من المسلم به أن لغتنا العامية ما هي إلا لحن في لغتنا الفصحى الأم، وإرثنا الشعبي ما هو إلا امتداد للحصيلة اللغوية وحصيلة تجارب أجدادنا العرب الأوائل، ولا أبالغ إن قلت إن معظم صورنا الشعرية قد سبقنا إليها الأوائل فالكثير من الأمثال الشعبية ورد ذكرها في ثنايا الشعر الفصيح باللفظ أو بالمعنى، وإليك بعض النماذج.
1- من يبي العسل يصبر على لسع النحل
هذا المثل العامي واضح المعنى ويأتي على معناها المثل القائل ما فيه ورد بلا شوك. ولو تمعنا هذا المثل جيداً لنجده مستوحى من قول أبو الطيب المتنبي شاعر الحكمة:
تريدين لقيان المعالي رخيصة ولابد دون الشهد من ابر النحل |
2- مع الخيل يا شقراء
وهذا المثل يضرب لمن يتبع الناس إن أصابوا أصاب وأن أخطأوا أخطأ، وهذا ما سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإمعة، ويطابق معنى هذا المثل قول شاعر هوازن دريد الصمة:
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد 3- نفس خبيثة في جسم خبيث |
ويضرب هذا المثل لمن يعاني من عجز أو مرض أو إعاقة ويحمل معها نفساً خبيثة يغلب عليها جانب الفساد، وقد طابق هذا المثل في جزء من لفظة قول رهين المحبسين شاعر الزهد أبو العلاء المعري في قوله:
لفقدي ناظري ولزوم بيتي وكون النفس في الجسم الخبيث وإلى الملتقى مع أمثال شعبية أخرى.. |
سعد الهلولي / ينبع |