في عام 1399هـ (1979م) أصدر الدكتور عبدالإله ساعاتي الطبعة الثانية من كتاب تاريخ نادي الاتحاد، ثم أصدر الدكتور عبدالإله في عام 1399هـ (1979م) كتاب نجوم الرياضة في العالم وفي السعودية، ويتضمن السير التاريخية لأهم نجوم الملاعب السعودية والعالم، والسيرة التاريخية فرع هام من فروع الدراسات التاريخية وهكذا فتحت أبواب الكتابة في تاريخ الرياضة السعودية أمام المزيد من الكتاب السعوديين.
ولقد كان فوزي خياط من أوائل الذين أسهموا في مجال الكتابة التاريخية حيث أصدر في عام 1401هـ (1981م) كتاب (لمن الكأس) واستعرض فيه تاريخ الدوري العام على كأس خادم الحرمين الشريفين (كأس الملك)، وكان هذا الكتاب واعدا ببزوغ نجم من نجوم كتاب التاريخ الرياضي، ولكن - للأسف - مشاركة الخياط في الكتابة التاريخية توقفت بصدور هذا الكتاب، ولو استمر الخياط في الكتابة التاريخية لكانت له مساهمات جيدة في هذا المجال الضنين.
كما أصدر حمد الراشد كتاب تاريخ الاتحاد، وكتاب بطولات وكؤوس وأصدر أحمد المهندس مؤلفا عن تاريخ النادي الأهلي بجدة، يضاف إلى ذلك شكل النادي الأهلي بجدة لجنة مكونة من الأستاذة علي الرابغي وعبدالله باجبير وأحمد اليافعي لكتابة تاريخ الأهلي، وفعلا صدر الكتاب رسميا من إدارة في عام 1408هـ (1988م) وهو من الكتب البحثية الجيدة.
ويعتبر عبدالله المالكي الذي أصدر موسوعته (تاريخ الرياضية السعودية) في عام 1415هـ (1994م) من المناضلين إذ يعتبر من القلائل الذين دخلوا معترك الكتابة التاريخية وظلوا يرفعون الراية وينتصرون على كل العوائق ويمضي في الطريق الصعب دون بأس أو قنوط، وتعتبر موسوعته من المراجع الجيدة لتاريخ الحركة الرياضية في السعودية، والقارئ للموسوعة يدرك حجم الجهد الذي بذله المالكي، كما أنه سبق أن أصدر في عام 1414هـ (1993م) كتابا عن تاريخ المنتخبات السعودية لكرة القدم (خضر الفنايل)، والمالكي مجتهد وعاشق للكتابة التاريخية، وعشقه للتاريخ جعله يميل إلى القطيعة وإقصاء الآخر، رغم أن الوقائع التاريخية حافلة بالرأي والرأي الآخر ومليئة بالنسبية، وأن التاريخ نفسه هو مجموعة قضايا خلافية لا يقطع بصحتها في أي مجال وأي مكان.
وأصدر عابد الحربي في عام 1419هـ (1998م) كتابا عن دورات الخليج لكرة القدم والكتاب رصد لتاريخ هذه البطولة ونتائجها موضحا مشاركة المملكة في تنظيمها ومبارياتها، ولكن الكتاب لم يحلل العمل التاريخي للبطولة، بمعنى لم يدرس التناقض بين الدعوة إلى تنظيم هذه البطولة وبين عدم فوز المنتخب السعودي بها إلا متأخرا. كما أصدر عابد الحربي وزميله عبدالرحمن الدوسري كتاب أولويات رياضية وفيه ومضات من التاريخ الرياضي.
وفيما يشبه التخصص أصدر صالح العمودي سلسلة من الكتب عن تاريخ نادي الاتحاد بجدة وهي مساهمات في تاريخ الأندية وبالذات إذا اعتبرنا أن تاريخ الاتحاد هو تاريخ الأندية السعودية لأن الأندية جميعها تمر من خلال العميد، ومن أهم هذه الكتب الكتاب الذي أصدره مع زميله جمال عارف بعنوان الاتحاد أسطورة الزمن وسيمفونية العصر.
كما أصدر حسن محني الشهري كتاب عن نجم الأهلي أحمد الصغير بعنوان الصغير الكبير.
ولكن ما يؤخذ على بعض هذه الكتب أنها اتبعت أسلوبا إعلاميا أكثر من أنه دراسة تاريخية، إلى درجة أننا نكاد نجزم بأنها كتبا صدرت عن إدارات العلاقات العامة في الأندية ولم تصدر عن باحثين في التاريخ الرياضي، كما أن القارئ الحصيف يدرك أن حجم الجهد الذي بذل في إعداد هذه الكتب متواضع وليس حجما يتناسب مع عمليات الكتابة التاريخية.. ولا شك أن التصفيق للأندية من قبل بعض المؤرخين يبعدهم عن مدرجات الدراسة ويقربهم إلى مدرجات الملاعب.
مؤرخ رياضي
Dr. saaty@Yahoo.com
| 
"الريـاضيـة"