Monday 22nd May,200612289العددالأثنين 24 ,ربيع الثاني 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

عتب النخيل على أمانة مدينة الرياض! عتب النخيل على أمانة مدينة الرياض!
عبدالإله بن سعود السعدون/ ناشط في حقوق النخيل!

النخلة هذه الشجرة المباركة التي ورد اسمها في القرآن الكريم لأكثر من موضع وعشنا تحت ظلها وتغذينا من رطبها وثمرها وتدفئنا من جذعها وسعفها هذه الأم النباتية تعتب على عمال قسم الصيانة في أمانة مدينة الرياض بقطع حضانتها و(اجتثاث) كل طلعها الذي زهوت به على كافة شجر المعمورة.
لا يختلف اثنان من سكان العاصمة الرياض على التغيير التجميلي في حدائق ومتنزهات المدينة الحضارية قديمها وحديثها حتى اتسعت البقعة الخضراء فيها أضعاف أضعاف ما كانت عليها منذ عشرة سنين فقط وذلك بتوجيه سمو أمير الرياض ومحبوب أهلها وهمة سمو أمين مدينة الرياض وكافة العاملين بالإدارة العامة للحدائق وعمارة البيئة حتى أصبحت الرياض في كل فصولها ربيعاً وتحولت شوارعها إلى بساتين زاهية تصطف شجر النخيل بصفوف متسعة وكأنها مزرعة واسعة لكل منازلها.
وأشارك سمو أمين مدينة الرياض الاقتباس حين وضع الآية الكريمة من قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}«سورة الأنعام 99».
والتي تبين أهمية ثمرة النخل من تمر ورطب وتباركها لمشاركتها مع الجبّ في استمرارية حياة الإنسان والحيوان!.. وقد أدهشني جداً قبل فترة من الزمن بتسلق عدد من عمال الصيانة في أمانة الرياض على نخيل الشوارع في العاصمة وبيدهم (مناجل حادة) وبدأوا وبصورة لا إنسانية بقطع عذوق تلك النخيل وهي في أول أزدهار شماريخها وترمي على الرصيف بقسوة وكأن هذه الشماريخ الجميلة شعى عذراء بيد مجنون!
وتدخلت لمنع هذا الاعتداء على المال العام ولكني لم أستطع إيقاف مناجلهم السريعة حيث علمت من مسئولي الصيانة بأن هذا القرار اتخذ من أجل المحافظة على نظافة هذه الشوارع من تساقط تمر هذا النخيل وبعد (أربعة أشهر) أي نقطع هذه العذوق الجميلة ذات الحمل الوفير لكي لا تتوسخ شوارعنا في شهر أغسطس المقبل!
ومع الاستغراب التام لهذا التبرير الذي يدل على الرغبة في الاسترخاء وعدم النية في أداء عملهم الأساسي وهو نظافة المدينة وشوارعها من كل (وسخ) عليها ولو أخذنا بهذا التبرير لتوقف الحياة في كل مراحلها مع الإنسان والنبات حتى تبقى شوارعنا نظيفة!
وهناك اقتراحات كثيرة يعرفها زراع النخيل لحفظ بقايا عذوق النخل من التساقط ومن أكثرها شيوعاً وضع أكياس بلاستيكية أو ورقية حول العذق وبذا يحافظ على رطبها وتمرها لتبقى في أعلى النخلة وأيضاً يمكن أن يوضع سور صغير من الأسلاك البلاستيكية الملونة وتحافظ على تمرها لعدم السماح للعابثين من قطف رطبها وأيضاً تعطي شكلاً جمالياً بألوانها لتلك الأشجار المباركة ويمكن توعية المارة بواسطة ملصقات إعلامية عن أهمية هذه الحدائق وأشجارها لتجميل مدينتنا العزيزة والدعوة للمحافظة على ثمارها من عبث العابثين وأني أدعو مهندسي صيانة الأمانة أن يسألوا زملاءهم في بلديات أثينا في اليونان وإيطاليا وفي تركيا عن تجميل شوارعها بأشجار البرتقال والليمون والتي تعطي بألوان ثمارها جمالاً أخاذاً لتلك الشوارع النظيفة!.. وأتساءل هل إن تدلي عذوق البرحي والسكري والصقعي الجميلة في شوارع الرياض أمر يسبب تراكم الأوساخ أم أن يكون غذاء للسائل والمحروم وابن السبيل؟! ويا حبذا لو اهتمت بجمعه الأمانة وعرضه رطباً وتمراً على أهل الرياض وبيعه بسعر رمزي قد يشكل جزءاً من مرتبات جيش عمال النظافة التابعين لها.. وقد تسبب بعضهم ولجهلهم بالتعامل مع النخيل تسببوا في (اجتثاث) سعف قلبه الأوسط وبذلك حكموا على هذه الأشجار المباركة بالموت لعدم تكاثر سعفها في الموسم المقبل، ورأيت عدداً من النخيل بهذه الحالة المأساوية قرب بوابة جامعة الأمير سلطان الأهلية!
إني أتمنى وأرجو من سعادة الأخ الدكتور إبراهيم بن مبارك الدجين مدير عام الإدارة العامة للحدائق وعمارة البيئة الذي شارك بجهده المشكور في جمال عاصمتنا الغالية تفسيراً مقنعاً لهذا الإجراء الذي تسبب في قطع حضانة النخيل المبارك في أرض الرياض الغالي وهو يدرك مثلنا أهمية هذه الشجرة المباركة والتي جعل الله سبحانه من ثمرها أول غذاء يشكل خلايا ودماء سيدنا المسيح عليه السلام حين قال عز من قائل: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً «25» فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً «26»}«سورة (مريم). صدق الله العظيم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved