طرحت على نفسي سؤالاً: هل كل ما أطرحه أنا وغيري في مجال الرياضة من ملاحظات وآراء وأفكار وأحاسيس هل تحقق التأثير والقبول من قبل القراء..؟!
أو الرفض؟!.. إذا فكر كل صاحب رأي بهذا الأسلوب، معنى ذلك أن عليه أن يتتبع جميع القراء ليعرف من الذي يقرأ له.. وأين وكيف يكون وقعها في نفس المتلقي، وهل تكون سلاماً له.. أو حرباً عليه..؟ وهل تفتح له أبواباً أم تسد عليه أبواباً.. أتفرحه أم تغيظه..؟ وهل يبارك أم يقذف فيها في سلة القمامة؟ ويلعنني.. وبالطبع هذا الأسلوب من عاشر المستحيلات، ولا أتصور لأي صاحب رأي يستطيع أن يعرف بالقدر المناسب والكافي مدى تقبل آرائه أو رفضها من قبل المتلقين.. وكل مسؤوليته ودوره المطلوب منه ككاتب أن يكون مثل المزارع في حقله عليه أن يزرع وليس عليه أن يعرف أين تذهب كل حبة أو غرسة من زرعه أو ثمارها.. من سيأكلها ليعيش ومن سيأكلها فيموت.. ولكن مسؤولية المزارع التي يحاسب عليها أن يزرع زرعاً صالحاً وبكل أمانة وضمير وفهم وألا يضع بذوره إلا بعد أن ينقيها من كل حبة سيئة أو دخيلة ويراعي أن تكون اليد.. والتربة غير ملوثة بالسموم.. ويحمل قلباً يراعي الخير والبركة.. لنفسه وللناس.. وأن يتمتع بضمير لا يقصد الأذية لأي مخلوق، وكما نطلب نحن عندما نأكل زرع الغير نتوقع منه أنه يراعي الأمانة والحرص والفهم والمسؤولية، وهذا ما يحتاجه كل إنسان لنفسه ولكافة الناس في كل أمور حياتهم وعملهم ومسؤولياتهم؛ ولذلك على كل صاحب رأي ألا يستخف بالقارئ الذي أصبح اليوم يشاركه في مستوى الفهم والمعرفة ولا يتقبل غير الرأي المدعم بالأدلة والفهم والأمانة والخبرة.
وهذا هو الأسلوب الأمثل لإيصال كل الآراء التي يطرحها الكتاب إلى المتلقين.. ثم بعد ذلك يقرأها من يقرأها.. ويقبلها من يقبلها.. ويرفضها من يرفضها، وبالطبع سوف يعتمد في ذلك على حاجة المتلقي ومصلحته وناديه ولاعبه المفضل وثقافته.. فإذا كان واقعياً ومثالياً أن يضع الآراء في الميزان العادل ليقيمها من خلال مصدرها ومستوى الفهم والأمانة والعدل والخبرة التي يتمتع بها صاحب الرأي ثم له بعد ذلك الحق في القبول أو الرفض الإعجاب أو السخرية منها، أو قذفها في سلة المهملات.
الخبير الرياضي
|