Friday 17th February,200612195العددالجمعة 18 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"أفاق اسلامية"

حادثة وحديث حادثة وحديث
طموح الشباب
عبيد بن عساف الطوياوي *

لما خرج المسلمون للقاء المشركين في أحد، واصطف الجيش، وقام النبي صلى الله عليه وسلم يستعرض أفراده، رأى في الجيش صغارا لم يبلغوا الحلم، حشروا أنفسهم مع الرجال، يريدون الجهاد لإعلاء كلمة الله. لم يصطفوا للتفحيط، أو تبادل الرسائل عبر الجوال، إنما اصطفوا للجهاد والشهادة، فأشفق عليهم الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم، ورد من استصغر منهم، وكان فيمن رده: رافع بن خديج وسمرة بن جندب، ثم أجاز صلى الله عليه وسلم رافعا لما قيل: إنه رام يحسن الرماية، فبكى سمرة وقال: أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا وردني مع أني أصرعه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرهما بالمصارعة فكان الغالب سمرة فأجازه عليه الصلاة والسلام.وفي غزوة بدر يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: رأيت أخي عمير، قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، يتوارى - أي يختبئ في الجيش - فقلت: ما لك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة. قال سعد رضي الله عنه: فعرض عمير على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده لصغره، فلما رده بكى فأجازه صلى الله عليه وسلم، فكان سعد رضي الله عنه يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره. فقتل وهو ابن ست عشرة سنة رضي الله عنه. نال الشهادة في سبيل الله تعالى، لم يمت تحت عجلات سيارته لأنه يفحط، ولم يمت كالذين يموتون في دورات المياه بالإبر المخدرة، إنما مات شهيدا رضي الله عنه وأرضاه.وكان لعمر بن عبدالعزيز ولد صغير فرآه يوم العيد وعليه ثوب خلق قديم متمزق؛ فدمعت عيناه؛ ورآه ولده فقال: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ قال: يا بني أخشى أن ينكسر قلبك إذا رآك الصبيان بهذا الثوب الخلق؟ قال: يا أمير المؤمنين إنما ينكسر قلب من أعدمه الله رضاه، أو عق أمه وأباه، وإني لأرجو أن يكون الله راضيا عني برضاك.ودخل على عمر بن عبدالعزيز في أول خلافته وفود المهنئين، فتقدم من وفد الحجازيين للكلام غلام صغير لم تبلغ سنه إحدى عشرة سنة. فقال له عمر: ارجع أنت أيها الغلام، وليتقدم من هو أسن منك، فقال الغلام: أيد الله أمير المؤمنين، المرء بأصغريه، قلبه ولسانه. فإذا منح الله العبد لسانا لافظا وقلبا حافظا فقد استحق الكلام، ولو أن الأمر يا أمير المؤمنين بالسن لكان في الأمة من هو أحق منك بمجلسك هذا. فتعجب الخليفة من كلامه.

* حائل ص.ب: 3998

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved