Monday 3rd April,200612240العددالأثنين 5 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
شوارب الصراصير
نورة المسلّم

أؤمن تماماً بأن ما من دابة تسير على الأرض إلا وكانت تحمل سرها معها، ومكنون هذه الأسرار يكمن في عجائب قدرة الخالق عزّ وجلّ على بث الأرواح في سائر المخلوقات، ومن ثم تسيير أمورها بشكل فريد، لم يتنافى مع مفهومي هذا أي شيء آخر، سوى اتساع الدهشة، مثل قرأته بالأمس عن ديمقراطية الصراصير من خلال بحث علمي نشرته صحيفة الشرق الأوسط!.
والتي لم تكتف باستقلالها الذاتي كواحدة من عجائب المخلوقات والدواب كافة، كامتداد لعظمة الخالق عزّ وجلّ وقدرته، التي ربما لا تثير اهتمامنا كونها حشرات ضارة ومقززة للبعض وربما للرعب للبعض الآخر.
ديمقراطية الصراصير مفهوم طبيعي محض، لكنه يبث في نفوسنا كعالم متخلف أو ثالث أو أخير، شيئاً من الغيرة والفضول، وهي أن الطبيعة تؤكد على حرية واستقلال المخلوقات جميعها كفطرة، وأن أي روح حية لا بد وأن تجبل على اعتماد ذاتي هو في الحقيقة مصدر الرزق وتواصل الحياة، ومن هنا لا بد أن تتكون مفاهيم أخرى لا يمكن لها النمو ما لم يكن هناك إيمان بغيرها وبما حولها، وهو ما نفتقده في حياتنا العامة، حيث يشير هذا البحث إلى أن هذا النوع من الحشرات تتعاون معاً في عملية ديمقراطية بسيطة جداً ما دام كل منها يملك حقوقاً مماثلة مع الحشرات الأخرى، في حين تأتي القرارات المشتركة بعد عمليات تداول جماعية في إطار عجيب من الفهم الجماعيالداخلي.
هذه حالة واحدة من آلاف الحالات المنظمة للمخلوقات، لكن ماذا عن الإنسان، ماذا عن نمو الفرد داخل الجماعة من مجتمع لآخر، ماذا عن تفاعلاته في منظومات جلها يفتقد إلى الروح والفردية التي تنصهر في قالب التهميش والطبقية وسحق الشعور بأهمية الفرد وبالتالي ما حوله؟
لا نكتفي بالشعور بالأسى حين نشاهد قوائم الحقوق والنماء المكتوبة فقط كمشاريع يتصدرها الإنسان في العالم الثالث، ولا نكتفي بمسائل التصنيف التي يصدرها العالم المتفوق علينا، فيجعلنا في ذيل القوائم في معظم عناصر الحياة، بل نتساءل عن دروس وعبر مجانية بثها الله منذ أن وجدت الحياة، وحين نتبلد بمثل هذه المشاعر المختلطة بالمقارنات والتمني، نتأكد أن بعض المخلوقات أكثر حظاً في عالمها وطبيعتها وتوازنها، فهي لا تغادر إمكاناتها ولا تدعي بما ليس لديها كما يفعل آلاف البشر حين يكذبون ويقتلون وينهبون ويسحقون بعضهم بعضا من مبدأ القوة والتسلط، بل ان التقرير أشار إلى دور شوارب الصراصير في عملية التنظيم والتفاهم فيما بينها، بينما تؤكد الاحداث التاريخية الإنسانية، ان الشوارب قد لعبت دوراً في هلاك الناس بمجرد الوعود والفزعات والشهامة، رغم ان نفس الحكايات تقول ان اكثر الأنباء لم تجمد في كل مرة على الشوارب التي يعول عليها العرب كثيراً!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved