النصر.. الخسائر تتوالى.. والجماهيرية تنحسر.. والمستقبل في خطر
فارس نجد.. هل أصبح مجرد ذكرى من الماضي فقط؟؟

* تقرير - فيصل الدعجاني:
بعدما كان فارساً لا يشق له غبار، ومنافساً عنيداً تخشى منه الفرق الكبار، ومتواجداً في المنصات باستمرار ويزخر بنجوم ولاعبين لهم صولات وجولات في ميادين الملاعب سواء في النادي أو المنتخب.
أصبح الآن يخرج من المنافسات والمسابقات من أسهل الأبواب.
فريق النصر حالياً لا يسر حاله لا صديق ولا قريب فبعدما كان لهذا الكيان قاعدة جماهيرية في جميع أنحاء المملكة بدأت هذه الجماهير تقل وتبتعد عن ناديها وخاصة خلال الخمس سنوات الأخيرة حيث تواصل الابتعاد عن منصات التتويج وحصد البطولات التي تعتبر بمثابة الزاد لهذه الجماهير التي لم تذق طعم البطولة منذ تسع سنوات بعد آخر بطولة حققها الفريق عام 1998م بعد فوزه بمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد على حساب الاتحاد.
الخروج من البطولة العربية
فبعدما ظل النصراويون يبحثون عن بطولة تحفظ ماء الوجه لتاريخ ناديهم وتروي عطش جماهيره جاءت الفرصة في طبق أشبه ما يكون من الذهب وهو مشاركة الفريق في دوري أبطال العرب للأندية بعد أن احتل المركز الرابع في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي، ولعب أمام فرق لا تحمل معها أي إنجاز عربي.
والبعض منها حديث التأسيس مثل شباب الأردن ومع هذا كله خرج الفريق من البطولة الأسهل ومن فريق الوحدات الأردني الذي لم يحقق في تاريخه أي بطولة خارجية أو حتى مراكز متقدمة وجاء الخروج لأسباب معروفة لدى الإدارة وللجهاز الفني واللاعبين أنفسهم.
ثلاثة رؤساء للنادي وثلاثة مدربين
في هذا الموسم بالذات ولأول مرة في تاريخه يتقلد مهام رئاسة النادي ثلاثة رؤساء حيث كلفت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل بداية الموسم الرياضي الأمير سعد بن فيصل بمهام رئاسة النادي لكنه لم يستمر طويلاً حيث استقال بعد أن أكد بأنه لن يبقى في رئاسة النادي لأسباب ذكرها في وسائل الإعلام بعدها كلفت الرئاسة العامة لرعاية الشباب نائبه العميد متقاعد فهد المشيقح الذي لم يستمر طويلاً هو الآخر حيث ترشح الرئيس الحالي سمو الأمير فيصل بن عبدالرحمن لرئاسة النادي وتمت الموافقة على ذلك من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكما هو الحال في الجهاز الرئاسي في النادي انطبق الحال على الجهاز الفني للفريق الأول حيث توافق مع رحيل الرئيس الأمير سعد بن فيصل رحيل المدرب البرتغالي ماريانو بعده مباشرة ليحل محله المدرب الوطني خالد القروني الذي هو الآخر رحل بعد خروج الفريق من دوري أبطال العرب وخسارته بعدها من فريق الأهلي 3 - صفر في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين ليحل مكانه المدرب الوطني يوسف خميس والذي أقرت الإدارة النصراوية الإبقاء عليه حتى نهاية الموسم لإعداد الفريق للموسم المقبل.
العاشر بالدوري
يحتل الفريق حالياً المركز العاشر بـ(12) نقطة بعد أن لعب 11 مباراة بعد أن خسر ثلاثاً وتعادل في (6) وفاز في مباراتين فقط. وهذا مؤشر خطير إن لم يتداركه المسؤولون في النادي وأعضاء الشرف وربما يكون كارثة لا يتمناها النصراويون بالمرة.
ماذا حدث في يناير؟
منذ أن لعب الفريق في 1-1- 2006م أما فريق الوحدة ضمن مباريات كأس ولي العهد وخسرها بهدف مقابل لا شيء وحتى لعبه الأسبوع الماضي أمام فريق أبها في أبها في 27-1-2006م والتي انتهت بتعادل الفريقين هدفين لكلاهما لم يذق الفريق النصراوي في هذا الشهر طعم الفوز وخرج من بطولتين عربية ومحلية.
النصر والمنتخب السعودي
بينما كان الفريق النصراوي في السابق دعامة قوية للمنتخب السعودي بانضمام لاعبين من صفوفه يصلون إلى أعداد كبيرة ومن جميع المراكز أصبح الآن لا يتواجد سواء لاعب أو لاعبين بالكثير حيث لا يتواجد حالياً إلا المهاجم سعد الحارثي.
ما الحل حتى يصلح الحال؟
من المعروف أن الفريق حالياً يمر بمرحلة حرجة تحتاج إلى وقفة صادقة من رجالات النصر وأعضاء شرفه لأن المشكلة تكمن في المقام الأول في نقص الدعم المادي فالجميع يعرف أن النادي يعاني من مشكلة مادية رغم الصرف الكبير على فريق كرة القدم الأول طوال الأشهر الماضية لكن الأمور تغيرت عن السابق حيث ارتفعت أسعار عقود اللاعبين المحليين والأجانب لأرقام قياسية والخزينة النصراوية لا تستطيع مجاراة صفقات الأندية الأخرى وهذا الحال الذي يجب أن تعلنه الإدارة النصراوية ويعرفه جميع محبي هذا النادي حتى يقنعوا بالأمر الواقع ولا يتمنوا ويعيشوا على الأماني كما في السابق، فاللغة الحالية في كرة القدم هي لغة المال فبدون المال لن يستطيع النصر العودة من جديد إلى مجده المعهود فأمور النادي وشؤونه تحتاج إلى دعم مادي كبير يتراوح من 40 إلى 50 مليوناً حتى يتم إحضار مدربين على درجة عالية من الكفاءة ولاعبين محليين وأجانب على قدر عال من المستوى الفني وقادرين على إفادة الفريق وليس كما هو الحال في الأجانب الحاليين الذين لا يرقون للمستوى المطلوب والبعض منهم أقل مستوى من اللاعبين المحليين.