إعداد: الشيخ صالح بن سعد اللحيدان
شرط الأكل والمرض النفسي
* س: - مشكلتي بدأت منذ فترة ليست بعيدة وهي أنني نهم، آكل كثيراً خصوصاً عند اقتراب الليل وقبل النوم، ووزني هو هو لا يتغير أبداً إلا إذا لم أمشِ أو أزاول الحركة. لدي إحساس بالقلق والكآبة وتردد وخوف وهذا مقلق لزوجتي وأسرتي كما أنه يلفت نظر من حولي.. إنني في هم وقلق من جراء هذا الأمر، فهل تجدون لي نصيحة..؟
حمد م. أ. ع - الكويت
* ج: - المشكلة هنا هو أنك بسطت هذه وبسطت المعاناة منها لكني لم أرَ مرفقاً بما وصلني منك من أشياء لا بد منها مثل:
- هل لديك مرض ما آخر؟
- هل حدث هذا بسبب لاحظته؟
- هل نهمك هذا تجاه طعام معين؟
- هل عالجت؟ وماذا قيل لك؟
- هل أنت الوحيد في الأسرة المصاب بهذا؟
- هل سبق أن أصبت بالدسنتاريا؟
- هل أنت منزوٍ أو ذو علاقات؟
- هل لديك سكر.. أو ضغط؟
كل هذا لا جرم أحتاجه ولكن حتى تردني منك الإجابات أنقل ما جاء في (نشرة طبية نفسية) عالجتها مجلة البلاغ الكويتية في العدد 1675 في 23-11-1426هـ ومما جاء هناك ما يأتي:
يعاني واحد بالمئة على الأقل من الناس من متلازمة الأكل الليلي، وما زالت الدراسات جارية لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا المرض.
ومتلازمة الأكل الليلي مثل أمراض اضطرابات التغذية الأخرى (النهام العصبي، وفقدان الشهية العصبي، والتخمة الإلزامية) تعد اضطراباً نفسياً لا يمكن علاجه بالتحمل أو القدرة الشخصية، بل يحتاج إلى مراجعة طبيب نفسي وطبيب تغذية للعودة إلى النمط الطبيعي، إذ يصحو الشخص عدة مرات أثناء الليل غير قادر على العودة للنوم دون تناول الطعام، وغالبا ما تكون الأطعمة التي يفضلها تلك الغنية بالسعرات الحرارية وغير الصحية، ويبدو هذا السلوك بعيداً تماماً عن سيطرة الشخص.
وبالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص، فإن 35% أو أكثر من السعرات الحرارية التي يتناولونها تكون بعد وقت العشاء، وفي أغلب الأحيان وبعد الوجبة الليلة، لا يشعر الشخص بالجوع في الصباح.
يقوم الشخص الذي يعاني من متلازمة الأكل الليلي بتناول الطعام في السر ويعمل على إخفاء الأدلة عن الآخرين، وكما هو الحال من مرض اضطرابات التغذية الأخرى، يعاني الشخص من الكآبة وعدم الرضى عن الذات، وغالباً ما يقع هؤلاء الأشخاص في دورة مفرغة من الأكل ليلا وقلة الأكل خلال النهار، مما يسبب اضطرابات شديدة في التغذية.
تشمل أعراض نوبات متلازمة الأكل الليلي الشعور بالكآبة، والقلق، والضغط النفسي الشخصي، والسأم، وعدم الشعور بالرضا عن أجسامهم.
وقد يخفف تناول أطباق شهية ودسمة في الليل بعض هذه المشاعر غير المرغوبة بشكل مؤقت، ولكن لسوء الحظ وبعد تناول الوجبة الدسمة وإرضاء الشعور بالجوع غالباً ما يصاب الشخص بمشاعر مختلطة من الذنب، والخزي، والاشمئزاز، والكآبة.
هذا ومن جانب آخر وحول اضطراب التغذية الذي هو أحد الأشكال المعقدة من الأمراض التي تشمل النواحي الحيوية، والنفسية، والروحية للمريض، وتتعدد أعراض اضطرابات التغذية بتغير خصائصها، وربما تشكل الأعراض الكلاسيكية عدم القدرة على السيطرة على تناول الغذاء الذي يستحوذ على تفكير المريض، مثلا يقوم بدفع الطعام حول الصحن موهما نفسه وغيره بأنه يأكل بينما هو لا يتناوله، تناول طعام لا يحتوي على سعرات حرارية، مثل الخس بكميات صغيرة، والتحجج بالذهاب إلى الحمام لتجنب تناول الطعام، أو توزيع الطعام على الصحون الأخرى أو اطعامها الى حيوان أليف إذا كان متوفراً.
وغالبا ما يرافق الأشخاص المصابين باضطرابات التغذية اضطراب في التفكير والاحتياجات العاطفية والنفسية، مثل الانسحاب، والوحدة، أو العصبية والعدوانية، وأحيانا، ترافق اضطرابات التغذية تغييرات تدريجية في الشخصية، وصفها آباء لمراهقين مصابين باضطرابات التغذية بشعورهم كالغرباء.
وتشمل أعراض اضطرابات التغذية (فقدان الشهية العصبية) وهو الخوف من زيادة الوزن مقترناً بالشعور بأنهم يدينون، حتى عندما تكون أجسامهم نحيلة جداً بالإضافة إلى الاستعمال المنتظم للمسهلات أو التقيؤ.
كذلك (النهم العصبي) وهو تناول كميات هائلة من الطعام في فترة زمنية قصيرة، ثم التخلص منه عن طريق التقيؤ أو استخدام المسهلات.
الآثار الجانبية لاضطرابات التغذية
عندما يفرط الفرد بشكل منتظم في تناول الطعام ثم يتقيأ أو يحرم نفسه من العناصر المغذية الضرورية، تحدث أعراض خطيرة من اضطرابات التغذية، مثل: المشكلات المعوية، ومشكلات القلب، وتغييرات في الأيض، وخلل في توازن الهرمونات، وتدهور في صحة الأسنان وقد تواجه الشابات مشكلات مزمنة أكثر، مثل: توقف الحيض، وفقدان الشعر، ومشكلات في الغدد الدرقية، كما أن اضطرابات التغذية التي تترك دون علاج قد تؤدي إلى خلل في عمل القلب وحتى إلى الموت.
يجب ألا تهمل أعراض اضطرابات التغذية، إذا شعرت أن شخصاً تحبه مصاباً بهذه الأعراض فيجب أن تقوم بمساعدته فوراً.
|