كان يقال حتى عهد قريب ان المصاصة الاصطناعية سيئة ويفضل ان يكف الأطفال عن التسلي بها، فضلا عن أنها بؤرة أقذار، إنما تدرج على عادات سيئة، وحتى سنة 1960 كان الكثيرون يتعجبون كيف لم تهمل حتى الآن هذه العادة الشائعة!
ثم جرت دراسات طبية ونفسية على هذه المصاصة المصنوعة إجمالا من النايلون. وكانت نتيجتها أن المصاصة ليست سيئة بل هي مفيدة للطفل وخاصة في الأشهر الأولى بعد الولادة. فإن الأطباء أثبتوا أن الحاجة إلى المص هي غريزة طبيعية لدى الوليد.
وسواء كان الوليد يمص الحليب من ثدي أمه او من رضاعة، فإنه يشعر بحاجة إلى تمديد هذه الفترة أي فترة امتصاص الحليب. فهي تندمج بين أوقات هناء الطفل لأنها تشبع جوعه ولانها تحوطه بعاطفة أمان وارتياح. ولذلك يريد في اللا شعور ان يمدد فترة التمتع بهذه اللحظات الهنيئة.
ودليل ذلك أنه إذا حرم المصاصة اخذ يستعيض عنها يمص إبهامه. وفضلاً عن هذه الزاوية النفسية يبدو للأطباء ان هذه الحاجة إلى المص تجاوب حاجة أخرى بدنية، وهي الحاجة إلى المزيد من اللعاب الضروري لهضم الأطعمة.
وعلى هذا يعتبرون اليوم أن المصاصة مفيدة وأنها أفضل من عادة مص الإبهام، ولا سيما أن المصاصات الحديثة أصبحت تصنع وفقاً لقواعد طبية معينة.
|