Tuesday 6th June,200612304العددالثلاثاء 10 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الريـاضيـة"

وجهة نظر وجهة نظر
(شهر الكورة) أجمل المواسم الرياضية
نزار العلولا

بعد أيام قليلة تنطلق مسابقة كأس العالم لكرة القدم، أو الحدث الرياضي الأهم في العالم.. وتستمر المنافسات لمدة شهر كامل تستحوذ على اهتمام غالبية سكان المعمورة حيث ستنقل المنافسات (189) دولة لدرجة أننا نستطيع تسمية فترة المونديال بشهر الكورة، هذه الفترة ستشهد مهرجانات وحدة وطنية في مختلف بلدان العالم، فمَنْ فرَّقتهم السياسة والأحزاب والتيارات والأقاليم ستجمعهم الكرة ومَنْ فرَّقهم التعصب للأندية سيجمعهم المنتخب، والمشاهدون ستجمعهم شاشة المونديال، وهي أفضل بكثير من شاشات الأسهم وشاشات الفضاء المفتوح التي تبث الجيد والرديء والسيئ جداً، وسيرتاح المشاهد في هذه الفترة من الضغط النفسي جراء متابعة أخبار الحروب والصراعات والكوارث التي ليس بمقدور المشاهد تغيير شيء منها، وسيشهد الإعلام الرياضي الداخلي (هدنة مؤقتة) قد تعيد التوازن والعقلانية لمن أغفلها طوال منافسات الموسم المحلي وستتوحَّد جهود الإعلام الرياضي لتوجيه العواطف الوطنية لمساندة المنتخب، وكالعادة سيكون للمشاهد السعودي فريق عالمي مفضَّل إضافة إلي منتخب بلاده، والجميل أن الحوارات الرياضية حول الفريق المفضَّل في كأس العالم لا تفسد للود قضية وتتم النقاشات بهدوء ورقي بين أصحاب الميول المختلفة، وهو أسلوب أتمنى أن ينتقل ويُطبق عند الحديث عن أفضل الفرق المحلية، ومن الناحية التنظيمية فإن مسؤولي الاتحادات المحلية أمام فرصة ذهبية للاستفادة من التخطيط والتنظيم والتنفيذ والنتائج العملية لهذا الحدث العالمي، وكيف لهذا المونديال المكلِّف مادياً أن يحقق أرباحاً اقتصادية ترفع معدل الناتج المحلي لاقتصاد الدولة المضيفة، فنجاح التنظيم يعني التّفوق الحضاري والتميُّز الأمني والاقتصادي، ومهمة الوفود الرسمية لا تقتصر على الحضور فقط، بل إنهم مطالبون بالتعلُّم والاستفادة وكسب الخبرات التي تعود بالفائدة على الرياضة المحلية، ومن هنا أستطيع القول بأن شهر الكورة سيكون أفضل المواسم للارتقاء بالفكر الرياضي والاستمتاع بالمنافسات الشريفة وتصفية النفوس والالتفاف حول ممثلنا في الحدث العالمي.
وحيث إن هذه الفترة ستشهد تقارباً اجتماعياً وأسرياً أمام شاشات المونديال، فإنها فرصة ذهبية لأولياء الأمور للاستماع أكثر والجلوس لوقت أطول مع الأبناء وتوجيههم في جوٍ ترفيهي مريح.
بين الشوطين تضيع أثمن الدقائق
الملاحظ على الحملات الإعلامية التوعوية التي تقوم بها أجهزة الدولة ذات العلاقة مثل حملة (يكفي) المرورية وغيرها أنها موجهة بشكل أكبر للشباب، حيث إن هذه الفئة السنية معرَّضة أكثر من غيرها لهذه الأخطار، وحيث إن نجاح الحملة الإعلامية مرهون بوصول الرسالة إلى الجمهور المستهدف، فإن الجمهور الرياضي الذي يمثِّل الشباب غالبيته يمثِّل الهدف النموذجي لحملات التوعية حيث تُقام أكثر من مائة مباراة في الموسم الواحد ويصل عدد الشباب في المباريات الجماهيرية إلى عشرات الآلاف، ولو أُعدت دراسة علمية للاستفادة من هذه التجمعات الشبابية وخُطط لها بشكل مناسب ومنظم وصُمم لها رسائل مناسبة ومبتكرة لبثها بين الشوطين لحققت هذه الحملات التوعوية نتائج أفضل بكثير من وضعها الحالي الرتيب، فالعبارات التي تظهر على شاشة الملعب غير كافية، ولو استبدلت على سبيل المثال بمقاطع مصوَّرة لحوادث مرورية ومقاطع أخرى للآثار الصحية المدمرة للتدخين والمخدرات لكان تأثيرها أكبر ونتائجها الإيجابية أفضل، مع ضرورة إشراك نجوم الرياضة في تقديم هذه الحملات لأنهم سيشكِّلون عنصر جذب رئيسياً لدى الجماهير الرياضية وستظل الرسالة في الذاكرة لمدة أطول. وسواءً طبق هذا الاقتراح أو غيره فإنه حتى الآن تظل الدقائق بين الشوطين هي أثمن الفرص وأغلى الأوقات الضائعة التي لم يستغلها بالشكل المناسب سوى شركات الإعلانات التجارية!!
خاتمة:
نشرت جريدة الشرق الأوسط على صفحتها الأولى خبراً عن نقل مباريات المنتخب السعودي في المونديال على شاشات عملاقة في مدينتي جدة والدمام، وكانت جريدة (الجزيرة) أول من طرح هذه الفكرة بتاريخ 10-3-1427هـ، ونتمنى أن يشمل هذا الإجراء بقية المدن الكبرى، وبخاصة مدينة الرياض لما في ذلك من إيجابيات كثيرة ذكرتها (الجزيرة) في حينها.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved