Friday 12th May,200612279العددالجمعة 14 ,ربيع الثاني 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"أفاق اسلامية"

حق اليقين (8-14) حق اليقين (8-14)
د. خالد بن مفلح آل حامد *

* الجزيرة - خاص:
للدعوة آداب لابد أن يتحلى به الداعية أثناء مخاطبة المدعوين، الحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، واللين والتيسير، ولكن قبل كل ذلك لابد أن يكون صفته القرآن، وأن يلتزم بنهج النبوة في كلامه مع المدعوين، وفي تعاملاته، وفي سلوكياته، سواء كان في العمل، أو المنزل، أو في البيع أو الشراء.
فهناك من الدعاة من حباهم الله بالعلم الغزير، والتبحر في شؤون الدين، ولكن لا يعرفون كيف يتعاملون مع الناس، ولا كيف يجذبونهم إلى الدعوة، وهناك من بضاعتهم من العلم قليلة، ولكن لديهم الجاذبية في الخطاب الدعوي.
والداعية قائد رأي عام، يراه الناس، فيسلكون طريقه، ويقودهم هو إلى المعروف، وتجنيب المنكرات، وفعل الطاعات.. وفي عصر العولمة والفضائيات، دخلت إلى حياتنا الكثير من الأمور الغريبة عنا، وهناك من اعتبرها من التمدن والعصرية، وهذا مخالف للدين، فليس كل ما يأتي إلينا من عبر الحدود يصلح، بل الخير في ديننا وعقيدتنا ونظامنا الإسلامي، والسؤال ما هي الآداب التي يجب على الداعية الالتزام بها في عصر العولمة؟!
****
سمات وصفات
د. اعتدال بنت عبدالرحمن حجازي عميدة كلية التربية للبنات بالأحساء تتعرض للآداب التي يجب أن تلتزم بها الداعيات، فتقول: المرأة الداعية هي المرأة ذات الشخصية المسلمة، الحق غايتها، والقرآن والسنة منهج حياتها، بهما تقتدي، وعلى أثرهما تقتفي، والذي نود أن نتوصل إليه، هو الداعية التي نريد أن نتحدث عن سماتها وصفاتها.
أولاً: المرأة المسلمة الداعية طالبة للعلم، حريصة عليه، ذلك لأنها تعلم أنه حياة للقلوب، ونور البصائر، وشفاء الصدور، ورياض العقول، وهو الميزان الذي توزن به الأقوال، والأعمال، والأحوال.
ثانياً: فالمرأة المسلمة الداعية حريصة على طلب العلم، مجاهدة في الحصول عليه، والزيادة منه، تدعو بما أمر الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}(114) سورة طه، تقتدي بأخواتها المؤمنات اللاتي قلن يا رسول الله: قد غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فواعدهن يوماً، فلقيهن فيه، ووعظهن وأمرهن.
ثالثاً: إن تحقق العلم على أرض الواقع، كان خلق الرسول الكريم القرآن، فهي تعلم أن العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر.
رابعاً: أن تبحث عن الوسائل الجديدة، والمشوقة في تبليغ دعوتها، ولكن في حدود الشرع، وسيأتي الزمن الذي تسود فيه التقنية والمرئيات على الكتب والمؤلفات، في اكتساب المعلومات {وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(8) سورة النحل.
خامساً: أن لها مفكرة تدون فيها ما يعرض لها من فوائد في كل زمان ومكان: (كل علم ليس في قرطاس ضاع).
سادساً: أن تعرِّف أخواتها النشاط وأوقات افترة فتعطي كل وقت حقه، فللنشاط إقبال تستغل، وللفترة إدبار تترفق بهن.
سابعاً: أن تكون غنية بالدعوة، فلا تصرح، ولا تلمح، بأنها محتاجة لأحد، لقوله تعالى:{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}(273) سورة البقرة.
ثامناً: الداعية المسلمة تعلم أن المال قوة، فلا تسرف طلباتها لكماليات المنزل، قال تعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (67) سورة الفرقان، وتسخر المال في خدمة الإسلام والمسلمين.
تاسعاً: أن تمارس الدعاء للمسلمين، وليس الدعاء عليهم، لأن القلوب الكبيرة قليلة، كما في قوله - عليه الصلاة والسلام -: (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون)، وقد قال تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ}(26) سورة يس، وقد قال تعالى: قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27).
عاشراً: إذا نامت أغلب رؤياها في الدعوة إلى الله، فإذا استيقظت جعلت رؤياها حقائق.
الحادي عشر: أن تأتلف مع البعيدة، وتربي القريبة، وتداوي القلوب.
الثاني عشر: أن تجعل كل واحدة من أخواتها تظن أنها أحب أخت لديها عند لقائها بها.
الثالث عشر: إذا عرفت الحق عرفت أهله، وإن لم تصورهم الأفلام، أو تمدحهم الأقلام، قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}(29) سورة الفتح.
الرابع عشر: إذا قرعت فقيرة بابها ذكرتها بفقرها إلى الله عز وجل، فأحسنت إليها، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}(15) سورة فاطر.
الخامس عشر: أن تعلم أنها بأخواتها، فإن لم تكن بهن فلن تكون بغيرهن، قال تعالى: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} 35)سورة القصص.
السادس عشر: لا تنتظر المدح في عملها من أحد، إنما تنتظر هل يصلح للآخرة أم لا يصلح؟
السابع عشر: إذا رأت أختاً مفتونة لا تسخر منها، فإن للقدر كرات، قال تعالى: {وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً}(74) سورة الإسراء، وليكن شعارك: (يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك).
الثامن عشر: أن ترعى بنات الدعاة الكبار، الذين أوقفوا وقتهم كله للدعوة، والجهاد في سبيل الله، بعيداً عن الأهل والبيت، قال تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(121) سورة آل عمران، وفي الحديث: (من خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا).
التاسع عشر: أن تجعل من بيتها مشغلاً صغيراً تنفع به الدعوة، والمحتاجين، كأم المساكين (زينب) - رضي الله عنها - .
العشرون: أن تعطي حق زوجها، كما لا تنسى حق دعوتها، حتى تكون من صويحبات خديجة - رضي الله عنها -: (صدقتني إذ كذبني الناس، وآوتني إذ طردني الناس، وواستني بنفسها ومالها، ورزقني الله منها الولد، ولم يبدلني الله خيراً منها).
الحادي والعشرون: أن تكون مصباح خير وهدى في دروب التائهين، تحرق نفسها في سبيل الله: (لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم).
الثاني والعشرون: أن تعلم أن مناهجها على ورق إن لم تحيها بروحها، وحسها، وضميرها، وصدقها، وسلوكها، وجهدها المتواصل.
الثالث والعشرون: أن أعمالها تظلل إخوانها في كل مكان، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(77) سورة الحج.
الرابع والعشرون: تنقل الأخوات من الكون إلى مكونه، فلا تكون كبندول الساعة، المكان الذي انطلق منه عاد فيه.. بل تشعر دائماً أنها وأخواتها في تقدم إلى الله:{لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} (37) سورة المدثر.
الخامس والعشرون: تشارك بقلمها في المجلات والجرائد الإسلامية والمنتديات، تشترك فيها، وتقوم على إهدائها للأخوات، وإرشادهن إلى أهم الموضوعات.
السادس والعشرون: تطيب حياتها بالإيمان والعمل الصالح، لا بزخارف الدنيا، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}(97) سورة النحل.
السابع والعشرون: عرفتْ الله فقرَّت عينها بالله، فقرتْ بها كل عين، وأحبتها كل نفس طيبة، فقدمت إلى الناس ميراث الأنبياء.
الثامن والعشرون: لا تعتذر للباطل من أجل عملها للحق، وهل يأسف من يعمل في سبيل الله: {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ } (72) سورة طه.
التاسع والعشرون: أن تكون دائماً على التأهب للقاء الله، وإن نامت على الحرير والذهب!! { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }(223) سورة البقرة.
الثلاثون: لا تأسف على ما فات، ولا تفرح بما هو آت من متاع الدنيا، ولو أعطيت ملك سليمان، لم يشغلها عن دعوة الله طرفة عين، قال تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (23) سورة الحديد.
الحادي والثلاثون: لا تفكر في نفسها فقط، بل تفكر في مشاريع تخدم المسلمين والمسلمات.
الثاني والثلاثون: تسأل الله دائماً الثبات على الإيمان، وتسأله زيادته.
الثالث والثلاثون: لا ترجو غير الله ولا تخاف إلا الله، متوكلة على الله وراضية بقضاء الله.
الرابع والثلاثون: قرّة عينها في الصلاة.
الخامس والثلاثون: يجتمع فيها حسن الخلق، فهي ودودة وكريمة جوادة.
السادس والثلاثون: تتحمل الأذى من كل من يسيء إليها، وتحسن إليهم.
السابع والثلاثون: العلم عندها العلم الشرعي لا الدنيوي.
الثامن والثلاثون: منارة تحتاط لنفسها في مجال النسوة، وفي غاية الأدب والتحفظ، وهي صادقة في أخلاقها.
التاسع والعشرون: منضبطة تعرف متى تزور ومتى تزار، حريصة على وقتها، ليست بخيلة بزمانها، وليست ثقيلة فتمل، ولا خفيفة فيستخف بها.
الأربعون: لا تنسَ الفقراء وهي تلبس، ولا تنسَ المساكين وهي تطبخ، ولا تنسَ الأرامل وهي تشتري حاجيتها، ولا تنسَ اليتامى وهي تكسو عيالها، قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} (92) سورة آل عمران.
هذه بعض الآداب الواجب توافرها في الداعية المسلمة، كما أن كتب التراجم والتاريخ قد حفظت لنا أخبار كثير من النساء الداعيات في مجال العلم، اللاتي حباهن الله بنور العلم والفهم، فتفتحت بصائرهن، وتخرج من مدارسهن كبار علماء الدنيا.
الإخلاص وحسن الخلق
وبدأت د. ابتسام بنت بدر الجابري عضو هيئة التدريس بقسم التفسير وعلوم القرآن الكريم بكلية التربية للبنات بجدة: حديثها بالآية الكريمة قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}(104)سورة آل عمران، وصرَّح العلماء أن الدعوة إلى الله عز وجل فرض كفاية بالنسبة إلى الأقطار التي يقوم فيها الدعاة، فإن كل قطر، وكل إقليم يحتاج إلى الدعوة، فهي فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقي، ذلك الواجب، وصارت الدعوة في حق الباقين سنة مؤكدة، وعملاً صالحاً جليلاً.
وإذا لم يقم أهل الإقليم المعين بالدعوة على التمام، صار الإثم عاماً، وصار الواجب على الجميع، وعلى كل إنسان، أن يقوم بالدعوة حسب طاقته وإمكانه، قال الشيخ ابن باز - رحمه الله- -: (فعند قلة الدعاة وعند كثرة المنكرات وعند غلبة الجهل كحالنا اليوم تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته).
وللدعوة فضل عظيم، وورد في ذلك العديد من الآيات والأحاديث، منها قوله عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(33) سورة فصلت، ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم - : (من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله)، وقوله - عليه الصلاة والسلام -: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً).
آداب الداعية
وتذكر د. الجابري مجموعة من الآداب التي تنبغي على الداعية أن تلتزم بها ومنها:
أولاً: الإخلاص: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ}(108) سورة يوسف.
ثانياً: أن يكون على بينة وبصيرة، وعلم بما يدعو إليه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}(108)سورة يوسف.
ثالثاً: الخلق الحسن، ولنا في نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- الداعية القدوة أسوة حسنة، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ}(159)سورة آل عمران، وقال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ} (125)سورة النحل، والخلق الحسن أصل ينبغي أن يتمثله الداعية، فمن ساء خلقه من الدعاة يسيء أكثر مما يصلح.
رابعاً: العمل بدعوته، أي أن يكون قدوة صالحة فيما يدعو إليه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} (2) سورة الصف، وقال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ}(44) سورة البقرة، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتنزلق أقتاب بطنه فيدور فيها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع عليه أهل النار فيقولون له، يا فلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه).
خامساً: الصبر وصدق التوصل على الله، قال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ} (127) سورة النحل، وقال سبحانه: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}(3) سورة الطلاق، وبلا شك أن الداعية سيجد صعوبات، وسيواجه كثيراً من العقبات، فلا بد من الصبر والثبات، والتوكل على الله.
سادساً: التواضع وعدم ازدراء الآخرين، قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} (63) سورة الفرقان، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم)، وهذا خطأ قد قد يقع فيه بعض الدعاة، فلا بد من التنبه إليه، وامتثال نهج نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- في تواضعه ورحمته بأمته.
سابعاً: الرفق واليسير: قال - صلى الله عليه وسلم -: (يسِّروا ولا تعسِّروا وسكنوا ولا تنفروا)، (من يحرم الرفق يحرم الخير)، (وإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه)، فلا بد للداعية من الرفق والتيسير، ولا يعني ذلك الرضى بالحرام، أو التقصير في النصح والإرشاد، ولكن يكون ذلك بالرفق، والتيسير، ولكل مقام مقال.
ثامناً: الحذر من الغضب، قال تعالى: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}(37) سورة الشورى، وقال رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (أوصني، قال: لا تغضب، ورددها مراراً)، وتعرض الداعية لما يغضب وارد لا محالة: فلا بد من الروية، وعدم التعجل، و الحذر من الغضب، ولا بد أن تعالج الأمور بالحكمة.
تاسعاً: التقوى، والتقوى سلاح قوي يتسلح به الداعية في دعوته، فيفتح الله عليه، ويجعل له فرقاناً ونوراً، ويرزقه علماً وبصيرة، يصير على نهجها في دعوته، قال تعالى: { َإن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً }(29) سورة الأنفال.
العلم والمعرفة والتجرد
ويقول م. ناصر بن مسفر بدران المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الباحة: ليس هناك أحسن من الداعية القدوة في سلوكه، ونبل تصرفه، بعيداً عن الإثارة و الغضب والمبالغة، وما أطيب التسامح والعفو، وطرد الشكوك والأوهام، ونبذ إساءة الظن، والحكم المتسرع على النوايا، إن لنا في رسول الهدى قدوة حسنة، ومثلاً يُحتذَى، ومناراً يُهتدى به، لقد وصف ربنا رب العزة والجلال رسولنا - عليه أفضل الصلاة والسلام- بقوله تبارك وتعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(4) سورة القلم، والأخلاق الحسنة صفة سامية يجب أن يتحلَّى بها المسلم، ويتصف بها الداعية المخلص الحصيف، وبالأخلاق تكون حياته كلها عطاءً وإشراقاً وإيماناً واستبشاراً، وبالأخلاق وما تدعو إليه من فضائل يستطيع الداعية المسلم أن يصل مباشرة إلى قلوب البشر، عندما يعطي القدوة المثلى في تصرفه، ومعالجته للأمور مهما صعبت وتشابكت.
وللدعوة إلى الله من منبع الأخلاق آداب وفضائل، وصفات يجب على الداعية التحلي بها، وليس كل موظف أو متخرج أو لديه نزر من التعليم يصلح لهذه المهمة السامية، وليس كل من ارتدى مظاهر الدعاة أصبح داعية، فالدعوة على هدى وبصيرة رسالة الأنبياء والرسل، ويجب أن نختار لها، ونصطفي للقيام برسالتها الصفوة المؤهلة، القادرة على أداء هذا العمل الجليل، إن من آداب وواجبات الدعوة إلى الله هو التأدب بآداب القرآن الكريم، وسيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء من بعده، رضوان الله عليهم -.
ومن معالم الدعوة، وواجباتها، ورسالتها، ومؤهلاتها لدى الداعية المخلص المحتسب، أن تكون على الوجه التالي:
أولاً: أن يكون بالأمر بالمعروف أولاً: ثم يأتي بعده دور النهي عن المنكر ثانياً، وليس العكس، مصداقاً وتطبيقاً للآية الكريمة: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (110) سورة آل عمران.
ثانياً: عندما نشهر سلاح الغلظة والغضب، والإثارة والتهويل المفرط عند أداء مهمة الدعوة، فإننا نصيب الأهداف السامية المتوخاة في مقتل، ولذا يجب الرفق واللين، وتوخي الحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن في أداء وتبليغ رسالة الدعوة، تيمناً واقتداء بطريقة الأنبياء والرسل، ولنا شواهد وعبر بالآيات القرآنية الكريمة الآتية: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125) سورة النحل، وقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (159)سورة آل عمران، وقوله تبارك وتعالى: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}(269) سورة البقرة، ولقد خاطب الله - عز وجل - رسوله ونبيه موسى، وأخاه هارون - عليهما السلام - وهو يبعثهما إلى الطاعية الجبار فرعون، الذي أدعى الألوهية، قال تعالى: (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}، ولم يطالبهما وهو القادر على نجدتهما بالعنف والقسوة تباركت حكمة الباري - عز وجل - .
ثالثاً: قال رسول الله الهداية - عليه الصلاة والسلام -: (بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا)، وفي الحديث الشريف: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى فرائضه)، وأين ذلك مما نراه ونسمعه من التركيز على المبالغة في الترهيب، والتشديد بحجة سد الذرائع، والتأويلات التي تدل على ضيق الأفق البعيد عن سماحة الإسلام، والحكمة الربانية في التيسير على الأمة.
رابعاً: يلاحظ أحياناً المبالغة الشديدة في تزهيد الإنسان المسلم بعمله مهما كان، مقابل ما يبدو من هذا الإنسان من هنات بسيطة في حياته، ونجد التحريم والتكفير، وتضعيف إيمان المسلم تطلق جزافاً، بدون دليل موثق، وبدون روية واتزان، ومن البداهة إدراك ومعرفة تبعات تكفير المسلم، واتهامه بما ليس فيه، والعواقب المترتبة على ذلك في الدنيا والآخرة، وفي الحديث: (من قال لأخيه المسلم يا كافر فقد باء بها أحدهما)، فيجب الاحتياط والاحتراز حتى لا نقع في محاذير نحن في غنى عنها.
خامساً: من المعروف وبدون مبالغة أن مجتمعنا المسلم في هذه البلاد يعتبر من أحسن المجتمعات الإسلامية، إن لم يكن أفضلها، ومع ذلك إذا سمعت بعض خطباء الجمعة، أو قلة من المنتسبين للدعوة، وهم يخاطبون مجتمعنا، فكأنهم يخاطبون مجتمعاً جاهلياً.
سادساً: من آداب الدعوة وواجباتها أن تكون على بصيرة، مصداقاً لقوله تبارك وتعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}(108) سورة يوسف، ومن مؤهلات الداعية أن يكون على اطلاع واسع ودائم بكتب الدعوة إلى الله، وأهمها القرآن الكريم دستور الأمة الخالد، وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، الأئمة الأخيار، وعلماء الإسلام الأفذاذ، في مختلف العصور، ولا يكون مؤهل الداعية نزراً بسيطاً من المعرفة المحدودة أو نتيفات لا تسمن ولا تغني من جوع.
سابعاً: يجب على الداعية ألا يضيق ذرعاً بالنقد الهادف البناء، ويتقبل الآراء والملاحظات بصدر رحب، لأن الداعية المخلص على أجر، والمستمع المحتسب على أجر، وأحياناً قد يكون المستمع للداعية أعلم، وأغزر ثقافة إسلامية من الداعية نفسه.
ثامناً: على الشخص المتصدر للدعوة أن يكون على درجة كبيرة من الفقه والوعي، وأن يبتعد عن الاتجاهات المتعددة، واختلاف المشارب والتسفيه برأي الآخر، لأنه ربما يكون هذا نذير شؤم وشر، وأكبر معوق للعمل الإسلامي المنشود، وزيادة الفرقة بين المسلمين.
تاسعاً: يجب على الداعية المسلم المخلص الناصح الإحسان في القول، والبعد عن المبالغات، والحرص على التلميح، والبعد عن التشهير الذي ينقلب إلى فضيحة، مع سلوك المداراة الشرعية، وإقالة العثرات، كما يجب على الداعية التواضع، لأن الاستعلاء والكبر سبب في كره الحق ورفضه.
عاشراً: يجب على الداعية الإلمام والاهتمام بالمواضيع التي يتطرق إليها، وبحث الأهم قبل المهم، ويعالج ماله أسس في عقيدة المسلم، وجوهر الدين، قبل الخوض والإفاضة في الأمور السهلة، والتي في الغالب نلتفت لها، ونعطيها أكبر من حجمها، كما أنه مطلوب من الداعية المسلم أن يكون على جانب كبير من العلم والمعرفة بالشريعة الإسلامية، ومناحي علومها الزاخرة، وأن يكون محباً للقراءة والاطلاع، حتى تكون معالجته لموضوعات الحياة، والمجتمع مبنية على فهم دقيق، وعلى ما يحسه ويلمسه بنفسه، دون التأثير بالإشاعات.
صفات الداعية
ويرى الشيخ إبراهيم بن إبراهيم التركي الداعية بمركز الدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة أن على الداعية أن يتصف بالصفات التالية:
أولاً: إخلاص النية لله عز وجل، والحذر من الدنيا وزخرفها، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}(5) سورة البينة، وقال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ} (14) سورة غافر.
ثانياً: الإيمان القوي والعميق بما يتحدث به، أو يأمر به، أو ينهى عنه، وأخذ ذلك بعزيمة وحيوية وجدية دون تردد، قال تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (12) سورة مريم.
ثالثاً: محبة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - محبة صادقة، اعتقاداً وقولاً وعملاً، قال - صلى الله عليه وسلم -: (المرء مع من أحب يوم القيامة) ومن مقتضيات المحبة لله ولرسوله، الطاعة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - في كل أمر، والانتهاء عن كل نهي، وتصديق كل خبر جاء عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .
رابعاً: الإكثار من العبادات الفرائض، ثم النوافل، والتبكير والمسارعة إليها: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولإن استعاذني لأعيذنه).
خامساً: العلم والبصيرة، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (108)سورة يوسف، وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}(9) سورة الزمر.
سادساً: العلم بما علم، قال تعالى: (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)..
فثمرة العلم العمل.
سابعاً: الوعي والإدراك بواقع المخاطبين، وإنزال الناس منازلهم.
ثامناً: الحكمة في أمره كله، قال تعالى: {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} (269) سورة البقرة.
تاسعاً: التخلق بالأخلاق الحسنة الفاضلة، فالخلق الكريم من أهم ما يتحلى به المسلم، ولا سيما الداعية والخطيب، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم، ولما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما من شيء أثقل في ميزان العبد من حسن الخلق).
عاشراً: الرحمة والشفقة بالآخرين والمدعوين، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}(159) سورة آل عمران، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : (الراحمون يرحمهم الرحمن).
الحادي عشر: إحسان الظن بالمسلمين في الجملة، ولا سيما المخاطبين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} (12) سورة الحجرات، وفي الحديث قال - صلى الله عليه وسلم -: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث).
الثاني عشر: عدم التشهير أو التجريح أو الفرح بوجود المنكر أو الخطأ، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}(19) سورة النور.
الثالث عشر: التعاون مع إخوانه على البر والتقوى، قال تعالى:{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (2) سورة المائدة.
الرابع عشر: أخذ الرأي والمشورة، ولا سيما عند الحاجة والاقتضاء، قال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}(159) سورة آل عمران، وقال سبحانه: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}(38) سورة الشورى.
الخامس عشر: النصح بصدق وأمانة، ففي الحديث قال - صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة - ثلاثاً - قلنا: لمن، قال: لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم).
السادس عشر: المجاهدة للنفس والهوى والشيطان، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}(69) سورة العنكبوت.
السابع عشر: التواصي بالحق والصبر وتحمل الآخرين، قال تعالى: وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3).
الثامن عشر: تقوى الله تعالى في السر والعلن في القول والعمل مع النفس ومع الآخرين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ(71).
التاسع عشر: تلمس احتياج السامعين والمخاطبين فيما نطرحه من مواعظ وخطب، ومراعاة كل زمن وما يصلح له، وكل حالة وما يناسبها.
العشرون: تحسين الصوت ورفعه وفق ما تقتضيه الحاجة، واختيار الأسلوب الأمثل في إعداد الخطبة أو الدرس أو الموعظة أو المحاضرة.
إحدى وعشرون: دعم الخطبة أو الكلمة أو المقالة أو المحاضرة بالشواهد والأدلة من الكتاب والسنة، وتزيينها بلمحات من السيرة العطرة للنبي - صلى الله عيه وسلم -، وسير صحابته الكرام - رضي الله عنهم - وسلف الأمة الصالح، وخيارها، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}(6)) سورة الممتحنة.
الثاني وعشرون: حسن الهيئة والوقار وحسن السمت، قال تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ}(31)سورة مريم.
الثالث والعشرون: الارتباط مع المصلين والسامعين والمدعوين وتبادل المحبة والأخوة معهم.
الرابع والعشرون: مراعاة الوقت بدءاً ونهاية وعدم التطويل الممل أو الإيجاز المخل.
الخامس والعشرون: الانضباط وعدم الانفعال ومخاطبة الناس على قدر عقولهم: (حدثوا الناس بما يعرفون).
السادس والعشرون: الإعداد المسبق والجيد للخطبة أو الموعظة وتنوعها في أمور العقيدة والشريعة والمأمورات والمنهيات والأحكام والآداب والأخلاق والسلوك.
السابع والعشرون: سعة الأفق وانشراح الصدر وتقبل النقد أو الملاحظة، وتذكر أنك عبد ضعيف حملت الأمانة أكثر منهم كما قال من هو خير منا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: (فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني).
الثامن والعشرون: عدم التسرع في الفتيا أو الحرص عليها اقتداء بسلفنا الصالح كالإمام مالك - رحمه الله - لم يزد على الإجابة في أكثر من مسألة بقوله: لا أدري.
التاسع والعشرون: الورع و البعد عن قبول الشائعات أو التأثر بها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات.
الثلاثون: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع).
إحدى وثلاثون: الصدق والتزام ذلك بأمانة في النقل والتحرير والإفادة والأخبار وفق شرع الله، قال تعالى: {يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} (119) سورة المائدة، وقال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ}(24) سورة الأحزاب، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved