Tuesday 18th April,200612255العددالثلاثاء 20 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

باختصار باختصار
هنيئاً للنساء
نورة المسلّم

أعتذر لأي امرأة يخيب ظنها بسبب هذه التهنئة حين ترى أنها لا تناسب طموحها، والتي تشمل جميع النساء في المملكة اللاتي بقين فترة من الزمن يصارعن الحرج في شراء ملابسهن الخاصة من رجال، ولا يتوقف الحرج إلا بالخروج من المحل في بلد تعتبر فيه المرأة بكبرها من المحظورات، لذا وجدت أن المناسبة للنساء عموماً تستحق شيئاً من التهنئة بعد قرار وزارة العمل ببيع النساء في جميع المحلات النسائية الخاصة.
الملابس النسائية الخاصة التي كانت تباع في محلات عامة ويقوم بمهمة البيع رجل ويبحث عن التفاصيل رجل ويدخل إلى المحل أثناء عملية البيع بين البائع والنساء كثير من المتطفلين والمتسكعين لإلقاء شيء من الكلام المجاني بالسخف والسخرية، هي بلاشك واحدة من نقائض مجتمعنا الكثيرة الذي أحياناً يشعرك بأنه يمسك البقرة من قرونها ويترك أهم ما فيها للغير.
لا أجد حالة أخرى شبيهة لحالة التناقض التي حسمت أخيراً وبعد زمن من الجهاد والحياء النسائي لبيع المرأة لملابسها الخاصة، إلا مشكلة ذهاب المرأة مع رجل غريب من بلاد ربما تكون عجيبة لاتعلم حقيقة ماهي أفكاره وماهي نوازعه ولا تقلباته، سائق ينفرد بها ويمتر بها الشوارع وأحياناً المدن سفراً وليس لهما ثالث ولن أقول الشيطان لأن البعض برر وجوده أو تجاهله ليس دفاعاً عن الشيطان بل دفاعاً عن وجود السائق لتأكيد منع المرأة من قيادة سيارتها أو تركها ترعى كأي ماشية!
المسائل غير المتناسقة في مجتمعنا والتي تنام على مخدة الصمت الطويلة كثيرة، وحين يتذكرها قرار مسؤول نكتشف خطورتها وإثمها، خصوصاً ما يتعلق بالمرأة، وأنا واثقة أن هناك قوائم طويلة من المسائل العويصة بحاجة إلى حل ولن يتذكرها أحد إلا حين يصدر قرار بحقها يقرها ويجعلها كغيرها من المسائل الصارمة لا تقبل الجدل ولا تخلط الحابل بالنابل من خلال التأويل والتعليل.
أهنئ كل امرأة كانت تجد مشقة نفسية في شراء حاجياتها الخاصة ولا تستطيع أن تحصل عليها من الخارج، أهنئ كل واحدة منعها الحياء والخوف من كلمة تخدش مشاعرها من بائع أو متجول، بعد أن انفردت بخصوصيتها أخيراً بائعة ومتسوقة حتى وإن كان الموضوع لا يستحق التهنئة لكن حسم التناقض كان هو الجدير بالاحتفال!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved