الشنان من مرعى للغنم والإبل إلى محافظة

كانت الشنان قبل أربعين عاماً مرعى للغنم والإبل وموقعا للصيد إلى أن قيض الله لها رجلا رشيدا حكمه، ذلك هو الشيخ حجي بن جردان الغريري الشمري الذي تقدم في عام 1382هـ إلى سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد رحمه الله أمير حائل آنذاك بطلب الشنان له ولجماعته فمنحه إياه وقام بتوزيعها على جماعته وقاموا بحفر الآبار وإحياء الأرض، فكانت هجرة ثم قرية فأصبحت تسابق الزمن حتى صنفت محافظة خلال سنوات قليلة قياسا بمحافظات المملكة الأخرى، وذلك بفضل الله ثم موقعها الحيوي وتعداد سكانها.. فهي تقع شرق مدينة حائل وتبعد عنها 75 كم وعن مدينة بريدة غربا 160كم على الطريق السريع.
ويسكن المحافظة نفسها حوالي 10000 نسمة فضلا عن القرى والهجر التي تتبعها، ويعمل أهلها بالزراعة والتجارة وتربية المواشي، وتشتهر بالنخيل والأشجار والفاكهة والحبوب، ويقوم أبناؤها بخدمة وطنهم في قطاع الدولة. فقد أنجبت شباباً مخلصين لدينهم ووطنهم بولاء يتدفق لولاة أمرهم.
فمنهم من يرابط على حدود وطنه ومنهم من يحافظ على أمن وراحة المواطنين ومنهم من يرسم الابتسامة على شفاه المرضى ليخفف آلامهم ومنهم المربي للعادات والأخلاق الفاضلة وزرع العقيدة الإسلامية في نفوس المتعلمين وحب الوطن والولاء لولي الأمر، ومنهم الموظف المخلص لعمله وخدمة مجتمعه.
وبالمحافظة مقر الإمارة ويتبعها عدد من المراكز وأعداد كثيرة من الهجر والقرى، ومركز لشرطة المحافظة ويتبعه أعداد كثيرة من المراكز والمخافر في القرى والهجر، ومركز للإشراف التربوي يشرف على مدارس المحافظة وقراها وهجرها، ومدرستان ابتدائيتان للبنين ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم للبنين ومتوسطة وثانوية للبنين ومدرسة ابتدائية للبنات ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم للبنات ومتوسط وثانوية للبنات، يتلقى البنين والبنات تعليمهم بها، وفرع للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يشرف على مساجد المحافظة والقرى والهجر التابعة لها، وجمعية خيرية تخدم المحافظة والقرى والهجر المجاورة لها، وفرع للزراعة والمياه ومجمع قروي يخدم المحافظة والقرى والهجر والدفاع المدني ومستوصف، بالإضافة إلى مستشفى يوشك على الانتهاء يتسع لـ150 سريراً، وبنك للراجحي يقوم بخدمة المواطنين والمقيمين.
وتحظى المحافظة باهتمام ومتابعة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة حائل ومن سمو نائبه لتلبية رغبات أهلها وإسعاد مواطنيها ونقل آمالهم وآلامهم للقيادة الرشيدة شأنها شأن بقية محافظات الوطن.
وها هي اليوم تسعد بالزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولسان حال أهلها جميعا: (أهلا بملك القلوب) راعياً لمسيرتنا وبانيا لنهضتنا.. فمرحبا نقولها لمن جاء متفقدا لاحتياجات أبنائه في منطقة حائل، مجددين الولاء والطاعة، وأن يحفظ الله وطننا من كيد الكائدين.. إنه سميع مجيب.