اعتبروه خطراً على حرية الإعلام
صحفيون مصريون يحذِّرون من الاختراق الخارجي والداخلي للصحف العربية

* القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد:
حذَّر صحفيون وأكاديميون مصريون من خطورة الاختراق الخارجي للصحف العربية عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية, عندما يتم بتمويل أمريكي إصدار صحف تنطق باللغة العربية ولكنها تحمل أفكاراً وقيماً أجنبية.
واعتبر الصحفيون والأكاديميون ممن شاركوا في ندوة (مستقبل الصحافة المصرية) التي نظّمتها كلية الإعلام (مساء الأحد الماضي) أن هذا التدخل الغربي في شؤون المهنة وصنعتها يساهم في التأثير على حرية الصحافة والصحفيين أنفسهم.
ورأى المشاركون في الندوة أن استمرار هذا التدخل يمكن أن يؤول في نهاية الأمر إلى مخاطر التدخل العسكري في الدول العربية كما هو الحال في العراق, وحذّر الكاتب الصحفي صلاح الدين حافظ (أمين عام اتحاد الصحفيين العرب) من خطورة تمويل الصحف العربية بتمويل أجنبي وخاصة الأمريكي منه مما قد يساهم في التأثير على حرية الصحافة ونقلها تالياً لأفكار وقيم غربية تخالف التقاليد والعادات العربية.
ونوَّه حافظ إلى أهمية إلغاء القوانين المقيّدة للحريات في مصر والعالم العربي والقضاء على ازدواجية القوانين التي يصنعها ما سماه (ترزية القوانين) في مصر للحد من حرية الصحافة، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن إسقاط القوانين السالبة للحريات في الصحافة المصرية فإن هنالك عشرات القوانين والمواد القانونية التي تحد من هذه الحرية وتؤدي إلى سجن الصحفيين في قضايا النشر.
كما حذَّر الدكتور محمود خليل أستاذ الصحافة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة, من خطورة الاختراق الخارجي في الصحف المصرية والعربية على السواء. معتبراً أن الاختراق ذاته نشأ في حضن الاحتلال الفرنسي لمصر أثناء الحملة الفرنسية.
وقال: إن القوى الكبرى كثيراً ما تحتاج إلى التطور التكنولوحي للوصول إلى المتلقي وهو ما يفرض شكلاً من أشكال التعديل في البنية التشريعية للصحف العربية التي يراها تعرضت للاختراق بفعل العامل التكنولوجي الذي يستخدمه الغرب.
أما مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع, فقال: إنه لو ظل هذا الوضع من التأثير والتدخل الواضح لأمريكا في الصحف المصرية والعربية فإن أوضاعنا ستصبح كما لو كنا في العراق فضلاً عن أننا سنصبح أسرى كأسرى (أبو غريب) و(جوانتنامو). وطالب بكري بضرورة توفير أجواء مناسبة لحرية الصحافة بجانب (أجندة) حقيقية تسمح بتداول السلطة وألا تصبح الديمقراطية مجرد (ديكور) على حد وصفه. وشدّد على ضرورة تحرير الصحافة المصرية مما أسماه بالفاسدين الذين يساهمون في تشويهها وتحديد المسئولين عن نهب أموال المؤسسات الصحفية. ودعا بكري إلى إسقاط القوانين السالبة للحريات الصحفية والتي تقيد من حريتها المهنية وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي ودور نقابة الصحفيين ليكون لها دور حقيقي في تصحيح مسار العمل الصحفي, وفي إطار من العلاقة بين المجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين.