Monday 19th June,200612317العددالأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

مستعجل مستعجل
خادم الحرمين.. كلُّنا سمعاً وطاعة..
عبد الرحمن بن سعد السماري

** هي بالفعل.. مشكلة كبرى.. عانينا منها في الفترة الأخيرة كثيراً.. عندما يسوقها بعض الجهلة أو بعض بسطاء التفكير.. وهي مصطلحات تصنيف الناس.. فهذا علماني.. وهذا ليبرالي وهذا إسلامي.. وهذا غير إسلامي.. وهذا متقلِّب ينتمي إلى الفكر الفلاني.. وهذا محسوب على التيار الفلاني.. وهذا متقلِّب بين التيارات.. وهذا نصفه كذا ونصفه كذا.
** هي عبارات وتصنيفات.. تم توزيعها على الناس هكذا.. حتى الجهلة والبسطاء ومن ليس لديه قدرة حتى على التفكير.. صُنِّف وصار محسوباً على هذا أو ذاك.. ووجد نفسه في قائمة التصنيفات.. تلك التصنيفات غير المبنية سوى على الجهل وبساطة وضحالة التفكير وسوء تقدير الأمور.
** لقد صرنا نقرأ هذه العبارات.. وهذه المصطلحات غير المقبولة في صحافتنا.. بل صارت جزءاً من ثقافة بعض الكتَّاب وصار يطلقها دون أن يعي معناها أو أبعادها أو خطورتها..
** هذه المسميات.. وهذه المصطلحات.. وهذه العبارات.. لها أبعاد لا تتفق ولا تلتقي.. لا مع واقعنا الفعلي.. ولا مع طيبة مجتمع مسلم متماسك ملتزم متكاتف متعاضد متعاون متحاب.. تجمعه روابط ووشائج لا تجمع غيره في أي مجتمع آخر.
** هذه الروابط.. وهذه الوشائج.. وهذه العلائق التي صنعتها السنين.. وصنعتها.. المحبة والألفة تحت راية الإسلام.. لا شك أنه يسيء لها.. أن يأتي إنسان بسيط التفكير.. بسيط القدرات.. ضعيف العقل.. ويصنِّف الناس.. ويرمي الناس بهذه التهم فيقول.. هذا إسلامي متشنِّج.. أو إسلامي متطرِّف أو يمارس الإقصاء.. أو هذا علماني أو ليبرالي.. أو ما شاكل ذلك من العبارات والمصطلحات التي لا تليق أبداً.
** لقد تأثر كل الكتَّاب والصحفيين والمثقفين والأدباء.. بتلك الكلمة التاريخية.. التي ألقاها سيِّدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في منطقة القصيم.. إبان تفقده حفظه الله لهذه المنطقة العزيزة الغالية.. ووسط حشد كبير من أهالي القصيم.. عندما تحدث أيَّده الله.. عن تلك التصنيفات.. وهذه العبارات.. وهذه المصطلحات الغريبة الدخيلة على مجتمعنا.. والتي تهدف إلى محاولة تصوير المجتمع بأنه فئات متنافرة أو متناحرة.. أو أنه يعاني من هذه التقسيمات.. وهذا بالطبع.. غير وارد.. وغير صحيح.. وفيه تجنٍ وظلم للمجتمع.. وفيه تزوير على حقيقة المجتمع.. الذي لا يعرف مثل هذه الأمور على الإطلاق.
** دعوني أعيد نقل كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيَّده الله.. حول هذا الشأن بالنص.. فهي كلمات صادقة.. صادرة من القلب.. يجب أن نعيد قراءتها أكثر من مرة.. ويجب أن نلتزم بهذا التوجيه الأبوي.
** يقول سيِّدي خادم الحرمين الشريفين في هذه الكلمة التاريخية:
** (سبق لي.. أن قلت.. وأكرِّر أمامكم الآن.. أن هناك أمرين لا يمكن التساهل فيهما.. وهما.. شريعتنا الإسلامية.. ووحدة هذا الوطن.. وأصارحكم القول.. إنني أرى.. أنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة.. ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية.. أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نيَّة.. بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان.. فهذا علماني.. وهذا ليبرالي.. وهذا منافق.. وهذا إسلامي متطرِّف.. وغيرها من التسميات.. والحقيقة.. هي أن الجميع.. مخلصون إن شاء الله لا نشك في عقيدة أحد.. أو.. وطنيته.. حتى يثبت بالدليل القاطع.. أن هناك ما يدعو للشك لا سمح الله.
** إنني أطلب من المواطنين كافة.. وطلبة العلم والصحفيين والكتَّاب خاصة.. أن يترفعوا عن هذه الممارسات.. وأن يتذكَّروا قوله عزَّ وجلَّ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (11) سورة الحجرات.
** إخواني.. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال لأخيه يا كافر.. فقد باء بها أحدهما)..
** هذه الكلمات الرائعة الصادقة من الوالد القائد.. هي تعكس الواقع بالفعل.. وتنقل توجيهاً أبوياً حانياً.. إلى كل المنتمين للحقل الإعلامي والمتعاطين معه.. كتابة أو أي مشاركة كانت.. بترك هذه التصنيفات الشاذة الغريبة المستنكرة على مجتمعنا فهذه التصنيفات فوق أنها شطط وتكلّف.. فهي أيضاً.. كذب لا تعكس واقع المجتمع الفعلي.. ولا تريد هذه التصنيفات لمجتمعنا خيراً.. فينبغي علينا.. أن نسقطها من قواميس كل حواراتنا وأن ننساها تماماً..
** كما أنني أدعو كل الزملاء العاملين في الوسط الإعلامي والصحفي.. بالامتثال لهذا التوجيه الأبوي الصادق المخلص.. والالتزام بما جاء في كلمة والد الجميع أدام الله عزّه.. وأيَّده بنصره ولا شك.. أن الوالد حفظه الله عندما قال هذه الكلمات التي تُوزن بماء الذهب.. كان يستشعر حجم خطورة استمرار هذه التصنيفات.. وحجم الضرر الذي ستلحقه بالمجتمع.. فيما لو استسلمنا لهذه التسميات.
** إننا مطالبون كلّنا.. كصحفيين وكتَّاب وإعلاميين ومثقفين ومفكرين ومتحاورين.. أن نلتزم بنص التوجيه الأبوي.. وأن نسقط هذه التصنيفات من كل حوار إعلامي مهما كان مستواه.. ومهما كانت درجة سخونته.. وأن تعتبر هذه خطوطاً حمراء لا يجوز تجاوزها.
** إن مجتمعنا كلّه.. مجتمع مسلم.. متمسِّك بدينه.. وأبناؤه بفضل الله.. كلّهم مسلمون ملتزمون.. ليس فيهم ما تشير له تلك التصنيفات.. ولا يمكن أن نسمح نحن أبناء الوطن.. أن تشيع وتنتشر بيننا.. مثل تلك التصنيفات.. وتلك التراشقات والسباب.. فنحن أمام نصوص من كتاب الله.. تنبذ ذلك.. كما أشار إلى ذلك.. والدنا حفظه الله.. عندما استشهد بآيات من سورة الحجرات.
** نحن نقول كلنا.. كصحفيين وإعلاميين.. لوالدنا أدام الله عزه ونصره.. كلنا.. سمعاً وطاعة.. وكّلنا بإذن الله.. سنمتثل لهذا التوجيه الأبوي..

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved