راشد الخلاوي ذلك العلم الذي صنعت منه التجربة فلكي شهير وحكيم تناقل الناس حكمته على مر الأجيال الماضية وعلى مدى أكثر من قرنين من الزمن استفاد من تجاربه العامة والخاصة فلم يترك لنا بعده ما نعذر في جهله في علم النجوم والحسابات الفلكية فقد استنار بعلمه الراعي والمزارع والبحار والمسافر وغيرهم، ولعلمه بمدى ضعف ذاكرتنا وإحساسه بأننا لا نحفظ إلا ما نستطربه فقد صاغ لنا هذا العلم على شكل قصائد مفعمة بالشاعرية ومن الواضح أن هذه القصائد على رغم طولها المفرط إلا أنها نقلت لنا هذه الثروة بأكملها.
وأنا هنا لست بصدد التحدث عن ذلك وإنما سوف اقتصر الحديث عن الحكم والأمثال في شعر الخلاوي التي ما خلت منها قصيدة من قصائده، فعدد من أبياته سرت بين العامة مسرى المثل وتناقلها العامة تناقل الحكمة هنا بعض النماذج للحكم والأمثال في شعر الخلاوي:
قولو البيت الفقر لا يأمن الغنى وبيت الغنى لا يأمن الفقر عايد |
حظي هذا البيت على نصيب وافر من الشهرة والانتشار على مستوى الجزيرة العربية لما يحمله من حكمة بالغة شعر الناس بمصداقيتها وأثبتت لهم التجارب صحتها فكم من فقير تحول بين عشية وضحاها إلى غنى من دون أي مقدمات وكم غني تحول من حالة الغنى إلى الفقر بدون إشارات مسبقة، وكما قيل دوام الحال من المحال.
نعد الليالي والليالي تعدنا والعمر يفنا والليالي يزايد |
هذا البيت واضح المعنى وكثيراً ما يستشهد به عند حساب الأعمار وتذكر من افتقد من المعارف والخلان وكما قيل ما طول العمر إلا نقص منه.
وإلى الملتقى مع نماذج أخرى للحكمة في شعر الخلاوي.
مخرج
للرائع ضمن السناني
لو لبس عقد الذهب واكتسى ثوب الحرير كان ما يلبس ثياب الحياء ما تنفعه |
| 
"مدارات شعبية"