يعاني ما يقارب (20%) خمس العالم خصوصاً في الدول الغنية من البدانة والسمنة وما يرافقها من أمراض عدّة كالسكري وضغط الدم وأمراض القلب وغيرها.
وقد تعرف السمنة بأنها زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.
وفي مجتمعنا السعودي يعاني 62% من النساء و44% من الرجال من السمنة، ويرجع ذلك إلى غياب تصريف مخزون الجسم من الطاقة التي تأتي عن طريق تناول أطعمة تحتوي على سعرات حرارية عالية، كما أن العوامل السلوكية والوراثية والبيئية تعد من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة.
لقد ساهم الاستهلاك المكثف للأغذية السريعة في إلحاق الضرر بالنمط الغذائي الذي كان سائداً في المجتمع السعودي، لذا تظل عقاقير إنقاص الوزن من ضمن الحلول التي يمكن اللجوء إليها على المدى الطويل مع ضرورة التقيد بنظام غذائي غير مشبع بالدهون طوال فترة العلاج الدوائي.
وتعمل بعض هذه العقاقير على التقليل من نسبة الدهون بحوالي 30% وتؤخذ عن طريق الفم خلال وجبات الطعام، وتتميز بكونها ليس لها تأثير عام على جسم الإنسان، في حين نجد عقاقير أخرى تقضي على شهية الإنسان، لكنها تنطوي على آثار جانبية خطيرة بالنسبة للجهاز العصبي المركزي..
ما هي أنواع الغذاء؟ لا يخرج تركيب أي مادة غذائية تتناولها عن العناصر الغذائية التالية: الكربوهيدرات - الدهون - البروتينات - المعادن والفيتامينات - الماء.
ولكل عنصر من هذه العناصر دور هام في إمداد الجسم بالطاقة، وتختلف الأغذية في محتوياتها بالنسبة لتلك العناصر فبعض الأغذية يحتوي على جميع العناصر الغذائية ولكن بنسب متفاوتة في حين أن بعضها يحتوي على عنصر واحد أو عنصرين فقط، فمثلا الفواكه تحتوي على الكربوهيدرات أكثر من أي عنصر آخر والخبز والحليب يحتوي على الكربوهيدرات أكثر ثم البروتينات فالدهون، واللحوم تحتوي على البروتينات أكثر ثم الدهون، والسكر يحتوي فقط على الكربوهيدرات.
فإذا ما تناول الإنسان الكربوهيدرات تتحطم في جسم الإنسان إلى سكريات أحادية بسيطة (الجلوكوز) وذلك ليستخدم مباشرة كوقود ليمد جسم الإنسان بالطاقة، كما يخزن جزء منه في الكبد على صورة جلايكوجين وما زاد عن الحاجة بعد ذلك يتحول إلى دهون تخزن في الأنسجة الدهنية للجسم.
أما البروتينات فإنها تتحلل إلى مركبات بسيطة تمتص إلى الأنسجة والعضلات أو أنها تتحول إلى جلوكوز لاستخدامه كطاقة فورية، أو أنها تتحول إلى دهون تخزن في الأنسجة الدهنية لجسم الإنسان.
أما إذا تناولت الدهون فإنها إما تتحول إلي جلوكوز تستخدم مباشرة لإنتاج الطاقة الفورية أو أنها تخزن في الأنسجة الدهنية لجسمك.
كيف يمكن قياس السمنة؟
حسب المعادلة: الوزن بالكيلوجرام مقسوماً على الطول بالمتر المربع..
فإذا كانت النتيجة أقل من 20 فإن الوزن يكون دون الطبيعي.
وإذا كانت النتيجة بين 20 إلى 25 فإن الوزن يكون طبيعياً.
وإذا كانت النتيجة بين 25 إلى30 فإن الوزن يكون زائداً على الطبيعي.
وإذا كانت النتيجة بين 30 إلى 35 فإن الشخص يعتبر بديناً.
وإذا كانت النتيجة بين 35 إلى 40 فإن الشخص يعتبر بديناً جداً.
وإذا كانت النتيجة أكثر من 40 فإن الشخص يعتبر مفرطاً في البدانة.
فإذا فرضنا أن الوزن 98 كيلو والطول 172سم تكون النتيجة:
تحويل الطول من سم إلى متر= 172سم/100= 1.72م تحويل الطول من متر إلى متر مربع =1.72-1.72= 2.96م2 (متر مربع) 98 كجم/2.96= 33 وعلى هذا فإن هذا الشخص يعد بديناً.
شريط القياس
يعتبر شريط القياس من التقنيات المستخدمة في قياس الوزن، وذلك بقياس محيط الخصر.
وتعد الدهون المتراكمة حول الخصر أشد خطراً من الدهون الموجودة في محيط الأرداف أوفي أي جزء آخر في الجسم، فتراجع قياس الخصر يعني تراجع أو انخفاض كمية الدهون في الجسم.
مسببات السمنة
أهم سبب لحدوث السمنة هو تناول كميات من الطعام أكبر مما نحتاج.
1- النمط الغذائي: حيث إنه من المؤكد أن التهام الغذاء بسعرات حرارية عالية مع عدم صرف هذه السعرات يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان علماً أن الدهون لها كفاءة أعلى من الكربوهيدرات والبروتينات في التكتل في أنسجة الجسم الدهنية.
وأفضل مثل على ذلك أن انتشار ما يسمى بالوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية أدت إلى انتشار السمنة والأمراض المصاحبة لها في أجزاء كثيرة من العالم لم تكن تظهر فيها من قبل. وقد تكون هي السبب الأول والأهم، في 90% من حالات السمنة. وتعتبر الدهون المتناولة في الطعام سبباً رئيسياً لزيادة الوزن حيث إن: 1جم دهون= 9 سعرات حرارية، بينما 1جم كربوهيدرات أو بروتين= 4 سعرات حرارية.
2- قلة النشاط والحركة: من المعروف أن السمنة نادرة الحدوث في الأشخاص دائبي الحركة أو الذين تتطلب أعمالهم النشاط المستمر ولكن يجب أيضاً أن نعرف أن قلة حجم النشاط بمفرده ليس بالسبب الكافي لحدوث السمنة.
ولا شك أن النشاط والحركة لهما فائدة كبيرة في تحسين صحة الإنسان بصفة عامة ويمكن أن نوجز النشاط والحركة بكلمة واحدة هي الرياضة.
إن للرياضة دوراً في تخفيض نسبة الدهون وجلوكوز الدم كما أن لها دوراً في نشاط الأنسولين واستقبال أنسجة الجسم له، ولكن هل هذه النسبة كبيرة لدرجة الاعتماد عليها في إنقاص الوزن؟ الإجابة على هذا السؤال هي (لا)، لا يمكن أن نوصي للبدين بالرياضة كأساس لتخفيض وزنه، ولكن يمكنها أن تكون عاملاً مساعداً خصوصاً لتخفيف الترهلات من جسم البدين الذي أنقص وزنه.
ومثالنا على ذلك لو أنك إذا مارست السباحة أو الجري لمدة ساعة كاملة دون توقف فإنك ستصرف حوالي 170 سعراً حرارياً فإذا توقفت بعدها وشربت كوباً من البيبسي وقطعة صغيرة من الشوكولاتة فإنها ستعطيك 500 سعراً حرارياً.
3- العوامل النفسية: هذه الحالة منتشرة في السيدات أكثر منها في الرجال. فحين تتعرض بعضهن لمشاكل نفسية قاسية ينعكس ذلك في صورة التهام الكثير من الطعام.
4- اختلال في الغدد الصماء: بسبب عامل الوراثة وهذا العامل بمفرده ليس مسؤولاً عن السمنة وقد لا يكون مسؤولاً البتة.
مخاطر البدانة:
ارتفاع ضغط الدم، اعتلال القلب، داء السكري غير المعتمد على الأنسولين، تدهور حالة المفاصل، ألم مزمن في الظهر، حصى في المرارة، مشاكل تنفسية، والموت المبكر.
|