Thursday 16th February,200612159العددالخميس 17 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"متابعة "

الدوادمي بين الماضي والحاضر الدوادمي بين الماضي والحاضر
سعد بن إبراهيم الهملان(*)

من لا ماضي له ، فلا حاضر له ولا مستقبل عبارةٌ نسمعها بين الفينة والأخرى ، تحمل جانباً كبيراً من المصداقية والواقعية ، فكثيراً ما ترتبط الحمية والقدسية - عند الجنس البشري - بأمر غابرٍ في القِدَم أومطوي بين صفحات التاريخ .
وكنت منذ نعومة أظفاري أهيم وجداً بمدينتي (الدوادمي ) ، وأراها حبِّي الأول والأخير ، وكنت أسمع كلاماً يتردد بأنها من أقدم المناطق في العالم ، وأن عدداً من علماء الآثار كان يقوم بزيارات ميدانية لبعض المواضع فيها .
دفعني الفضول لاقتناء كثير من المراجع المتخصصة لهيئات محايدة ، والتي بُنيت على التجربة والبحث الميداني ومنها إصدار حديث (لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، الطبعة الأولى 1424هـ) وفيه ما يثبت أن الجزيرة العربية قد استقر بها الإنسان الأول على نطاق واسع، وهذا نصه: (وقد دلت الاكتشافات الأثرية الأخيرة على أن المملكة العربية السعودية قد استقر بها الانسان الأول على نطاق واسع، حيث تم الكشف على دلائل فعلية لوجود مواقع أثرية ترجع إلى نحو 750,000 سنة قبل الميلاد (العصر الحجري القديم) وتتمثل في الأدوات الحجرية التي وجدت في مواقع صفاقة ووادي فاطمة...الخ).
وكذلك كتاب ( منطقة الرياض - دراسة تاريخية وجغرافية واجتماعية - الجزء الثاني - منطقة الرياض خلال التاريخ القديم والإسلامي ) الذي صدر بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة . ففي الفصل الأول من الكتاب ص 15
( وفي عام 1402هـ / 1982م أجريت حفرية في موقع من مواقع وادي صفاقة في محافظة الدوادمي بإشراف نورمان هويلن N.Whalen نتج عنها اكتشاف موقع يعود إلى الفترة الآشولية ( أي قبل ما يقارب ثلاثمائة ألف سنة ) كما يفيد التقرير المنشور بخصوص الحفرية . وفي عام 1403هـ / 1983م نفذ فريق أثري من إدارة الآثار والمتاحف موسم تنقيب في الموقع ذاته , أشرف على أعماله نورمان هويلن الذي نشر بخصوصه تقريراً . وتكمن أهمية التقريرين سالفي الذكر في احتوائهما على مادة أثرية متمثلة بأدوات حجرية بأعداد ضخمة مختلفة في أنوعها تعود إلى فترات زمنية واقعة ضمن الامتداد الزمني للعصر الحجري القديم , وكونهما أول الأعمال التي تشخص موقعاً أثرياً يعود تاريخه إلى ما يقرب من ثلاثمائة ألف سنة سابقة لميلاد المسيح عليه السلام , . . .) وفي ص 29 وص 30 ذكر الكتاب السابق ( ويقدر عمر المادة الأثرية الدالة على وجود أول إنسان في منطقة الرياض بمليون ونصف المليون سنة قبل الوقت الحاضر كما توحي الأدوات التي وجدت . . إلى أن قال وقد كانت منطقة الدرع العربي هي المكان المحبب لإنسان تلك الفترة لتوفيرها لمتطلباته مثل مصادر الأحجار المستخدمة ) .
وكما أن ( للدوادمي ) تاريخاً موغلاً في حياة البشرية؛ فلها (حاضرٌ) مشرق ، سأتحدّث عنه بشكل موجز، ومن دون تكلف، علّه يكون (أجدر) بالتصديق، و(أقرب) لأعين الناظرين!
إن من يفقه في أبجديات السياسة، ويقرأ بعض كتب الاجتماع؛ ليُقِر بأن الأساس لاختيار (المركز) لأي تجمع سكاني ينضوي تحت (كيان) معين؛ هو ركيزتان أساسيتان.. جغرافية المكان وأهميته، ثم الكثافة السكانية.
ولو نظرنا بعين التجرد والإنصاف، لأدركنا أن (الدوادمي) هي الأولى والأقرب لتحقيق هاتين الركيزتين مقارنةً بشقيقاتها المحيطة بها.
ولن أتحدث عن التعداد السكاني للدوادمي، والذي يقدر بحوالي (ستة أضعاف) التعداد السكاني لبعض المدن المجاورة. ولكني سأتطرق بشيء من الإيجاز إلى بعض العوامل المهمة، والتي تجعل الدوادمي (امتداداً لأي تطوير إداري قادم لمنطقة الرياض .
142 مليون ريال! أنفقتها حكومتنا الرشيدة - وفقها الله - في سبيل إنشاء أحدث مطار جوي محليّ في مدينة الدوادمي، (مطار الأمير سلمان )ويقوم هذا المطار الحديث بخدمة (نصف مليون) مسافر سنوياً.
فهل وقع الاختيار على مدينة (الدوادمي) مصادفة؟! أم ضرباً من الحظ؟!
أم أن ذلك كان لأسباب وجيهة، تجعل (الدوادمي) الأنسب والأفضل من حيث الجغرافية، والتمركز؟!
ومادمنا في قطاع النقل (الجوي)، فلنهبط قليلاً.. ولكن من دون (هوان) لنجد أن (وزارة النقل) متمثلة في وزيرها الدكتور/ جبارة بن عيد الصريري حفظه الله؛ قد أدرجت عدة مشاريع في ميزانية هذه السنة، لتنفيذ عدد من الطرق الرئيسية والفرعية في محافظة (الدوادمي) ومنها مايلي:
1- المشاريع الحاليه والمدرجة في ميزانية 1426-1427 هـ :
- ازدواج طريق الدوادمي /الحفيرة/فيضة المفص/مزعله حتى طريق الرياض /الطائف السريع بطول 150 كيلو متر
- طريق الصحن بطريق شقراء / الدوادمي بطول 28 كيلو متر
- طريق هجرة عقلة الغويري /الرشاوية/مصده/الدوادمي بطول 80 كيلو متر
2- المشاريع المستقبلية المدرجة في ميزانية 1426- 1427هـ :
- أزدواج طريق الدوادمي/عرجاء/نفي/الرس بطول 224 كيلو متر
- أزدواج طريق شقراء/الدوادمي بطول 124 كيلو متر
- طريق الدسمه بالدوادمي بطول 9 كيلو هذا وفقاً للموقع الرسمي لوزارة النقل وهو : http:// www.mot.gov.sa
إضافة إلى وجود محطتي ضخ (Pump sta (tions 6&7 بالقرب من الدوادمي تتبع لشركة أرامكو السعودية، وتقوم هذه المحطة بالربط بين شرق المملكة (ابقيق) وغربها (ينبع). ولم يتم اختيار هذا المكان إلا بعد أبحاث ودراسات علمية تخص استراتيجية المكان وارتفاعه.
وللمعلومية فقد تم تسمية القاعة الرئيسية في محطة الضخ السادسة بقاعة (داورد) وهو المسمى القديم للدوادمي، كما هو معلوم.
كما قال الشاعر الكبير مهنا بن عبدالعزيز المهنا - رحمه الله - في قصيدتهِ التي تغنى بها أهالي الدوادمي وعرضوا بسيوفهم احتفاءً بزيارة ولي العهد سلطان بن عبدالعزيز ال سعود - حفظه الله - في إحدى المناسبات، وهذا مطلع القصيدة:
(داورد) قله يا هلا بقدوم شيخ لفاك
يوم عليها الحلى ذا اليوم ما أكثر حلاك
الهم عنّا انجلى من يوم راعيك جاك
أضف إلى ذلك؛ وجود مطار أرامكو السعودية الذي يقوم بنقل رحلات يومية ما عدا يوم الخميس.
ولست أرغب في الاستطراد في (حشد) الأدلة والبراهين على أن (الدوادمي) تتمتع بعوامل كثيرة، تجعلها متأهبة للتغيير القادم.
فهل يكفي ماذكرت؟! أم أنه يتعين عليّ سرد ماتبقى من دلائل الأهمية (المكانية) للدوادمي من حيث
توسطها، وتمركزها، ووجود مشاريع ضخمة فيها؛ كمشروع مبنى المحافظة، ومشروع مبنى مستشفى الدوادمي الجديد، و الذي تم إنجاز 95% منه ويضم 206 أسرة؟! وهل يتعين القول كذلك بتوافر عدد من الخدمات المهمة في المحافظة؛ كمركز التدريب المهني، الذي وضع ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- حجر الأساس له، وكذلك وجود مكتب (العوائد) الذي يخدم أهالي المحافظة وما حولها من المحافظات ؟!
أضف إلى ذلك وجود 17 محكمة شرعية تابعة لمحافظة الدوادمي.
ختاماً..
فإني أرى أن كل المعطيات، وكل الدلائل تصب فيما قررته سلفاً؛ بأن (الدوادمي) هي الأقرب، والأولى بأي تطوير إداري قادم، وذلك خدمةً لأكبر شريحة من المواطنين (شيوخ، أرامل، معاقين، أيتام..الخ) والتي لا تتأتى إلا في كون (الدوادمي) هي المرجع الإداري لمثل هؤلاء، لتوسطها الجغرافي، ووجود بقية المحافظات حولها كالعقد.

(*) ص.ب : 10241 الظهران 31311

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved