Saturday 4th March,200612210العددالسبت 4 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

الابتعاث.. وروح التعاون في الخارج الابتعاث.. وروح التعاون في الخارج
مصطفى محمد كتوعة

لاشك أن الابتعاث أسهم كثيراً في مد جسور التواصل العلمي مع العالم المتقدم، وأفاد كثيراً في تأهيل أعداد كبيرة من أبنائنا عبر أجيال عديدة، وقد أسعدتنا الخطوة المهمة من وزارة التعليم العالمي مؤخراً في زيادة عدد المبتعثين للدراسة في الخارج، سواء للدراسة الجامعية أو للدراسات العليا، وأعتقد أن السفر للدراسة في الخارج أصبح ميسرا من حيث التوافق مع تلك المجتمعات، وعدم الإحساس العميق بالغربة، نظرا لما يشهده العالم من تواصل في عصر العولمة والمعلوماتية والفضائيات، وحركة السفر الواسعة بين دول العالم، ومن لم يسافر لدراسة تجده مسافراً لسياحة أو لتجارة أو لعلاج وهكذا.
قبل أيام تلقينا رسالة من حفيدي معتصم صافي كتوعة الذي سافر مؤخراً إلى أمريكا مبتعثاً أثنى فيها على جهود الدولة - وفقها الله - لرعاية المبتعثين السعوديين.. هذه الرعاية الكريمة الممتدة عبر جهات عديدة منذ ترشيحهم وحتى وصولهم إلى الولايات المتحدة، وقد تمثل ذلك في حسن الاستقبال والاهتمام من جانب الملحقية الثقافية في أمريكا، وعلى رأسها الملحق الثقافي الدكتور مزيد المزيد، ومدير شؤون الطلاب بالملحقية الدكتور عبد المحسن العتيبي، وما بذله العاملون في الملحقية الثقافية للمملكة في واشنطن لمساعدة المبتعثين الجدد وتوعيتهم وإرشادهم بما يعينهم على الحياة المستقرة والدراسة.
من الجميل حقاً هذه الروح من التعاون والمحبة من جانب الطلبة السعوديين المبتعثين الذين سبقوهم، فقد أحاطوا حفيدي وزملاءه الذين سافروا معه بالمساعدة والعناية، ومن هؤلاء المبتعثون السابقون: عبيد الشمري وعبد العزيز المهوس وغيرهما الذين لم يبخلوا على إخوانهم الجدد بأي رعاية حتى استقروا، وهذه الروح من التعاون تكون في غاية الأهمية لكل مسافر إلى بلد آخر، خاصة عندما يكون أمامه مشوار دراسي طويل، ويسعده كثيراً أن يجد أبناء جلدته في انتظاره واستقباله ومصاحبته، فكما يقول المثل: (الغريب أعمى ولو كان بصيراً)، ودائماً يكون السفر للدراسة أصعب من حيث الإحساس والشعور بالغربة عن الذين يسافرون للسياحة ويقضون أوقاتاً في الترفيه، ويملكون قرارهم باختيار الأماكن، سواء مقر الإقامة أو البرامج السياحية، أما الدارس فلابد له من إجراءات، والاستقرار في السكن والتقديم للجامعة وإنهاء إجراءاتها الأولية، وأي مساعدة في ذلك يكون لها وقع جميل على النفس وتساعد على الاستقرار إلى أن يصبح الطالب جزءا من ذلك المجتمع.
لقد عاش حفيدي معتصم وزملاؤه الروح من الأخوة والتعاون من جانب زملائه، وما سبقها من رعاية واستقبال من جانب الملحقية الثقافية في واشنطن، وقد شرح في رسالته هذه الجهود بالتفصيل، وأيضا الرحلات الجوية الداخلية بين أكثر من ولاية أمريكية للوصول إلى ولاية كانسس، والطريف هنا أن الذي استقبلهم في مطار جوبلن بالولاية هو سائق الجامعة، وهو من أحد طلابها، ويقوم بإيصال زملائه إلى فندق لأخذ قسط من الراحة بعد سفر طويل، ثم الذهاب إلى الجامعة قسم الطلبة الدوليين لإنهاء إجراءات القبول، ثم التوجه إلى السكن ومعرفة عنوانه.
لقد سعدت كل السعادة برسالة حفيدي، وشعرنا باطمئنان على أحواله وأحوال زملائه في الخارج، خاصة وأن تجربة الدراسة لأول مرة في الغربة تترك قلقاً لدى الأهل حتى يطمئنوا على أبنائهم المبتعثين، فبلد الدراسة بعيد ولغته مختلفة ومجتمعه مختلف، والهدف والطوح كبيرين، ولكن بفضل الله ثم لروح التعاون والأخوة وهذه الرعاية من جانب الملحقية الثقافية تركت بصماتها في استقرار هؤلاء الأبناء، لذا أسجل شكري وتقديري لوزارة التعليم العالي ولسفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن وللملحقية الثقافية، متمنياً لجميع أبنائنا من الدارسين والدارسات كل التوفيق حتى يعودوا لوطنهم الحبيب ولديهم من العلم مما يسهمون به في خدمته وتطوره.. والله أسأل التوفيق والسداد للجميع.
حكمة :

وأفضل أخلاق الرجال التصبُّر

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved