* كتب - نبيل العبودي:
حقق الفريق الهلالي فوزاً صعباً في لقاء الذهاب للدور نصف النهائي لمسابقة كأس سمو ولي العهد، وذلك على فريق الوحدة وبنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد مباراة جيدة المستوى من الطرفين اللذين قدما واحدة من أجمل وأروع المباريات خلال هذا الموسم على الإطلاق، كانت مليئة بالإثارة والندية والحماس والعطاء الفني داخل المستطيل الأخضر الذي أبدع فيه لاعبو الفريقين بتقديم لوحة فنية جميلة أمتعوا من خلالها الجماهير.
ظهر الفريق الوحداوي بصورة فنية جيدة وقدم أمام الفريق الهلالي مستوى كبيراً بعطاء نجومه علاء الكويكبي والشمراني والهزاني وبقية زملائهم.
في حين لم يستغل الهلال ونجومه الفرص التي سنحت لهم وبخاصة في الشوط الثاني الذي أهدر فيه الهلاليون عدداً من الفرص السانحة المواتية للتسجيل والتي كانت كفيلة بخروجه متقدماً بنسبة مطمئنة للمباراة المقبلة مباراة الإياب في مكة.
إلا أن النتيجة بفارق هدف واحد ربما جاءت هكذا لتعطي لقاء الإياب إثارة أكبر ومتعة متوقعة.
الأهداف الخمسة سجلت بواسطة سامي الجابر (هدفان) وكماتشو للهلال، والمحيابي من جزائية وأميدو للوحدة.
عموماً المباراة كانت مليئة بالإثارة والمتعة والأداء الفني الراقي من الطرفين وأبدع الوحداويون كثيراً في رسم المتعة مع الفريق الهلالي فكانت الأهداف الخمسة نتيجة للأداء الهجومي الذي عمد إليه الطرفان وبخاصة في الشوط الثاني.
** برغم الحذر الذي كان عليه الطرفان مع بداية المباراة إلا أن السرعة كانت هي السمة التي كانت عليها البداية وبخاصة من جانب الهلال الذي كان يسعى الى تنويع هجماته والتي ظهرت منذ البداية كرة قادها القحطاني الذي وصلته من كماتشو ولكنه لعبها عرضية بيد الحارس وأخرى من سامي القحطاني ابعدها الدفاع الى ركنية تلتها مباشرة تسديدة من الشلهوب ابعدها القرني الى ركنية.
في حين اعتمد الوحدة على الدفاعية من خلال الطريقة التي اعتمدها البنزرتي وهي 5-3-2 ومحاولة الهجوم المضاد السريع. وهو بالفعل ما حدث له بعد مرور تسع دقائق فقط.
جزائية وهدف وحداوي
ومن هجمة مرتدة سريعة قادها اللاعب ماجد الهزاني داخل المنطقة الجزائية تعرض لاعاقة صريحة من الخثران لم يتردد الحكم من احتسابها جزائية تقدم لها المحياني ووضعها على يمين الدعيع هدفاً وحداوياً أول.
هذا الهدف المفاجئ للفريق الوحداوي المبكر اعطى الفريق الأحمر ثقة أكبر وان استمرت المحاولات الهلالية اليها ان الطريقة الوحداوية الجيدة واقفال المنطقة الدفاعية والاعتماد على المرتدات الخطرة والتي كادت ان تثمر عن هدف ثاني بعد كرة خطفها الوحداويون من منطقة جزائهم من الشلهوب ليتقدم بها الشمراني متخطياً أكثر من لاعب إلا أنه سددها عالية اعتلت العارضة تبعتها كرة أخرى من الكويكبي عرضية الى المحياني أبعدها المفرج ركنية لم يستفد منها الوحداويون. الدقائق التي تلت الهدف الوحداوي أحسن منها لاعبو الوحدة استقبال الأخطاء الهلالية وبخاصة من لاعبي الوسط وبالذات البرقان لتشكيل خطورتهم على مرمى الدعيع.
في المقابل كان الهلاليون يسعون إلى الاندفاع الهجومي بغية التعديل إلا ان هذا الاندفاع كان يفتقد للتركيز وان حاول كماتشو من تستيدة مرت بجانب القائم.
وتعود الخطورة الهلالية من جديد فشكل الشلهوب خطورة واضحة في قيادة أكثر من كرة.
سامي يعدل النتيجة
الشلهوب يقود هجمة هلالية ويتخطى أكثر من مدافع مستغلاً الكثافة الدفاعية في منطقة الجزاء ويلعب كرة جميلة وبذكاء لسامي الجابر (ساقطة) عالجها الجابر برأسه جميلة داخل المرمى هدفا هلاليا عدل بالنتيجة بعد مرور الدقيقة الـ 26 . وكاد الكويكبي ان يقتل الفرحة الهلالية مباشرة بعد كرة عرضية وصلته من المحياني ليرسلها مباشرة مرت بجانب القائم الأيمن للدعيع رد عليها القحطاني بتسديدة بعد كرة وصلته على رأس الـ 18 سددها مرت بجانب القائم الوحداوي. ويرد الوحدة على تلك بكرة الكويكبي سريعة تخطى فيها المفرج ولعبها عرضية الى المحياني إلا انها طالت عليه.
الأداء السريع من الطرفين نتج عنه العديد من المحاولات فكانت هناك محاولة من الكويكبي أمسك بها الدعيع رد عليها سامي بتسديدة أمسك بها القرني.
سامي يسجل الثاني
المحاولات الهلالية استمرت قائمة في البحث عن هدف آخر وهو بالفعل ما حدث بعد مرور 38 دقيقة بكرة هلالية أعطت كل معاني التعاون بعد كرة تناقلها الهلاليون فيما بينهم من الشلهوب الى القحطاني ومن ثم كماتشو الى سامي الذي تخطى بحركة جميلة لاعبين دفعة واحدة هما بسام وطلال الخيبري ويسدد مباشرة في المرمى على يسار القرني الذي حاول التصدي لها ولكنها هزت شباكه هدفاً ثانياً للهلال ولسامي الجابر ايضا.
هذان الهدفان لهلال كانا نتيجة للتفوق الهلالي في هذا الشوط وان ظهر فيه الفريق الوحداوي بصورة جيدة تفوق في بعض الدقائق واستغل المساحات الكبيرة التي تركها لاعبو الهلال في هذا الشوط وشكل خطورة واضحة على مرمى الدعيع.
إلا ان الهلال استطاع ان ينهي هذا الشوط لصالحه بهدفين مقابل هدف بعد شوط سريع وجميل من حيث الأداء من الطرفين قدما من خلاله كرة قدم مليئة بالإثارة والحماس استغل الوحدة التقدم الهلالي في بداية الشوط ليسجل هدفه من جزائية مستحقة ويعود الهلال من جديد ليفرض اسلوبه ويسجل ثنائية من قائده سامي الجابر ليخرج بها متقدماً في هذا الشوط.
** الشوط الثاني من المباراة شهد مع بدايته محاولات وحداوية وتقدما نحو المرمى الهلالي، فكانت أولى المحاولات من كامل موسى الذي سدد عاليا، والأخرى من المحياني بعد ان خُطفت الكرة من البرقان من قبل هوساوي الذي مرر وحاول المحياني إلا ان الدعيع أمسك بها.
وبرغم التفوق الوحداوي خلال الدقائق الخمس الأولى بدأ الهلال يظهر بعد مرور ست دقائق من خلال فرصتين متتاليتين، الأولى من القحطاني والأخرى من الشلهوب ذهبت الى ركنية ونفذت على رأس تفاريس إلا انها مرت بجانب القائم.
ليبدأ التونسي البنزرتي إجراء أول تبديلاته بدخول سيد عبدالحفيظ بديلاً من عبدالعزيز فلاته، وتستمر المحاولات الهلالية بكرة كماتشو الى الشلهوب الذي سدد وأمسك بها القرني على دفعتين.
وتأتي فرصة أخرى من ضربة حرة غير مباشرة نفذها الشلهوب ولكن الدفاع الوحداوي أبعدها. ورغم الفرص الهلالية إلا ان التباطؤ والاخطاء في التمرير داخل المنطقة الوحداوية افسد خطورتها.
ولم يستفد الهلاليون من فتح الوحداويين ملعبهم ولم يستغل سامي الجابر الكرات التي جهزها له الشلهوب. في حين كانت المحاولة التالية للوحدة عن طريق ضربة حرة غير مباشرة لم تستغل كما يجب.
لتشهد الدقائق التالية تحركاً وحداوياً من جديد وان لم ينتج عنها أي شيء. النشاط الوحداوي شكل ازعاجاً للفريق الهلالي وتحصل على أكثر من ركنية، الأمر الذي دفع كاندينو الى استبدال الشلهوب بالتمياط ورد البنزرتي عليه بتبديل ثان بدخول كزادي بديلاً من الكويكبي وهو تبديل هجومي.
وتشهد الدقائق المتتالية أيضاً حركة من الفريقين وسط الميدان وبعيدة عن المرميين. ليعود كاندينو بتبديل هجومي آخر بدخول الصويلح بديلا من القحطاني.
كماتشو يسجل
مع مرور الدقيقة الـ 34 من كرة هلالية متقنة تبادل كماتشو والتمياط (ون. تو) تصل الى الأخير الذي جهزها جميلة لكماتشو في مواجهة المرمى فغمزها بقدمه بكل حرفنة داخل المرمى هدفاً هلالياً ثالثاً.
ليجري كاندينو آخر تبديلاته هجوميا ايضا بدخول الجمعان بديلا لسامي الذي كاد أن يسجل هدفا مع أول لمسة من ركنية نفذها كماتشو الى الجمعان برأسه فأمسك بها القرني. ويرد البنزرتي بتبديل أخير بدخول خالد ازوين بديلا للهزاني. وبرغم الثلاثية الهلالية إلا ان الوحداويين بقيت محاولاتهم لتقليص النتيجة تحسباً للقاء الإياب.
ويعود الهلال من جديد لتشكيل خطورته على المرمى الوحداوي، وهذه المرة عن طريق عزيز الذي تقدم وتخطى أكثر من لاعب فحصل على خطأ على رأس المنطقة لم ينفذ كما يجب من الجمعان.
وتبقى المحاولات الوحداوية قائمة برغم التقدم الهلالي حيث تحصل على ما يريد مع الثواني الأخيرة من المباراة.
أميدو يقلص النتيجة
ومع الثواني الأخيرة من المباراة ومن ضربة ركنية تحصل عليها الفريق الوحداوي حاول الدعيع إبعادها بقبضة يديه لترتد الى الشمراني الذي حولها من جديد داخل المنطقة على رأس اميدو الذي عاجلها في المرمى مستغلا تقدم الدعيع وتباطؤ الدفاع الهلالي ليقلص بذلك النتيجة.. وقد اعلن بعدها الحكم الايطالي بيرتيني باولو نهاية المباراة بفوز الهلال بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
* قاد المباراة طاقم حكام إيطالي بقياة بيرتيني باولو وساعده كل من كونتيللي كريستيانو وستاجنولي اليساندرو، وظهر التحكيم بصورة رائعة جداً، وقد أشهر البطاقة الصفراء لكل من تفاريس من الهلال وفلاته من الوحدة.
* أجاد البنزرتي مدرب الفريق الوحداوي بالطريقة التي انتهجها والتي عمدت الى تقفيل المنطقة والرد بالهجوم المضاد المعاكس.
* الفريق الوحداوي يتطور مستواه بشكل ملفت للنظر وبخاصة في هذا الموسم.
* الفريق الهلالي وإن كان قد تفوق في غالبية فترات المباراة إلا انه لم يستغل العديد من الفرص التي سنحت له وبخاصة في الشوط الثاني.
* البرقان لاعب مجتهد إلا ان مشكلته ان أخطاءه في التمرير كثيرة ومعظمها تقصم ظهر الفريق.
|