جوائز التفوق العلمي وأثرها في شحذ هِمَم الطلاب والطالبات
د. محمد بن خالد الفاضل (*)

(جائزة الجميح أنموذجاً)
من السنن الحسنة التي بدأت تنتشر في مجتمعنا المبارك الذي عرف أهله بالتنافس في الخير والتسابق في ميادينه جوائز التفوق العلمي والدراسي، وأبرز ما يميز هذه الجوائز ويضفي عليها نكهة النبل والكرم والأريحية أنها مبادرات أهلية شعبية وليست حكومية، أي أنها تطوع واحتساب وليست واجباً ملزماً، ومن البشائر السارة انتشارها وتوسعها انتشار العبير في روضة غناء، وتسابق المحسنين إليها في كل مدينة وقرية، فليهنأ وليقر عيناً ذلك المحسن الوجيه الذي بدأها في مدينته فسن سنة حسنة لغيره، وحظي بأجرها وأجر كل الذين قلدوه وتابعوه في خدمة أهلهم وشباب وناشئة مدينتهم من الجنسين، ولعلها تصدق عليه البشارة النبوية الكريمة لكل من سن سنة حسنة، وحيث إننا في مدينتنا الحبيبة العامرة شقراء نعيش هذا الأسبوع أجواء الاحتفال بجائزة من أهم هذه الجوائز وهي جائزة الجميح للتفوق العلمي والدراسي التي سيحتفل بتسليمها في عامها الرابع للطلاب والطالبات المتفوقين في مدارس المحافظة ظهر يوم الخميس القادم 2-2-1427هـ في حفل كبير يرعاه معالي وزير التربية والتعليم، ويحضره الوجهاء من آل الجميح ومن الضيوف وأهالي المحافظة وجيرانهم وأحبابهم، ومن نعم الله أن آثار هذه الجائزة، وهي في عامها الرابع - بدأت تظهر للعيان في اهتمام الأهالي بها وحديثهم عنها في منتدياتهم ومجالسهم ودفع الناس لأبنائهم وبناتهم وتحفيزهم للفوز بها، ليس من أجل قيمتها المادية فقط وهي قيمة تغري وإنما من أجل قيمتها وسمعتها المعنوية التي صار يفاخر بها من حصل عليها ويرفع أهله به رؤوسهم لأنها تسلم في محفل جماهيري كبير تحضره النخبة والعامة ويحظى بتغطية إعلامية وصحفية مهمة تخلد المناسبة والفائزين بها.
وهذه المعاني قد يراها بعض الكبار أموراً عادية لكنها تبقى محفورة في نفوس الصغار وذاكرتهم، أقول هذا من واقع تجربة عشتها وما زلت أحس بطعمها وأثرها في نفسي، فإن من أحلى الذكريات الباقية في ذاكرتي من أيام الصبا والدراسة في المرحلة المتوسطة والثانوية التي درستها في معهد شقراء العلمي تلك الجوائز التي تسلم سنوياً للطلاب الأوائل في حفل المعهد السنوي الكبير الذي يحضره وجهاء البلد ومثقفوها وبعض العامة.
وقد كان لي نصيب منها، ومع أنها جوائز يسيرة لا تزيد على كتاب أو كتابين مطرزة بإهداء قيم بخط مدير المعهد وتوقيعه، فإنها تفعل فعل السحر الحلال في نفوس هؤلاء الفتيان والفتيات، ويؤكد ذلك بقاؤها حية في ذاكرتي إلى اليوم وشدة محافظتي على هذه الكتب واهتمامي بها، فينبغي أن نهتم بها ونقدرها لعظيم أثرها على نفوس الناشئة.
ومما يحمد لأحبابنا آل الجميح الكرام أنهم قرروا أيضا تتويج جائزتهم هذه بجائزة أخرى تسلم معها في الأعوام القادمة - بحول الله - لحفظة القرآن الكريم من طلاب وطالبات محافظة شقراء، وهي مسابقة مستقلة لها نظامها وترتيبها الخاص، وسيعلن عن تفاصيلها قريباً، أسأل الله أن يجزل الثواب لآل الجميح ومن يحذو حذوهم من الموسرين الأخيار وأن يسدد القائمين على هذه الجائزة في إدارة التربية والتعليم للبنين والبنات في محافظة شقراء.