Monday 19th June,200612317العددالأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

فيتامين هـ 14 علاج الداء 61 فيتامين هـ 14 علاج الداء 61
محمد بن ناصر الأسمري

قبل أكثر من ثلاثة عقود ظهرت في الغرب بحوث طبية - صيدلية عن اكتشاف دواء أطلق عليه فيتامين هـ 14، وقد قيل عنه إنه مفيد لعلاج الهرم والخرف وإعادة الشباب؟؟ لكن واقع الأمر لم يخرج عن هرطقة تلاشت مع الأيام وربما خسرت الشركات التي صنعت ذلك الدواء. وفيما يبدو أن أكثر الشعوب ولعاً بالحصول والاستخدام لما يقوي الباءة وعودة الشيخ إلي صباه؛ الشعوب المسلمة والعربية علي وجه الخصوص، ولذا يكثر الدجالون في الشرق والغرب في تخريج أدوية لا نفع فيها ولا فائدة وإنما هي قائمة على الإيحاء النفسي بالأمصال والكبسولات والرقية. ولعل آخر المشعوذين المهووس الذي انشأ فضائية يرقى فيها الناس؟؟؟ مع أن وزارات الصحة قد منعت إعلاناته الكاذبة.
ولا شك أن الطب من أرفع المهن بعد المعلمين - المعلمات. ولذا قرن تكريم المعلم - الطبيب أنثى أو ذكر بالإخلاص في الأداء المهني. (إن المعلم والطبيب لا يخلصان إذا لم يكرما) وتبذل الأمم والحكومات المدنية غاية جهودها لتخريج الأطباء في مختلف التخصصات. وقد كان لبلادنا عمل صالح في ابتعاث دفعات من الطلاب لدراسة الطب بمختلف تخصصات البشرية في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، قبل إنشاء كليات الطب في جامعات الوطن. ونحمد الله أن غالبية القيادات من الطبيبات والأطباء في مشافينا الحكومية والأهلية هم أوائل من تم الاستثمار فيهم للوطن، وهم جديرون بالثقة والاحترام.
هذه المقدمة قادني إليها ما نشر في الساحات الظلامية من نسبة بيان موقع من 14 أستاذا سعوديا في كلية الطب بجامعة الملك سعود من معارضتهم القيام بالتشريح والاكتفاء بإحضار دمى بلاستيكية بتبرير سخيف أن الطالب - الطبيب ليس بالضرورة أن يتعلم عن الأمراض أثناء الدراسة إذ يمكن الإفادة من الممارسة بعد التخرج أثناء الممارسة والملازمة؟؟ وكان من الهرطقة التي لا تليق بأي آدمي أوتي من العلم والوعي ناهيكم عن أساتذة في كليات الطب يعلمون ويعالجون وقد يبحثون أكاديميا وسريرا، ما طالب به هؤلاء الأطباء من منع تواجد النساء والرجال في غرف العلميات وغرف التعقيم وقاعات الدرس والتشريح والتحنيط والمعامل الطبيبة، وبلغ الهزء من المنطق أن طالبوا بمنع الطبيب من الكشف والعلاج للمريضة؟؟؟ وكذا الطبيبة من الكشف أو العلاج للمريض، والجميل أنهم لم يحددوا عمرا للمريضات والمرضى.
لقد كان أمرا مذهلا بل مخجلا أن يخرج مثل هذا البيان منسوبا إلي حفنة قليلة العدد والأثر والتأثير بحمد الله، ولا أعلم كيف تعلموا الطب وأغلبهم من خريجي جامعات الغرب ومارسوا مهنتهم سنين طويلة ولم يجرفهم مثل هذه اللوثة الفكرية، وربما يصل الأمر إلي عدم الثقة في تركهم في علاج المرضى نساء أو رجالا ما داموا بمثل هذه الشوفينية والعصاب الذهني والانفصام النفسي الذي سيكون خطرا علي حياة المرضى عندما ينظر أحدهم في حالات مرضية لنساء أو زميلات لهن في العلم والمهنة.
لم يطل بي الاستمرار في الحلم المزعج، فقد وجدت 61 رجلا قد وقعوا بيانا (طعانا، لعانا، فاحشا بذيئا بل قاذفا) لنخب فكرية وشخصيات في الحكم واسمين الكل بالعصابة التي تسعى لتدمير الوطن وغيرها من العبارات الهزيلة التي ربما توافقت الحالة الذهنية والعمرية لغالبية الموقعين مع بحوث الأطباء الـ14 وفيتامين هـ 14
غالب الأشخاص الـ61 هم موظفون سابقون انتهت بقوة النظام مدة علمهم بالحكومة بل بعضهم شغل منصب نائب وزير وبعضهم انتهت صلاحيتهم للبقاء في حقل التعليم الجامعي لأسباب كان لا بد منها لتخليص الطلاب والطالبات من فكرهم المتطرف الإقصائي للمجتمع وأعرافه والنظر إليها أنها أعمال شرك كالصلح القبلي وغيره مما توافق عليه المجتمع كعرف اجتماعي يسعى بالخير والصلح.
وهنالك نغمة داعية سابق بالمنطقة ولا أعلم إلى ماذا كان الداعون السابقون يدعون إليه.
في ظني أن فقدان العمل والوجاهة والبرستيج الوظيفي والمكاسب المادية من جمع الأموال باسم الأعمال الخيرية قد كانت القشة التي قصمت ظهر البعران، وهنا فقد كان الأمل في وجود علاج ضد هذا المرض النفسي، وكان (هـ 14) مصلاً خرج من بحوث 14 أستاذاً للطب وجدوا ما سبق أن درسوه ودرسوه للطالبات والطلاب رجسا من عمل الشيطان وأرادوا الخروج بما يخرب ما بناه العلم والعالم من بحوث وتقنيات وأدوية ومعدات، ولا أعلم ماذا سيكون حال أطباء التوليد منهم هل سيعلمون بمناظير محجبة لا ترى الأعضاء التناسلية للمريضة النفساء، ولا كيف سيتم الكشف على أورام الثدي والحنجرة والأنف والأذن ومناظير الرحم والقولون وكشط الرحم وأمراض البروستاتا للرجال والناسور والخصى وعمليات فتح القلب وجراحات العيون المذكرة والمؤنثة؟؟؟ أليس هذا الذي قال به المهووسون من الفريقين داء 61 والدواء هـ 14 أمرا معيبا أن يخرج من كلية الطب؟؟ ومن أناس وصفوا أنفسهم بالسابقين في الأعمال الحكومية والتعليمية وكانوا شركاء مرؤوسين ورؤساء للعصابة التي قالوا عنها من بنات وأبناء الوطن من كل الأركان، ولم يجدوا أي حرج بالقول بالإفك الذي قالوا به بعد خروجهم من الأعمال.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved