بين قولين
التقلّبات
عبدالحفيظ الشمري

التقلبات في حياتنا اليومية واردة، وظروفها متزايدة، بل باتت مألوفة في سياق علاقتنا بالآخرين، مهما كانت درجات علاقتنا بهم، وبما تسجِّله الرؤية العامة والخاصة عن أصل هذا التجاذب الوجداني بين النفوس، فيما بات يعرف بتنافس المشاعر.
فتنامي هذه المشاعر بين الناس بات يولِّد هذه التقلّبات الوجدانية، في المواقف والرؤى والقرارات، لتطالع في كل لحظة موقفاً يعارض ما قيل، أو رأياً يخالف ما اتفق عليه حتى وإن كان قبل برهة من الزمن.
التقلّبات (النفسية) باتت سمة حياتنا، وزاد عالمنا المتحوّل دائماً نحو مظان التغيّر، ودوامات الحسابات والحدسيات، وخلط الأوراق. إلا أن هذه التقلّبات لا يمكن حصرها في الجانب النفسي لشخص ما، إنما تقلّبات الأجواء هي المثال الحقيقي لما يدور في عالمنا اليوم، فحينما نصبح في كل لحظة بأجواء تختلف عما سواها، ندرك أننا أمام معضلة فهم جديد للحياة بوصفها حقائق من الأجدى أن نتعايش معها وفق رؤية حقيقية، لا تتبدل أو تتقلَّب.
أقوى هذه الأنواع هي تقلّبات المزاج.. ذلك أن معظم البشر لا يستطيعون التعايش مع نزوات الإنسان المزاجي، وتقلباته المؤذية أحياناً، فقد يغيب الواقع أو يغيّب في ظل هذه الإرهاصات اللاعجة لمثل هذه العلاقات.
تقلّبات الأمزجة، واضطراب المشاعر جاءت بكامل حضورها ووضوحها في تداعيات هجمة الأسهم أخيراً،.. تلك التي أبانت لنا بلا مواربة موقفاً أشد وضوحاً لحالة هذه التقلّبات النفسية التي باتت مألوفة في حياتنا اليومية، بل تحدّد وجه العلاقة بيننا وبين الآخرين على هذا النحو المضطرب.