Friday 3rd March,200612209العددالجمعة 3 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

مسجد باريس والمسلمون في فرنسا مسجد باريس والمسلمون في فرنسا
6 ملايين مسلم يشكلون القوة الانتخابية الثانية في فرنسا

في وسط باريس ينتصب مسجد باريس الذي يرمز وجود إضافة إلى مئات المساجد الأخرى المنتشرة في باريس والمدن الفرنسية الأخرى إلى الحضور والمكانة المتقدمة للمسلمين في فرنسا والذين يشكلون الكتلة السكانية الثانية بعد المسيحيين، حيث تتحدث أقل التقديرات عن ستة ملايين مسلم في حين تعطي بعض التقديرات ثمانية ملايين مسلم.
ويعود تاريخ هجرة المسلمين إلى فرنسا إلى حوالي 13 قرناً مضى وازدادت خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حيث هاجرت إلى فرنسا أفواج من الجزائريين لاسيما خلال الحرب العالمية الأولى ليبلغ عدد الجزائريين في فرنسا ما يقارب 170 ألف جندي في الجيش الفرنسي، وازداد أعداد المهاجرين المسلمين إلى فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها لتشكل الجالية المسلمة في فرنسا 10% من سكان فرنسا أي بما يزيد عن ستة ملايين مسلم، وللناخب الفرنسي أهميته في جميع المحافل ومراكز التصويت والانتخابات، حيث تشكل القوة الانتخابية للمسلمين 1.8 مليون صوت وهذا الرقم ليس بقليل في معادلات الانتخابية في فرنسا.
وتعود أصول الجالية الإسلامية في فرنسا إلى ما يقارب 53 دولة، ويتحدث أبناء هذه الجالية لغات عديدة تبلغ عددها 21 لغة إلى جانب اللغة الأساسية التي هي الفرنسية، ويشغل القادمون من دول المغرب العربي لا سيما الجزائر والمغرب الجزء الأكبر من الجالية المسلمة. كما أن عددها في تزايد مطرد نظراً لتزايد عدد المواليد، حيث من المتوقع أن تصل عددها إلى 20 مليون نسمة خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة، علاوة على ضعف وتناقص في عدد الفرنسيين نظراً لتناقص عدد المواليد وتقلص معدلاته لذا فأنه من المتوقع أن يشكل المسلمون قوة لا يستهان بها في المستقبل القريب في فرنسا.
وقد شارك مسلمو فرنسا في أول انتخابات تمثيلية لهم لتشكيل مجلس خاص بالجالية الإسلامية من خلال قواهم واتحاداتهم وهي: اتحاد المنظمات الإسلامية والكونفدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا، ومسجد باريس واتحاد المسلمين الأفارقة والمسلمين الأتراك وجماعة الدعوة والتبليغ.. وجرت أول الانتخابات في 6-4-2003 حيث تم انتخاب 9 مجالس إقليمية و157 ممثلاً عن جميع المدن الفرنسية.
وتوافقت الأطراف المشاركة في انتخابات مجلس الجالية المسلمة في فرنسا على التمثيل داخل المجلس بعملية التراضي وتحاشوا الانفراد وسيطرة الأغلبية.
ويشكل تأسيس هذا المجلس اعترافاً فرنسياً واضحاً وصريحاً بكيان الجالية المسلمة وبضرورة إشراكها في العمل السياسي، فهي ثاني أكبر الديانات في فرنسا.
وتتمتع الجالية المسلمة في فرنسا بتأثير كبير في الحملات الانتخابية سواء الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية.. فقد زار الرئيس شيراك الجالية المسلمة في مسجد باريس الكبير أثناء الانتخابات الرئاسية والتقى بهم ضمن حملته الانتخابية لكسب أصوات المسلمين.. واستقبلته الجالية بالترحيب وبالأغاني والأناشيد (مرحباً يا مرحباً) وحمل المسلمون يومها شعارات كتب عليها (شيراك إلى رام الله) بعدها رفعوا شعاراً كتب عليه (شيراك رئيساً)، وألقى الرئيس شيراك كلمة في المسجد جاء فيها: الجالية المسلمة احتلت مركزاً هاماً في بلادنا وشدد في كلمته هذه أن الإسلام الذي يدعو إليه مسجد باريس هو المعارض للأصولية ومسالم ومنفتح ورافض الانغلاق ومتصالح مع الحداثة.
وذكره يومها عميد مسجد باريس وهو اليوم المسؤول الأول بين الجالية المسلمة في فرنسا بالتضحيات الجسام التي قدمها المسلمون للجمهورية الفرنسية خلال تاريخها الطويل منذ الحرب العالمية، وصولاً إلى جعل الإسلام الدين الثاني في هذه الجمهورية على مدى القرن العشرين.
في زيارتنا التقينا عميد مسجد باريس الدكتور دليل أبوبكر الذي تحدث كثيراً عن تنامي تفهم الشبان المسلمين الفرنسين واقتدوا بهم أكثر من ذي قبل من المساجد، ورغم وجود بعض التوجهات المشتددة إلا أن المسلمين الفرنسيين يعدون أكثر التزاماً وحضارية من باقي الجاليات الأخرى.. وأنه وتقديراً لما قام به المسلمون من أعمال وإنجازات كبيرة في الدفاع عن فرنسا حيث توفي آلاف المسلمين في الحرب العالمية الثانية وهم يحاربون في الجيش الفرنسي حيث قتل في مدينة ليون وحدها 50 ألف مسلم وهم يدافعون عن تلك المدينة الفرنسية، ولهذا قد قررت الدولة الفرنسية تكريم المسلمين وإقامة نصب تذكاري لشهداء المسلمين في هذه المدينة مستوحى من الرمز الإسلامي، وتشير وجهته إلى مكة المكرمة.
وكشف عميد مسجد باريس عن أن الإسلام في خير بفرنسا وأن كثيراً من الشبان يدخلون في الإسلام من الفرنسيين والجاليات الأجنبية الأخرى حيث يستقبل مسجد باريس ثمانية أشخاص أسبوعياً لإشهار إسلامهم، وهناك أعداد أخرى يسلمون في مساجد أخرى في باريس والمدن الفرنسية الأخرى.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved