يعتبر الخلع الخلقي لمفصل الفخذ عند الأطفال ومسماه الحديث (عجز نشوء مفصل الفخذ) من الأمراض التي يكون علاجها سهلاً ميسوراً في حالة اكتشافها مبكراً، وعلى العكس من ذلك يكون العلاج صعباً وشاقاً للطفل، وكذلك للطبيب المعالج والأبوين في حالة إهمال الحالة وعدم اكتشافها إلا في المراحل المتأخرة أو عند بدء الطفل في المشي فعلاً، وفي هذه الحالة يكون العلاج جراحياً وتطول فترة مكوث الطفل في الجبس لشهور؛ لذا فإن الاكتشاف المبكر لمثل هذه الحالات وخصوصاً عقب الولادة مباشرة أو في الأيام الأولى لحياة الطفل هو المفتاح الذهبي لشفاء مثل هذه الحالات، وتأتي التسمية الجديدة للمرض وهو عجز نشوء مفصل الفخذ، وذلك عقب ما حدث من تطور في فهم طبيعة المرض وكيفية حدوثه وإنه ناتج من عدم تكون مفصل الفخذ بصورة طبيعية وبخاصة الجزء المسمى بالحق الحرقفي، ويكثر هذا المرض في الأطفال الإناث خاصة حيث تمثل 85% من الحالات وبخاصة مفصل الفخذ الأيسر الذي يمثل حوالي 67% من الحالات. ومن العوامل المساعدة على حدوث المرض كون المريض هو الطفل الأول، وذلك لأن قوة عضلات بطن الأم في الحمل الأول لا تعطي مساحة كافية للجنين للحركة وتكون المفصل بصورة كاملة كذلك للأطفال الذين تتم ولادتهم بالمقعدة، وكذلك الأطفال لأمهات أصبن بهذا المرض.
ومما يساعد على تطور المرض بعد الولادة وعدم شعور الأبوين به، عادة وضع الأطفال حديثي الولادة فيما يسمى بالمهاد إذ إن ضم الفخذين بالصورة التي تتم في المهاد مع ربط حبل حول الفخذين يؤدي إلى تفاقم المرض وضمور مفصل الفخذ بصورة سريعة إذ إن الحل الأمثل لتلك الحالات في بدايتها هو إبعاد فخذي الطفل عن بعضهما وليس العكس وهذا ما تؤديه الحفاضات الحديثة بصورة تلقائية وفي حالة اكتشاف المرض يوضع الطفل في جهاز خاص بإبعاد الفخذين بزاوية معينة بافليك هارنس (Pavlic Harness) ويجب البدء استعماله قبل بلوغ الطفل سن 6 شهور، وكلما بدأ استعماله مبكراً وتمت متابعة الطفل جيداً من طبيبه المعالج كانت النتائج مذهلة، وكان الشفاء بإذن الله، أما في حالة إهمال الحالة وعدم تشخيصها مبكراً فيكون الحل الجراحي هو البديل الوحيد لمثل هذه الحالات وذلك بشق عظام الحوض وتنظيف لاحق الحرقفي وعمل تضييق لمحفظة المفصل وتحديد الأوتار المحيطة بالمفصل بمفصل الفخذ، وأحياناً يتطلب الأمر عمل شق بعظام الفخذ أيضاً لإمكان إرجاع المفصل لطبيعته الأصلية.
ويقع عبء تشخيص هذه الحالات مبكراً على طبيب الأطفال الذي يفحص المولود عقب الولادة مباشرة وعند الشك يجب استشارة طبيب العظام المتخصص وعمل الأشعة اللازمة. وعن دور الأبوين في متابعة ولديهما، يجب على الأم والأب أن يلاحظا حركة ولديهما خصوصاً إذا كان هناك صوت طرقعة بمفصل الفخذ، وذلك قد تلاحظه الأم عند قيامها بتغيير ملابس الطفل أو ملاحظة وجود فرق في الطول بين الجهتين أو زيادة التعرجات الجلدية بأحد الطرفين عن الآخر مع الأخذ في الحسبان أن هناك بعض الحالات تعاني من المرض على الجهتين وتلك الحالات يكون تشخيصها شديد الصعوبة وتحتاج إلى عين خبيرة لاكتشافها في الوقت المناسب.
د. عماد عبداللطيف أخصائي جراحة العظام- مركز الورود الطبي |