Tuesday 28th February,200612206العددالثلاثاء 29 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

معنى العشق وما يطلق عليه وأقسامه معنى العشق وما يطلق عليه وأقسامه

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
لقد قرأت عنوان مقال للأستاذ مازن بن محمد المنشور في الجزيرة ص32 يوم الأربعاء 18 من ذي الحجة 1426هـ العدد 12165 بلفظ (أعشق الجزيرة) ولو قال أحب الجزيرة كان ذلك خيراً وأحسن لأن كلمة العشق لا تطلق إلا فيما بين الرجل والمرأة.
قال ابن القيم - رحمه الله - في روضة المحبين في أسماء المحبة: (وأما العشق فهو أمرُّ هذه الأسماء وأخبثها ولم يقع هذا اللفظ في القرآن ولا في السنة إلا في حديث: (من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد). وهذا حديث باطل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قطعاً لا يشبه كلامه، قال الشاعر:


وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا
سوى أن يقولوا إنني لكِ عاشق
نعم صدق الواشون أنتِ حبيبة
إلي وإن لم تصف منك الخلائق

قال في الصحاح: العشق فرط الحب وقد عشقها عِشْقاً مثل علم عِلماً، وعشقاً.. أيضاً عن الفراء قال رؤبة:
ولم يُضِعْهَا بين فِرْكٍ وعَشَقْ
قال ابن السراج: إنما حركه ضرورة وإنما لم يحركه بالكسر إتباعاً للعين كأنه كره الجمع بين كسرتين وإن هذا عزيز في الأسماء، ورجل عِشِّيق مثل فِسِّيق أي كثير العشق، قال الفراء: يقولون امرأة محب لزوجها وعاشق. وقال ابن سيدة: العشق عُجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته، يعني في العفة والفجور، وقال الفراء: عَشِقَ عِشْقاً وعَشَقاً إذا أفرط في الحب، والعاشق الفاعل والمعشوق المفعول والعَشِيق يقال لهذا ولهذا، وامرأة عاشق وعاشقة. انتهى من روضة المحبين.
وقال ابن القيم أيضاً - رحمه الله - في الداء والدواء المعروف باسم الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي:
فصل في أقسام عشق النساء
فعشق النساء ثلاثة أقسام؛ قسم هو قربة وطاعة وهو عشق امرأته وجاريته، وهذا العشق نافع، فإنه أدعى إلى المقاصد التي شرع الله لها النكاح وأغض للبصر عن التطلع إلى غير أهله، ولهذا يحمد هذا العاشق عند الله وعند الناس.
وعشق هو مقت من الله وبعد من رحمته، وهو أشر شيء على العبد في دينه ودنياه، وهو عشق المردان، فما ابتلى به إلا من سقط من عين الله، فطرد عن بابه وأبعد قلبه عنه وهو من أعظم الحجب القاطعة عن الله؛ كما قال بعض السلف: إذا سقط العبد من عين الله ابتلاه بمحبة المردان.
والقسم الثالث من العشق مباح كعشق من وصفت له امرأة جميلة أو رآها فجأة من غير قصد، فتعلق قلبه بها ولم يحدث له ذلك العشق معصية فهذا لا يملك ولا يعاقب عليه والأنفع له مدافعته والاشتغال بما هو أنفع له منه ويجب التكتم والعفة والصبر فيه على البلوى، فيثيبه الله على ذلك ويعوضه على صبره لله وعفته وتركه طاعة هواه وإيثار مرضاة الله وما عنده. انتهى.
نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
عبدالرحمن بن صالح الدغيشم
الرياض: 11445 - ص. ب: 19644

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved