داء السكري وآثاره المتعددة على العين

- يعتبر الداء السكري من الأمراض الشائعة بين الناس ويزداد شيوعاً مع تقدم الزمن لوجود أسباب وراثية على وجه الخصوص أو أسباب مكتسبة غير وراثية من توتر دائم وأزمات نفسية عنيفة أو بعض الأمراض الميكروبية أو فيروسية.
- والجدير بالذكر أن داء المرض السكري يؤثر بصورة كبيرة على جميع أجهزة الجسم المختلفة وله تأثير شديد الخطورة على العين إذا لم يتم التعامل الطبي مع هذه التأثيرات عن طريق أطباء العيون المختصين ويمكن تلخيص هذه التأثيرات الضارة لداء السكري على العين في الآتي:
أولاً: شبكية العين والداء السكري
- تعتبر الشبكية من أدق وأخطر أجزاء العين تأثراً بمرض السكر حيث يؤدي الداء السكري المزمن وغير المنتظم إلى تأثيرات ضارة بالشبكية مما يؤدي إلى التأثير على مستوى الرؤية وهناك عوامل تساعد على حدوث هذه التأثيرات أهمها:
1- طول فترة الإصابة بالداء السكري.
2- الإصابة بضغط الدم مع وجود الداء السكري.
3- تأثير الداء السكري على وظيفة الكلى مما يرجح حدوث تغيرات بالشبكية.
- هذه التغيرات تحدث في شكل نزيف وارتشاحات نتيجة نقص الأكسجين وقصور الدورة الدموية للشبكية ناتجة عن الداء السكري مما يؤدي إلى تغيرات في الأوعية الدموية الدقيقة المغذية للشبكية فتؤدي إلى سهولة نزفها وارتشاحات بالشبكية والماقولة (مركز الإبصار) على عدة مراحل مختلفة ويمكن أن تنتقل إلى نزيف دموي كامل بالجسم في المراحل الشديدة وفي هذه الحالة يبدأ المريض في بداية الأمر بالإحساس بزغللة مستمرة حتى في وجود نظارة طبية وفي حالة النزيف يرى بقعة سوداء في مجال النظر أو عدم استقامة الخطوط في حالة إصابة الماقولة ولا بد في هذه الحالة من العرض على طبيب العيون للفحص ويتم الفحص في هذه الحالات:
1- فحص قاع العين.
2- تصوير الشبكية بصبغة الفالوروسين لمعرفة درجة الخطورة وتحديد مكان النزف وتحديد طريقة العلاج وعدد جلسات الليزر التي يحتاجها المريض.
3- في حالة وجود نزف في الجسم الزجاجي يحتاج المريض إلى العلاج الدوائي في بادئ الأمر ثم التدخل الجراحي إذا لزم الأمر لذا ينصح مريض السكر بالفحص الدوري لأهمية هذا الفحص بالنسبة للمريض حتى يمكن التعامل مع هذه التأثيرات الضارة قبل تفاقمها.
ثانياً: عدسة العين والداء السكري
- يؤدي مرض السكر إلى حدوث عتامة بعدسة العين (الكتراكت) بصورة مبكرة عن المرضى الآخرين الذين لا يعانون من هذا الداء فعند ارتفاع السكر بالدم ينفذ معدل الجلوكوز إلى عدسة العين ويتحول إلى مركب السوربيتول ويتراكم بالعدسة مما يؤدي إلى تغير اسموزي وتغير في المعامل الانكساري للعدسة فتتحول إلى عتامات مسببة ما يعرف بالمياه البيضاء.. ويمكن اكتشاف هذه العتامات بالكشف الميكروسكوبي الشخصي الشقي وعلاجها الجراحة.
ثالثاً: ارتفاع ضغط العين والداء السكري (وهو ما يعرف بالمياه الزرقاء)
- تحدث بنسبة 32 % من مرضى السكر وهي نسبة عالية نظراً لطول مدة الداء السكري ويمكن حدوث المياه الزرقاء نتيجة ظهور أوعية دموية صغيرة بالقزحية تؤدي إلى مياه زرقاء مغلقة الزاوية مسببة آلاماً شديدة بالعين واحمراراً شديداً وارتشاحاً بالقرنية أو مياهاً زرقاء مفتوحة الزاوية ناتجة عن ضيق القنوات الخاصة بتسريب السائل الزجاجي.. وفي كل الأحوال لا بد لمريض السكر من قياس ضغط العين بانتظام للمحافظة على العصب البصري. رابعاً: الجزء الأمامي للعين والداء السكري
- من المعروف أن الداء السكري يؤدي إلى ضعف مناعة الجسم وعند ارتفاع نسبة السكر بالدم وعدم استقرارها تحدث التهابات بالجزء الأمامي من العين على شكل إفرازات من العين والتهاب بالملتحمة وأكياس دهنية متكررة الظهور.. وفي هذه الأحوال من السهل التعامل بالأدوية والقطرات وبعض الجراحات البسيطة إذا لزم الأمر.
- والنصيحة في نهاية القول هو أنه على مريض السكر متابعة طبيب العيون من وقت لآخر لتلافي حدوث أي مضاعفات كما ذكر من قبل.