* الخرطوم - (أ. ف. ب):
أكد الاتحاد الإفريقي أول أمس الأحد أن متمردي دارفور لن يحتجزوا اتفاق السلام الذي تم بوساطة الاتحاد الإفريقي لحل النزاع في دارفور، رهينة، وذلك بعد يوم من دعوة فصيل متمرد الأمم المتحدة لتولي جهود الوساطة. وصرح نور الدين مزني المتحدث باسم الاتحاد الإفريقي: (لا يمكننا أن نجعل من اتفاق سلام دارفور رهينة للجهات التي لم توقع عليه، يجب أن نبدأ التطبيق لأن الوضع في دارفور لا ينتظر).
وجاء إعلان الاتحاد الإفريقي بعد أن اعتبر فصيل منشق عن حركة تحرير السودان، كبرى حركات التمرد في إقليم دارفور، السبت أن الاتحاد الإفريقي فشل في حل النزاع، وطلب بالتالي وساطة الأمم المتحدة.
وقال الفصيل المنشق الذي يتزعمه عبد الواحد محمد النور إنه رفض مجمل اتفاق السلام بعد فشل الاتحاد الإفريقي في أن يضم إلى الاتفاق مطالب هذا الفصيل. وأكد المزني أنه (جرى إعداد هذه الوثيقة ووضع اللمسات النهائية عليها بالتشاور الوثيق مع الشركاء الدوليين بمن فيهم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية إضافة إلى العديد من الحكومات).
وأضاف أن (كل هذه الأطراف شهدت على تلك الوثيقة وأقرت المؤسسات تلك الوثيقة ووصفتها بأنها متوازنة وعادلة. هذه الوثيقة إفريقية ودولية في الوقت ذاته. فعلنا أقصى ما يمكن). إلا أن نوري عبد الله مستشار زعيم الفصيل المنشق قال: (إن الاتحاد الإفريقي فشل كلياً بشكل مؤسف في جهود الوساطة التي بذلها في النزاع في دارفور). وأضاف أنه (آن الأوان لتسليم ملف المفاوضات إلى الأمم المتحدة). ووصف موقف الاتحاد الإفريقي بأنه (سخيف)، مؤكداً أنه فشل من البداية. وأضاف: (لا يخفى على أحد أن الاتحاد الإفريقي فشل في طرح مقترح يحقق تسوية سلمية للنزاع في دارفور على طاولة المحادثات). وأضاف أن الاتفاق فشل لأنه يجب أن يطبق في دارفور التي رفضته. وتابع أن (حقيقة الأمر هي أن أيّ اتفاق للسلام يجب أن يطبق في دارفور، ومع ذلك فقد تم رفضه ليس فقط من قبل سكان دارفور في دارفور، ولكن كذلك من قبل قطاع أوسع من الشعب السوداني في كل أنحاء السودان).
من جهة أخرى وصل أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس الاثنين إلى السودان للمرة الأولى في محاولة لإقناع حكومة الخرطوم بأن عملية لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في دارفور لا ترقى إلى أن تكون قوة غازية.
في الوقت نفسه يعتزم العديد من أعضاء المجلس البالغ عددهم 15 إخبار القادة السودانيين بأنهم لم يبذلوا ما يكفي من الجهد لحماية شعبهم بصرف النظر عمن بدأ الصراع الذي كبد عشرات الآلاف أرواحهم.
ووافق السودان على السماح لفريق عسكري للتخطيط تابع للأمم المتحدة بالذهاب إلى دارفور ربما هذا الأسبوع، غير أن الأحزاب الحاكمة منقسمة بشأن إذا ما كان يجب أن تتولى الأمم المتحدة المهمة من الاتحاد الإفريقي.
وقال مندوب اليونان السفير أدامانتيوس فاسيلاكيس لدى توقفه في فرانكفورت خلال الرحلة إلى الخرطوم: إن قادة السودان يشعرون بأنهم في حاجة إلى مزيد من الوقت للمّ شمل حكومتهم بعد اتفاق لاقتسام السلطة العام الماضي مع متمردي جنوب السودان السابقين. وقال: يجب أن نكون متفهمين قليلاً... لا أن نكون متساهلين ولكن نكون متفهمين. واتفق معه مندوب الصين لدى الأمم المتحدة وانج جوانجيا قائلاً: إن قراراً لمجلس الأمن صدر مؤخراً يأمر السودان بالسماح لفرق التخطيط التابعة للمنظمة الدولية خيّب أمل حكومة الخرطوم. وكانت الحكومة تتوقع أن تمتدح لمرونتها في المفاوضات مع متمردي دارفور، غير أنه لم توقع كل الفصائل المتمردة على هذا الاتفاق.
|