تقول أحدث الدراسات التربوية المعاصرة التي أتفق معها جداً: (يجب معاملة الطالب برفق ولين، والابتعاد بتاتاً عن استخدام العنف مهما كانت الظروف).
حقاً إن هذه الدراسة أثبتت أن ضرب المعلم للطالب سلوك غير سوي وغير حضاري، فهو أسلوب أكل عليه الدهر وشرب، وأعتقد أنه يمثل نوعاً من العجز في تجاوز الإشكالات التي تواجه المعلم خلال أدائه دوره التربوي داخل الفصل، فالملاحظ فعلاً أن ضرب المعلم للطالب يسبب له مشكلات نفسية كثيرة، منها كرهه لمادة المعلم العنيف، فيرسخ هذا الكره في مخيلة وعقلية هذا الطالب مهما طال الزمن، كما أن عملية ضرب الطالب يترتب عليها آثار سلبية كثيرة جداً وخطرة تتمثل في الهروب من المدرسة وبالتالي ضياع المستقبل لدى الطالب، كما أن ضرب المعلم لطالبه ينتج عنه بروز المشكلات النفسية التي تولد جيلاً معقداً غير نافع للمجتمع، والدليل أن بعض المعلمين توجد لديه هذه العقدة النفسية بسبب ضرب المعلمين السابقين له. قد يقول قائل: إنه يوجد هناك فئات من الطلبة تستجيب مع الأسلوب العنيف، فأقول له: صحيح قد يوجد من الطلبة من يستجيب مع الأسلوب العنيف، ولكن لماذا لا نجعل الضرب حلاً أخيراً في كل الأحوال والظروف، فلدينا السيرة النبوية الشريفة التي تعطي دروساً كثيرة غير الضرب في كيفية التعامل مع المتعلمين والأطفال، فالضرب من الأساليب التربوية الخاطئة جداً التي كانت تمارس في العقود الماضية والتي أوجدت فعلاً فجوة كبيرة جداً بين الرغبة في التعلم والإصرار على مواصلة العلم، كما أن الطالب دائماً يتخذ المدرس قدوة له ويحاول تقليده في جميع تصرفاته، فإذا كان المعلم يقوم بضرب الطلاب ويستخدم معهم العنف هنا يكون الطالب مقلداً له فيتربى على العنف، فالمعلم الناجح هو القادر على فرض احترامه وأخلاقه الطيبة على الطالب واحترامه له، فالمعلم يقوم برسالة سامية ويجب أن يعامل أبناءه الطلبة بكل أمانة وإخلاص؛ لأنه لا بدَّ أن يأتي يوم من الأيام يحل فيه هذا الطالب محل المعلم، وسوف يكون صورة مكررة من معلمه السابق، فإذا كان هذا المعلم عنيفاً ويستعمل الضرب مع طلابه سوف يقوم هذا الطالب الصغير ومعلم المستقبل بالعنف تجاه الأجيال القادمة من الطلبة وهكذا.
وفي الختام، عملية التعليم ليست معركة بين المعلم وطلابه، ولكنها تمثل عملية تفاعل بين المعلم والطالب، فكلما كان هذا المعلم متفاعلاً ومشجعاً وحاثاً الطلاب على طلب العلم وقريباً من نفسيتهم هنا بكل تأكيد تنجح هذه العملية التربوية. كما أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الرحمة واللين والعطف والألفة، كما أنه ينهى عن العنف الذي هو صلب موضوعنا هذا، ويدعو إلى التربية الإسلامية الطيبة البعيدة عن العنف.
مع تمنياتي لجميع أساتذتي المعلمين وأبنائي الطلبة بالتوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة.
|