Sunday 12th March,200612218العددالأحد 12 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"متابعة "

د. علي الطخيس يكشف لـ( الجزيرة ) حقائق جديدة لاكتشاف الفريق العلمي د. علي الطخيس يكشف لـ( الجزيرة ) حقائق جديدة لاكتشاف الفريق العلمي
بحيرات الربع الخالي ليست (عيوناً طبيعية) واستمراريتها هدر للمياه الجوفية

* الرياض - سلطان المواش:
أعلن وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون المياه الدكتور علي الطخيس أن المياه الموجودة على شكل بحيرات في الربع الخالي ليست عيوناً طبيعية، كعيون الأحساء والأفلاج والخرج مشيراً إلى أنه يمكن التأكد من ذلك الأمر من تتبع صورة الأقمار الصناعية على فترات زمنية متباعدة لمواقع هذه البحيرات إلى جانب معلومات البدو الرحل الذين يجوبون الربع الخالي صيفاً وشتاءً.
جاء ذلك في توضيح من الدكتور علي الطخيس حول ما نشر مؤخراً عن اكتشاف الفريق العلمي الذي تترأسه هيئة المساحة الجيولوجية في رحلتها الاستكشافية لمنطقة الربع الخالي عن وجود بحيرات عذبة في الربع الخالي وما تبع ذلك من اكتشافات.
وقال إن كل شبر من أرضنا الطيبة ميزة نسبية تمتاز بها عن غيرها، فهناك المناطق الصحراوية الرملية كالربع الخالي والصحراوية الرعوية كالصمان والجبلية كالمناطق الممتدة من حدود المملكة شمالا حتى حدودها جنوبا وبعض المناطق الجبلية الداخلية كجبال أجا وسلمى وجبله وطخفة وتهلان وغيرها، وكذلك المناطق الساحلية بشواطئها الجميلة الممتدة على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي.
وبيَّن أن الربع الخالي من أكبر صحاري العالم اتساعاً وهو عبارة عن بحر متلاطم، أمواجه كثبان رملية تشكل صحراء شاسعة وعرة وصعبة المسالك تسفل رمالها متكونات جيولوجية تتفاوت في أعمارها من عصر الكمبري (أي قبل 600 مليون سنة) حتى العصر الحديث وتصل سماكة هذه المتكونات آلاف الأمتار، بعض هذه المتكونات يوجد النفط في صخورها وهذه تعرفها شركة أرامكو السعودية حق المعرفة بحكم الاختصاص، وبعضها تحتوي على مياه جوفية تعرفها وزارة المياه والكهرباء حسب الاختصاص أيضاً.
وأضاف: من أهم الطبقات الحاملة للمياه طبقة الوجيد المائية وأم الرضمة والنيوجين، تختلف كميات ونوعيات المياه الجوفية في هذه الطبقات من طبقة لأخرى باختلاف الخصائص الهيدروجيولوجية مثل تجانس صخور الطبقة من عدمه ونوعها وحجم حبيباتها وامتدادها الأفقي والرأسي ووجود نطاقات عازلة وصدوع وفوالق وطيات ونحو ذلك، وكذلك باختلاف معاملات الطبقات الهيدروليكية مثل معامل المسامية والنفاذية والناقلية والتخزين وعلاقة الطبقات المائية مع مثيلاتها التي تعلوها أو تسفلها وتسرب المياه من طبقة لأخرى وهكذا.
وأوضح د. الطخيس أن منطقة الربع الخالي من أقل مناطق المملكة في معدلات هطول الأمطار إلا أنها غنية - ولله الحمد - بالموارد الطبيعية المتجددة وغير المتجددة، فهي منطقة مراعٍ طيبة عندما تهطل عليها الأمطار، وللمرء أن يسأل أصحاب الثروة الحيوانية الذين يرتادون المنطقة ويعرفون عروقها شبراً شبراً، وكذلك فهي منطقة حياة فطرية تكثر فيها الحيوانات البرية والطيور ويعرف ذلك أصحاب الاختصاص المولعون بالقنص، ومنطقة بترول وغاز وشركة أرامكو السعودية خير من يعرف في ذلك، ومنطقة تختزن كميات هائلة من المياه الجوفية بعضها عذب وبعضها تفوق ملوحته ملوحة مياه البحر مرتين أو أكثر.
وبيَّن أن كلاً من أرامكو السعودية ووزارة المياه والكهرباء (وزارة الزراعة والمياه سابقاً) قامت خلال العقود الماضية بحفر العشرات من الآبار، إما لأغراض البحث والتنقيب والمقارنة والمضاهاة بالنسبة إلى أرامكو السعودية أو لتوفير مياه الشرب كموارد البادية والمراكز والقرى والهجر المنتشرة على أطراف الربع الخالي، من أهم الطبقات الحاملة للمياه طبقة أم الرضمة وهي طبقة ذات صخور جيرية والمياه فيها تحت ضغط قوي جداً، ومعظم الآبار المحفورة لهذه الطبقة تتدفق منها المياه ذاتيا (أي آبار فواره) ذات إنتاج عالٍ جداً قد يصل 2000 - 3000 جالون بالدقيقة ونوعية مياه هذه الطبقة تراوح بين جيدة 2000 جزء بالمليون إلى أكثر من 80.000 جزء بالمليون أي ضعف ملوحة مياه البحر تقريباً.
واشار إلى أنه نتيجة لوجود المياه الجوفية في طبقة أم الرضمة تحت ضغوط هيدروستاتيكي عالٍ جداً فإن الآبار التي تحفر في هذه الطبقة تحتاج إلى عناية خاصة عند الحفر ومواصفات فنية دقيقة يتم اختيار أنابيب تغليف خاصة تتحمل الضغوط وذات سماكات مناسبة، كما تأتي نوعية الأسمنت التي تثبت بها أنابيب التبطين (اكليسنيج) هو أسمنت خاص يقاوم الأملاح وبعض العناصر، مع مرور الوقت الطويل من حفر الآبار بدأت أنابيب التبطين تتآكل وتتكسر ونتيجة لذلك تنفجر المياه من هذه الآبار مشكلة فوارات وبحيرات في المناطق المحيطة بها، ولاحظت وزارة الزراعة والمياه استمرار هدر المياه الجوفية من بعض الآبار في الربع الخالي وللرغبة الأكيدة في إيقاف الهدر، فقد شُكل فريق فني من الوزارة وشركة أرامكو السعودية بمساعدة سلاح الحدود وقام الفريق في عام 1416هـ بزيارة منطقة الربع الخالي لحصر الآبار المحفورة هناك وتحديد الآبار التي تتدفق منها المياه ذاتياً لقدمها وتقييم إمكانية إصلاح ما يمكن إصلاحه وردم ما يصعب إعادة تأهيله، واستغرق عمل الفريق أكثر من شهرين وقف خلالها على (140) بئر حفرت وزارة الزراعة والمياه (52) بئر وحفرت شركة أرامكو السعودية (88) بئراً وتم تصنيفها إلى مجموعات ثلاث: مجموعة بحالة سليمة، مجموعة بحاجة إلى إصلاح وإعادة تأهيل ومجموعة بحاجة إلى ردم لايقاف الهدر المستمر للمياه الجوفية من طبقة أم الرضمة، وفيما يتعلق بالآبار التي تخص وزارة الزراعة والمياه فقد تم إصلاح ثماني آبار فقط، أما البقية فهي بحالة جيدة، وقد يعود ذلك إلى المواصفات الفنية الجيدة التي تنفذها الوزارة في آبارها وطلب من شركة أرامكو إصلاح (23) بئراً وردم (12) بئراً أخرى، فقامت الشركة بتنفيذ ما طلب منها باستثناء موقع يعرف بعين حميدان لم تتمكن الشركة من ردم البئر وبقي الماء الجوفي متدفقا حتى الوقت الحاضر وتمكنت الشركة من ردم بئرين آخرين هما بئر فاطمة وبئر الصبيات كانتا تشكلان بحيرات كبيرة، ومتوفرة لهما صور، وكان للوزارة تجربة مشابهة في بئر أم أثلة بالربع الخالي كانت من ضمن الآبار التي بحاجة الى إصلاح إلا أن تدفق المياه تلقائياً بغزارة عالية (3000) ج/د ونوعية 2000 جزء بالمليون (للتقريب.. هذا الإنتاج كافٍ لتركيب برجين محورين لزراعة قمح أو أعلاف دون الحاجة إلى مضخة) حال دون إصلاحها مما اضطر الوزارة إلى ردمها وحفر بئر أخرى بمواصفات خاصة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved