد ونحن ننعم بطيب العيش {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ(11)} سورة الضحى، في ظلال وارفة يسودها التكافل الاجتماعي والتماسك الجماعي والأمان الصحي والنفسي والاستقرار الأمني وطيب العيش والرضا الوظيفي وسيظل تكامل بنائها الاجتماعي ونموه منارة ملهمة وهادية لنا ولأجيال قادمة تتسم بسماحة النفس ودماثة الخلق واتساق الكيان.
وكم هو امتناننا بقيادة ذات جاذبية شخصية رشيدة حكيمة تتناول الواقع بملاءمة الفعل والتفاعل لخوض معارك السياسة والثقافة والفكر عامة وفق التجدد العولمي لكل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية كذلك.قيادة تؤسس الرؤية الخطية للزمن مع اختلاف وتنوع اتجاهاته مما خلق لدينا وثبة نوعية جديدة عمادها المرونة والتكيف فالانطلاق نحو حفز السلوك الإنساني السوي في جميع عملياته المختلفة فثمة سلوك إنساني مادي وسلوك إنسان معنوي وسلوك إنساني نفسي وسلوك إنسان فكري، انها الرؤية الريادية للقيادة الجاذبية ذات العمق والاتساق في مختلف أوجه النشاط الإنساني وآلياته الاجتماعية.
هذا هو موضع قيادتنا اعزازاً وتقديراً واحتراماً لاهتمامها الشديد وحرصها على أن يحيا مواطنوها في رضا وقناعة، وتبذل قصارى جهدها من أجل بلوغها غاية التقدم الإنساني من خلال بذل الجهد الجهيد في مناحي الحياة الإنسانية كي يعيش المواطنون على جميع فئاتهم ومستوياتهم ومعارفهم وقدراتهم ومشاربهم في نعمة ورخاء وسؤدد ورقي والحمد لله.
ومن حسن القول ان قيادتنا الرشيدة الحكيمة لم تكن ابداً في يومها والسابق عليه واللاحق له في منأى عما يدور حولنا من مشكلات الواقع السياسي المعاصر والتعامل معها على أساس من المساواة والعقلانية والعلم والعدالة والسلام، كما أنها لم تكن يوماً في معزل عن نبض المواطنين ومعاناتهم وانشغالهم بالقضايا والهموم الاجتماعية، وتتناولها القيادة برؤية جادة عميقة بمنهجية علمية تستحق التقدير والاحترام المتصل.
ونحن المواطنين نقدر في قيادتنا ذلك الدور الرائد الذي تقوم به في صنع المزيد من التنمية الشاملة في كل مرحلة من مراحل الخطط الوطنية التنموية الخمسية المتوالية وذلك بفعل العلم الملتزم بقضية الإنسان والتقدم، وبفعل الجهود الاختصاصية الواعية من أجل نماء الحضارة دعماً للحاضر وحرصاً على المستقبل واستشعاراً به وسعياً لصقله وتحمل مسؤوليات صنعه استمراراً للتقدم وارتقاءً بقابلياته وحيويته.
ولإمكانية تحقيق المنجز الاجتماعي تهتم قيادتنا بالعلم والعلماء ارتباطاً بالمسؤولية الاجتماعية الناهضة على أساليب العلم الملتزم، تأكيداً على مبدأ أن العلم للمجتمع ولخدمة التقدم الاجتماعي والقيم الإنسانية.
والدعوة ستظل متصلة لحث علمائنا الأجلاء وباحثينا المجدين الذين نعتد بهم وبجهدهم دوماً على ابتكار صنوف الإبداع العلمي ومجالاته المتعددة من طب وهندسة وصناعة وتكنولوجيا الوسائط والمعلومات وسائر فنون الابداع العلمي.
فالعلم والمنهج العلمي هو مخلصنا من مشكلات الواقع المادية والمعنوية على السواء مما يحض على أهمية الوعي العميق بالمنهج العلمي.
فقد كان للملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ولأبنائه الأوفياء البررة من بعده ذلك الدور الثري المتعاظم الفاعل في تنمية وتحقيق مستويات عليا من النهوض والرقي والتقدم في ربوع بلادنا الغالية وعلى الأصعدة كافة، وبفضل توجيهات ورؤى قيادتنا الرشيدة ظلت تتنامى عبر الزمان تتنامى من مرحلة لأخرى في نطاقها العملي التطبيقي حيث تطورت المدن والطرق والمواصلات والاتصالات والأنفاق والسدود وإقامة المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية ومراكز البحث العلمي ومجمعات الخدمات وإنشاء المكتبات ودور الصحف والنشر والإعلام واستخدام التكنولوجيا في إدارة المزارع الحديثة وتشييد المصانع كما تم تطويعها للاستفادة من استخداماتها في مشروعاتنا الوطنية في كل ميادين الإبداع التقني والفكري للرقي بالحياة الإنسانية وتحسين نوعيتها.ويحق القول ان ثمة فضلاً لقيادتنا الحكيمة في وضع قواعد للنهضة العربية الحديثة التي يحلو للبعض أن ينعتوها (بالأصالة المعاصرة) ذات العمق الخصيب الذي يتحرك دوماً مع الزمن فيتحقق الامتداد والثراء.
وآية الاستدلال على ذلك ان أبناء الملك عبد العزيز قد جددوا في مجالات التعليم ومستوياته الهرمية ومناهجه، وحجم مجالات الابتعاث، وتشعب المراكز البحثية والمختبرات، ووضع قواعد وأسس نقل وتمثيل، وفرز وتبويب وانتقاء وسائل النهضة الحديثة لدى الآخر وأفكاره الحديثة العلمية والاجتماعية والمعرفية الدافعة للتجديد في مجال التقدم الإنساني مع تحديد وإعلان موقعنا الناقد منها مع طرح موقفنا الأخلاقي من قضايا التقدم العلمي مثل: الاستنساخ، والهندسة الوراثية، والتطورات البيولوجية والجينية الحديثة، وعوامل تحسين البيئة.. الخ.
من هذا المنطلق العلمي حرص أبناء عبد العزيز أن يؤكدوا للعالم أن السعودية ماضية في طريق التقدم والازدهار والعلو في ميادين العلم كافة لصنع حياة آمنة ومطمئنة مرتكزة على ثقافتنا العربية الأصيلة والتوفيق والسداد من الله العزيز الحكيم.
|