|
|
انت في |
|
بعد أيام قليلة تنطلق مسابقة كأس العالم لكرة القدم، أو الحدث الرياضي الأهم في العالم.. وتستمر المنافسات لمدة شهر كامل تستحوذ على اهتمام غالبية سكان المعمورة حيث ستنقل المنافسات (189) دولة لدرجة أننا نستطيع تسمية فترة المونديال بشهر الكورة، هذه الفترة ستشهد مهرجانات وحدة وطنية في مختلف بلدان العالم، فمَنْ فرَّقتهم السياسة والأحزاب والتيارات والأقاليم ستجمعهم الكرة ومَنْ فرَّقهم التعصب للأندية سيجمعهم المنتخب، والمشاهدون ستجمعهم شاشة المونديال، وهي أفضل بكثير من شاشات الأسهم وشاشات الفضاء المفتوح التي تبث الجيد والرديء والسيئ جداً، وسيرتاح المشاهد في هذه الفترة من الضغط النفسي جراء متابعة أخبار الحروب والصراعات والكوارث التي ليس بمقدور المشاهد تغيير شيء منها، وسيشهد الإعلام الرياضي الداخلي (هدنة مؤقتة) قد تعيد التوازن والعقلانية لمن أغفلها طوال منافسات الموسم المحلي وستتوحَّد جهود الإعلام الرياضي لتوجيه العواطف الوطنية لمساندة المنتخب، وكالعادة سيكون للمشاهد السعودي فريق عالمي مفضَّل إضافة إلي منتخب بلاده، والجميل أن الحوارات الرياضية حول الفريق المفضَّل في كأس العالم لا تفسد للود قضية وتتم النقاشات بهدوء ورقي بين أصحاب الميول المختلفة، وهو أسلوب أتمنى أن ينتقل ويُطبق عند الحديث عن أفضل الفرق المحلية، ومن الناحية التنظيمية فإن مسؤولي الاتحادات المحلية أمام فرصة ذهبية للاستفادة من التخطيط والتنظيم والتنفيذ والنتائج العملية لهذا الحدث العالمي، وكيف لهذا المونديال المكلِّف مادياً أن يحقق أرباحاً اقتصادية ترفع معدل الناتج المحلي لاقتصاد الدولة المضيفة، فنجاح التنظيم يعني التّفوق الحضاري والتميُّز الأمني والاقتصادي، ومهمة الوفود الرسمية لا تقتصر على الحضور فقط، بل إنهم مطالبون بالتعلُّم والاستفادة وكسب الخبرات التي تعود بالفائدة على الرياضة المحلية، ومن هنا أستطيع القول بأن شهر الكورة سيكون أفضل المواسم للارتقاء بالفكر الرياضي والاستمتاع بالمنافسات الشريفة وتصفية النفوس والالتفاف حول ممثلنا في الحدث العالمي. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |