* العواصم - الوكالات:
أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الجمعة أن إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي قبل التوصل إلى إنتاج وقود نووي (بكميات كبرى)، وذلك بحسب نص خطابه للقادة الإقليميين في أذربيجان.
وقال أحمدي نجاد بحسب نسخة عن نص الخطاب (ننوي مواصلة أنشطتنا على أساس القانون الدولي ورقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى حين الوصول إلى إنتاج بكميات كبرى للوقود النووي لمحطاتنا النووية).
إلى ذلك اتهم السفير الإيراني في الأمم المتحدة جواد ظريف مساء الخميس بريطانيا وفرنسا بالتسبب في أزمة مصطنعة من خلال مشروع قرارهما إلزام إيران رسمياً بوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وقال ظريف: (إذا كان ذلك محاولة لحمل إيران على الموافقة (على وقف برنامجها النووي المثير للجدل)، فإنها ليست الطريقة المثلى.. فإيران لا ترد على التهديد والتخويف).
وهذه هي المرة الأولى يصرح السفير الإيراني منذ طرحت باريس ولندن مشروع قرار يطلب من إيران وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وأضاف السفير الإيراني أن الغربيين يسعون إلى (التسبب في أزمة حيث لا ضرورة لنشوب أزمة، والتسبب في أجواء متوترة لا تحتاج إليها منطقتنا).
واعتبر أن (ذلك يمكن تجنبه فقط من خلال مناقشات جدية وعقلانية) للتوصل إلى صيغة توفق بين حق إيران في تخصيب اليورانيوم واحترام معاهدة الحد من الانتشار النووي. وقد وقعت إيران معاهدة الحد من الانتشار النووي وتعد بالتالي أن من حقها تنفيذ برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وتؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي ولا يرمي إلا إلى زيادة قدراتها على صعيد الطاقة.
أما واشنطن فتتخوف من أن يكون هذا البرنامج غطاء لبرنامج يمكنها من حيازة السلاح النووي.
ومن جهة أخرى أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة أن (كل جهود المجموعة الدولية) يفترض أن تركز على (مواصلة أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية) حول الملف النووي.
وقال لافروف في ختام لقاء مع نظيره البوسني ملادين ايفانيتش (من الضروري دعم مواصلة أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكامل في إيران وآمل في أن تركز كل جهود المجموعة الدولية في فيينا ونيويورك تحديداً على هذا الهدف).
ويدرس مجلس الأمن الدولي حالياً مشروع قرار فرنسي- بريطاني يطلب من إيران رسمياً تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وهذا المشروع الذي أعد وفقاً للفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة يمهد الطريق إلى عقوبات اقتصادية أو حتى عمل عسكري ضد إيران رغم أن باريس تعارض هذا الشق الانثي وكذلك عدداً من الدول الغربية الأخرى.
وفي الوقت الذي تصارع فيه القوى الكبرى من أجل كبح الطموحات النووية لإيران تتعرض الولايات المتحدة لضغوط جديدة لإجراء محادثات مباشرة مع طهران وتجنب مسار الحرب كما حدث مع العراق.
وتعارض إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش ذلك حتى الآن لأسباب من بينها الإرث المرير للعلاقات الأمريكية الإيرانية الذي يرجع إلى الثورة الإسلامية عام 1979 عندما سيطر طلاب إيرانيون على السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 52 أمريكياً رهائن طوال 444 يوماً.
غير أن الافتقار إلى بدائل قابلة للتطبيق قد يجعل المفاوضات مع طهران وحدها أو مع طهران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أخرى اقتراحاً مثيراً للانتباه بشكل متزايد.. فالجيش الأمريكي مستنفد بالفعل في الحرب التي يشنها على الإرهاب، كما أن المجتمع الدولي يرتاب بشدة في نوايا واشنطن في الوقت الذي تتآكل فيه شعبية بوش لعدم إحراز نجاح في العراق.
لكن في الوقت نفسه تزايد القلق الدولي بعد تسريع إيران العمل في برنامجها النووي ورفض واشنطن استبعاد العمل العسكري ضدها بجانب فشل الدبلوماسية الأوروبية في إقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم.
وقالت مادلين أولبرايت التي كانت وزيرة للخارجية خلال رئاسة بيل كلينتون لتلفزيون رويترز هذا الأسبوع: (لقد حان الوقت كي نتحدث مباشرة مع إيران).
وأضافت (لا أنظر إلى الحديث (مع إيران) على أنه استرضاء وأعتقد أنه سيظهر استعدادنا لحل قضية بطريقة دبلوماسية.. وبشكل صريح وبدعم من المجتمع الدولي).
وقال وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزيف يونج مؤخراً: إنه سيكون من الصعب تحقيق تقدم دبلوماسي في غياب اتصالات مباشرة بين واشنطن وطهران.
ويدعو كثيرون آخرون إلى الحوار ومن بينهم محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وريتشارد لوجار العضو الجمهوري البارز بمجلس الشيوخ الأمريكي.
وقال دبلوماسي بارز في فيينا مطلع على عمليات الوكالة الدولية في إيران غير مصرح له بالحديث بشكل رسمي ان إيران تشعر بأن القوات الأمريكية تحاصرها من كل جانب وأن (الأعمى والأصم وحده هو الذي لا يرى أن جميع الضغوط وحدت كل الأطراف في إيران وراء البرنامج النووي بمن فيهم الإصلاحيون).
وتساءل قائلاً: (أين المنطق في عدم التحدث (مع إيران) إذا كان الأمريكان يمكنهم التحدث مع كوريا الشمالية).
وقلل المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان علناً من شأن فكرة إجراء محادثات نووية مع إيران وشدد على ضرورة زيادة الضغوط على حكومة طهران. غير أن بوش سمح لسفير الولايات المتحدة في العراق زلماي خليل زاد بإجراء محادثات مع إيران بخصوص ما تقول واشنطن انه تدخل في شؤون العراق من جانب طهران.
|