|
|
انت في |
الإصلاح ضرورة حتمية تفرضها متطلبات العصر الحديث؛ تماشياً مع مستلزمات النهوض في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية المتحضرة والحديثة. وإيماناً من قيادتنا الرشيدة بأهمية الإنسان وحرصاً منها على تقدمه حرصت كل الحرص على توفير جميع وسائل التقدم والمعرفة للقضاء على كل ما هو سلبي وروتيني ويقف حجر عثرة في طريق النهوض والرقي؛ فوضعت لذلك الخطط الاستراتيجية وأعدت الدراسة المنهجية وما يتوافق وحتمية المرحلة التي تعيشها مجتمعاتنا الإنسانية، ثم إن التطوير والإصلاح من الطبيعة الخلقية التي فطر الخالق - عز وجل - هذا الكون وجبل عليها جميع خلقه؛ فحبّ الاستزادة من المعرفة والجدّ في طلب العلم في أيّ زمان ومكان واجب لم يحدد بفترة زمنية من العمر، بل جعل ذلك لكل بحسب ما أصابه من الجد وما انطوى عليه هذا الجهد من إبداع، ولا يخفى ما تبذله قيادتنا الحكيمة من جهد دائب في دعم الباحثين وأصحاب الشأن من العلماء والمختصين، كما أكدت أن يكون الإصلاح داخليا ومتماشيا مع طبيعة مجتمعنا الإسلامي ومتوافقا مع عاداته وتقاليده دون التأثر بالأفكار والآراء التي تعتبر من الدخيل المرفوض جملة وتفصيلا، أو الذي لا يمت بأي صلة إلى مبادئ ديننا الحنيف وسنتنا السمحة، ثم إن الإصلاح مفهوم فكري عميق يدعو إلى التجديد بعيدا عن التطرف والانقلاب الجذري ورفض كل ما موجود والتنكر للتراث وجحود الموروث الحضاري؛ إذ إن هذا لا يعدّ إصلاحا بالمعنى الصحيح للإصلاح، بل هو قلع الجذور وبتر الأصول؛ وبالتالي مسخ الهوية الشخصية للمجتمع وضياع الإرث الحضاري الكبير نتيجة هدر لا واع لجهد الأوائل من الأجداد؛ إذ إننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقطع رابطة التواصل بين الأمس واليوم وما سيكون عليه الغد؛ فمن ماضينا تمتد جذورنا وتقوى وتستطيل قاماتنا. وبعين أخرى فإننا ننظر إلى الإصلاح للقضاء على كل ما يعوق التقدم من دون إغفال أي جانب من جوانب المجتمع في كل القطاعات. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |