أن تبدأ بزرع بذرتك.. وحين تستمر في النمو.. تتوقف عن إروائها.. بالتأكيد ستموت.. وحين يأتي غيرك.. حاملاً هذه النبتة، بعد أن بدأت بالنمو.. ليأخذها ويحافظ على رعايتها وتنميتها والاعتناء بها إلى أن تكبر، ثم ترى بذرتك أو زرعك الأَولي قد جناه الآخرون (هذه والله الحسرة)!!
مثل هذه البذرة.. كان سباق القدرة في المملكة العربية السعودية.. بداية وئدت وهي في مهدها.. لأنها للأسف لم تجد الدعم.. ولم تحصل على الحصانة الرعائية! فكان انتقالها للشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة.. انتقالاً.. أتت ثماره.. وشَعَّ ضياؤُه.. بعد أن فقدَ بريقه (هُنا).. ليصبح صنع في السعودية.. كما كنا نأمل!!
***
أتساءل.. لماذا؟ وتأتي الإجابة دائماً.. إنه ليس هناك راعٍ رسمي، يتكفل بهذه القدرة.. رغم أنها موروث يذكر الأجيال الحالية والقادمة من الشباب بأهمية الوطن ورجاله الذين لم يتوفر لهم ما يتوفر في هذه السباقات المترفة.. (إلا من حيث الإجهاد فقط).
والرفاهية التي لم تكن موجودة وقت الحروب والفتوحات السعودية على يد خادم الحرمين الشريفين ومؤسس الدولة السعودية عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة -.
فغالبية رجال الأعمال - هداهم الله - لا يشاركون سوى في دعم البازارات والإلكترونيات، أما هذه الرياضة الرائعة فليس لها نصيب من اهتمامهم، فحتى وإن لم يكن لديهم ميل فروسي.. فعلى الأقل ليساهموا في نشرها، وإني لأشكر الله أن قيض لها فرساناً إماراتيين برعاية فارس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.. وسار على خطاه البحرينيون في مملكتهم الرائعة.. ولست في هذا الصدد أنسى جهود صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد.. صاحب الفكرة.. ولكن عذرك.. يا سمو الأمير أن اليد الواحدة لا تصفق.
أما الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. فهي.. ترفع شعار.. (لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم) تغض الطرف بكل قوة.. وكأن الرياضة هي ما يعرفها المجتمع فقط! إضافة لسباق قفز الحواجز.
أفيقوا أيها القادرون.. وارعوا شبابكم، أو لا تنتقدوهم عندما يتجهون للاشتراك في برامج الواقع!!
سنا موضي..
للحديث عن السلبيات والإيجابيات سأوردها في مقالات قادمة بإذن العظيم الودود.
سنا الحرف..
يا عين لا تذرفي الدمعة
ما دام لك.. في الأمل شمعة.
(أبو بكر سالم)
|