Friday 2nd June,200612300العددالجمعة 6 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

إلى من اعتلى عرش المحبة في قلبي!! إلى من اعتلى عرش المحبة في قلبي!!
هند شريم آل قراء(*)

تتبعثر الأحرف وتتناثر الكلمات وينعقد اللسان وتحتار الأفكار ويجف المداد كلما أمسكت قلمي لأسطر على أوراقي فيض مشاعري التي جاشت، ولم أستطع كبح جماحها أو إبقاءها طي الكتمان، إنها مشاعر حب وإعجاب وتقدير واحترام لذلك الإنسان الذي امتزج حبه بدمي وجرى في أوردتي وشراييني حتى تشبع به كل عضو من أعضائي، فأصبح جزءاً من روحي لا ينفصل عنها أو تنفصل عنه. إنها مشاعر حب اعترف به قلبي، وأقر بها جناني، ونطق بها لساني.. مشاعر فاضت، ولو استخدمت قواميس الدنيا للتعبير عنها لعجزت.. إنه إنسان أحببته بكل كياني وأفتديه بروحي وحياتي.. في كل لحظة أزداد له حباً، ومع كل ساعة تكبر مكانته في قلبي، وكل يوم يمر أحتاج إلى قربه أكثر.. بالنسبة إليَّ هواء أتنفسه ونبض أعيش به، وحلم جميل أعشقه.
تسر عيني برؤيته، وتطرب أذني لصوته وكلامه، وتسعد روحي لمقدمه، وتأنس نفسي بلقياه.. إذا ابتعد عن ناظري ولو لدقائق، فإني أحس بحذوة تكاد تحرق فؤادي شوقاً إليه.قد تتساءلون: من هو ذاك الإنسان؟؟ ولِمَ كل هذه المشاعر تجاهه؟! إن ذاك الإنسان كان اسمه أول كلمة نطق بها لساني ووعاها عقلي وعشقها قلبي.. إنه: والدي.والدي الذي مهما أقول وأكتب فلن أوفيه حقه، ومهما أعمل وأصنع فلن أستطيع أن أرد ولو شيئاً يسيراً من فضله.. إنه أغلى من روحي التي بين جنبي وأعز من عيني التي فوق وجنتي.. لقد احتواني بحبه وعنايته وأغدق عليَّ عطفه وحنانه، علمني المكارم، ورباني على الفضائل، وجنبني المساوئ والرذائل.. زرع فيَّ حب الخير ومساعدة الآخرين، وعودني على البذل والعطاء، وأبعدني عن البخل والشح.. حبب إليَّ الالتزام بالدين والتمسك به.. وعلَّمني الثبات وقت الشدائد والأزمات.. كما أصل ثقتي بنفسي وقواها.. فجزاه الله عني كل خير وجعل ذلك في موازين حسناته..
أبي.. إن حقك عليَّ عظيم وفضلك عليَّ جسيم، ولن أستطيع رد معروفك مهما فعلت، فأرجو أن تسامحني، وكن على ثقة من أني لن أبخل عليك بدعوة صادقة كلما سجدت لله سجدة بأن يحفظك ويبقيك ذخراً لنا، وأن يطيل في عمرك على طاعته وأن يرزقك الجنة ويحرمك على النار.. إنه سميع قريب.
أبي الغالي.. لقد تغلغل حبك في أعماقي واستوطن سويداء قلبي، حتى أضحيت شمساً بها تشرق حياتي، ونوراً يضيء دربي، ونجماً ينير لي سبيلي.
أبي.. إن حبي لك أكبر من أن أصفه بحروف وكلمات، أو أسطره في مقالات وصفحات..
ويكفيني فخراً واعتزازاً أنك أبي..
ختاماً أقول: لا أبعدك الله عني ولا حرمني منك..
اللهم اغفر لوالدي وتب عليهما وتجاوز عن خطيئاتهما..
{ربِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.

(*)الابنة المحبة

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved