* الرياض - عبدالله الجبيري:
يأتي احتفال دول العالم بيوم البيئة العالمي يوم الاثنين 9 جمادى الأولى عام 1427هـ الموافق 5 يونيو عام 2006م، وتشارك به هيئة الأمم المتحدة التي أقرت هذا اليوم في اجتماع جمعيتها العمومية منذ حوالي 35 عاماً ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار (لا تهجروا الأراضي الجافة) خصوصاً بعد اطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على عام 2006م (السنة الدولية للصحاري والتصحر) ويهدف الاحتفال هذا العام إلى توعية الشعوب بقضية التصحر وفقدان التنوع الاحيائي حول العالم بما في ذلك القارة القطبية الجنوبية التي وصل إليها التصحر.
وبهذه المناسبة وجّه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس اللجنة الوزارية للبيئة ورئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها كلمة أوضح فيها أن قرار الأمم المتحدة باعتبار عام 2006م عام الصحاري والتصحر واختيار شعار يوم البيئة العالمي (لا تهجروا الأراضي الجافة) واختيار الجزائر - إحدى الدول العربية التي تقع في نطاق الإقليم الصحراوي - مركزاً دولياً للاحتفال بادرة طيبة للعناية بالمناطق الصحراوية القاحلة وشبه القاحلة، وتوحيد الجهود الدولية والتنسيق فيما بينها وبين الهيئات الدولية لمجابهة ظاهرة التصحر والحفاظ على الموائل البيئية الهشة التي تعتمد عليها حياة كثيرٍ من القاطنين فيها. وفي الوقت نفسه مواجهة ومعالجة الأسباب المؤدية إلى تحول هذه الأراضي الجافة إلى أراضٍ غير منتجة يهجرها سكانها مما يؤدي إلى إعاقة عجلة التنمية المستدامة.
وعلينا أن نتعاون جميعاً للتصدي لهذه الظاهرة التي تؤرق الحكومات والمنظمات الدولية، لما في ذلك من تخفيف للأعباء البيئية المتزايدة على المجتمعات المحلية والحضرية، وأيضاً الحفاظ على تراث الشعوب وثرواتها الطبيعية التي تشكل جزءاً مهماً وأساسياً في تراثها الحضاري ومن ثم المساهمة في تحقيق الأمن والسلام العالميين وأيضاً الحد من القضايا البيئية وعلى رأسها الجفاف والعواصف الترابية وزحف الرمال وانحسار خدمات النظم البيئية.
ونحن في المملكة نحمد الله أن منَّ علينا بنعمة الإسلام، تلك الشريعة الغراء التي كرست المبادئ الأساسية للحفاظ على البيئة ومكوناتها الحية منذ أكثر من 1400 عام وهي واضحة وضوح الشمس في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. كما أن الآباء والأجداد حافظوا على هذا التراث الفطري بفطرتهم وثاقب بصيرتهم. واليوم يجد المتابع لشؤون البيئة والحياة الفطرية أنها أصبحت في سلم أولويات حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تنبع من النظام الأساس للحكم الذي نص عليها في مواده الرئيسة، وترجم ذلك من خلال الخطط التنموية الخمسية المتعاقبة، ومن خلال سن وتطوير الأنظمة والتشريعات الوطنية الداعمة لجهود المحافظة، ولأن البيئة والحياة الفطرية لا تعرف الحدود السياسية ولأنها تؤثر وتتأثر بما يجري على بيئة كوكب الأرض بشكلٍ عام، فإن جهود المملكة لا تقتصر على المستوى الوطني بل تتعدى ذلك لتشمل المستويين الإقليمي والدولي من خلال انضمامها للعديد من الاتفاقيات والمعاهدات والمؤتمرات الدولية الهادفة للحفاظ على البيئة. وقد اكملت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها عدداً من الاستراتيجيات الوطنية الهادفة حيث أنهت الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على التنوع الاحيائي والاستراتيجية الوطنية للأراضي الرطبة وجميعها تصب في المحافظة على بيئة المملكة.
إن الحفاظ على البيئة وتنوعها الاحيائي الفطري النباتي والحيواني لم يكن أمراً ثانوياً أو أمراً من أمور الترف بل هو ضرورة يدركها الجميع من أجل بيئة صحية آمنة ومستقرة للبشر، تساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة. وبمقدور كل مواطن المساهمة في الحفاظ على بيئة من حوله من خلال تشجيع السلوك الإيجابي لديه والكف عن الأنشطة السلبية التي تضر به وبحق الأجيال القادمة من بعده للانتفاع والاستمتاع ببيئة متزنة وصحية.
إنني في هذه المناسبة أدعو الجميع وخصوصاً وسائل الإعلام المختلفة أن تؤدي دورها الحيوي في التوعية والتثقيف البيئي للمحافظة على بيئتنا المحلية ومن ثم بيئة كوكب الأرض بشكلٍ عام.
|