|
|
انت في |
|
بعد ساعات معدودة ومحدودة تنطلق أكبر تظاهرة عالمية رياضية بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تلي في الأهمية دورة الألعاب الأولمبية وللمحافظة على مكانة وقوة التظاهرتين تم جدولة موعد إقامتهما كل عامين.. والعالم على مشارف انطلاق البطولة الكروية التي ملأت فضاء الكرة الأرضية.. وشغلت قراء الصفحات الرياضية.. وسلبت ذوي الألباب بالإعجاب.. وأضحت همّ المتابعين ومحطّ اهتماماتهم.. لما لا تستحوذ على كل ذلك وهي بطولة (المليارات) وتضمّ أحسن المنتخبات إلى أن ما يشوه الوجه الجميل لبطولة 2006م البحث الجاد من الاتحاد الدولي لكرة القدم ال(فيفا) إلى الكسب المادي البحت وفي صورة قبيحة لقتل شعبية كرة القدم في دول العالم وبالذات 80% من الشعوب الفقيرة التي تبحث عن مشاهدة كرة القدم لتعوض بهذه المشاهدة ما تفتقده من كساء وغذاء!! ولتتساوى مع الأغنياء على أقل الأحوال في مشاهدة مباريات كرة القدم. إن حديث السيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي أو (إمبراطورية المال الكروية!!) الذي دافع فيه عن سياسة الاستفادة من الآفاق التجارية لنهائيات مونديال ألمانيا 2006م. وما واجهه ال(فيفا) من انتقادات شديدة من السيد فرانتس بكنباور رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم بخصوص المتاجرة الزائدة لبطولات كأس العالم الذي طالب مسؤولي ال(فيفا) بإصلاحات جذرية تحدّ من توسع هذه الظاهرة الخطيرة على شعبية كرة القدم!! بيد أن السويسري جوزيه بلاتر وعبر صحيفة (تاغيشيغل) الألمانية اعتبر أن الأمر لا يتعلق بالمتاجرة بكرة القدم وإنما هي شراكة تجارية (كروية تلفزيونية) يستفيد منها جميع الأطراف. مضيفاً أن الخطة التجارية الرياضية تسمح لنا بالارتقاء إلى مستوى مسؤوليتنا نحو المجتمع أيضاً. إذ ستتمكن كرة القدم من تأمين المساعدة إلى جمعيات الشباب وإلى الدول النامية بالإضافة إلى مشروعات أخرى تتعلق بالأطفال الذين يعانون اجتماعياً. وهذا الكلام المنمق والجميل من بلاتر يستحق التصفيق والثناء إلى أن واقع الاحتكار التلفزيوني لمشاهدة مباريات المونديال ضد الأطفال الذين يعانون اجتماعياً!! أو كما يقال أسمع كلامك يعجبني.. أشوف أفعالك أتعجب!! لكون الاتحاد الدولي يملك بدائل عديدة ومصادر كثيرة لاستثمار البطولة بعوائد مادية مجزية خلاف النقل الحصري التام مثل التنافس على السلع والماركات الرياضية وصراعاتها المختلفة في هذا المحفل الإعلامي المهم لهدف زيادة المداخيل المشتركة، كما أن السوق الإعلاني المتمثل بالشركات والمؤسسات الراعية الرسمية ووكالات الإعلان والاتصالات. وحقوق بيع الصور.. وكل هذه الموارد تدر على الاتحاد الدولي المليارات ليس بالدولار!! وإنما باليورو!! فهل يعمل خبراء الفيفا على الاهتمام بنشر لعبة كرة القدم بين أوساط الأطفال الفقراء في العالم الذين هم سلالة لاعبي كرة القدم الحاليين من خلال التنازل عن بعض حقوق النقل التلفزيوني من خلال هذه البطولة حيث سيتقاضى ال(فيفا) 1.2 مليار يورو من إجمالي مداخيل ربما تصل إلى أضعاف هذا الرقم.. هذا ما يأمله كل عاشق لكرة القدم وكل من يرغب في استمرارية شعبيتها على مستوى العالم أجمع. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |