ظهرت نتائج اختبارات الثانوية العامة للبنين والبنات، وكالعادة جاءت النسب عالية لتظهر تفوق المستوى التعليمي في المملكة ومرونة أنظمة اختبارات الفصول الدراسية التي تجري في المدارس، بل وحتى اختبار نهاية العام يعد مناسباً قياساً بما كانت عليه اختبارات العقود الماضية، ولهذا فإن امتحانات الثانوية العامة لم تعد مشكلة بحد ذاتها، بل أصبح الإشكال هو تحقيق النسب بحيث أصبح معدل (جيدجداً) وهو معدل عالٍ في الدول الأخرى، يشكل إحباطاً للطلبة والطالبات ولأسرهم، فالجميع يسعى لتحقيق معدل (ممتاز) ونسبة تزيد على الـ90% وهذه النسب بقدر ماهي جيدة ومفرحة، إلا أنها لا تساعد الطلبة جميعاً على الحصول على مقاعد جامعية، فالفرص متاحة لأصحاب النسب التي تتجاوز الـ 90%، بل إن بعض التخصصات لايجد أصحاب هذه النسب حظوظاً في تلبية رغباتهم.
ورغم أن وزارة التعليم العالي أوجدت نظاماً مسانداً للاختبارات للحد من (كرم) بعض المدارس في منح درجات إضافية لطلبتها في اختبارات الفصول، فاستحدثت نظام (قياس القدرات) وإدخال نسبته مع نسبة النتيجة النهائية للثانوية العامة ضمن معادلة تحقق وإلى حد ما توازناً وتكشف قدرات الطالب العلمية والثقافية. وبعض الجامعات تجري اختبارات ومقابلات شخصية لتضيف نتيجة ذلك إلى نسب نتيجة الثانوية العامة، ونتيجة قياس القدرات، وتقسم تلك النسب للحصول على نسبة مركبة تحدد وإلى حد كبير مستوى الطالب والطالبة.
كل هذه الطرق والأساليب التي لجأت إليها وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية والكليات العسكرية من أجل منح فرص متكافئة لجميع الطلبة، لم تساعد في استيعاب جميع الطلبة خريجي الثانوية العامة، نظراً لكثرة الخريجين من الطلبة والطالبات ولمحدودية المقاعد الجامعية. ولهذا فقد تكرم خادم الحرمين الشريفين ووجَّه بفتح باب الابتعاث للخارج على حساب الدولة والذي سيستفيد منه آلاف الطلبة.
المكرمة الملكية التي جاءت في وقتها قوبلت بتقدير وشكر من أسر الطلبة إلا أن المواطنين يتمنون أن تشمل المكرمة الملكية ويضاف إليها الابتعاث الداخلي، فقد شهدت المملكة في الأعوام الأخيرة ولله الحمد افتتاح العديد من الجامعات والكليات الأهلية ذات المستوى الأكاديمي العالي والمتقدم لاعتماد هذه الجامعات مناهج وبرامج أكاديمية عالية ذات جدوى متميزة من خلال تعاون أكاديمي مع أرقى الجامعات العالمية، ولهذا فإن انتهاج أسلوب للابتعاث الداخلي للجامعات الأهلية يحقق أهدافاً عدة منها:
1- إتاحة الفرصة لأبنائنا لمواصلة تحصيلهم الجامعي.
2- دعم هذه الجامعات التي رغم حداثتها فإنها تتمتع بمستوى أكاديمي مرتفع وسمعة جيدة، كجامعة الأمير سلطان في الرياض وكلية اليمامة بالرياض، وكلية عفت بالرياض وجامعة الأمير محمد بن فهد في الشرقية وجامعة الأمير فهد بن سلطان بتبوك وغيرها من المناطق. ولمعرفتي الشخصية واطلاعي على مناهج وأقسام جامعة الأمير سلطان الأهلية في الرياض من خلال الإنترنت، لابد من التنويه والتعريف بهذه الجامعة التي أصبحت الآن من أرقى الجامعات السعودية والعربية فمناهجها ونظم تدريسها المتطابق مع أنظمة جامعة اكسفورد العريقة يجعلها لا تقل مستوى عن الجامعات التي سيبعث لها طلبتنا في الخارج إن لم تفقها، كما أن وجود الطلبة في وطنهم وبين أهليهم يُسقط هاجساً كبيراً وقلقاً دائماً على أبنائنا وبخاصة وأنهم في مقتبل أعمارهم وهو الدافع الثالث لإطلاق الابتعاث الداخلي.
|