أجساد صغيرة..
تلتف بالأخضر..
يشع منها ضوء ساحر.. لا تدري كنهه..
يأتي من هناك..
من البعيد..
حيث دماء الآباء المغمورة بصفار الزعفران
ورائحة الجنة!
** تتخطر الأجساد الصغيرة..
تضغط على كلمات الوطن..
تتوقف وتسكِّن مخارج الحروف
كلما بدا الوطن عظيماً
شاهقاً
يسكب دمعه الساخن على الراحلين
ويفتح حضنه الواسع
للأجيال الجديدة..
للقلوب الخضراء اليانعة..
التي لم يداخلها البهوت ولم تداخلها ألوان القتامة
ظلَّت شاهدة على أن الأرض
الناصعة.. النقيَّة
تعود للونها البهي..
بمجرد أن تختفي الأحذية الغليظة المدججة بالكراهية
حين ترحل وتغيب عن رمالها..
تعود لسابق لونها النَّقي!
** هكذا غمر الوطن أبناء الشهداء
في القصيم
مسح على رؤوسهم وقرأ عليهم آية الكرسي..
لتسكن قلوبهم الخائفة.. قرأ المعوذات ورقاهم عن كل شرٍّ مستطير
هكذا بكى أبو متعب..
للثغة الأطفال..
ولشهقة حب الوطن في أصواتهم..
ولغصة فقدهم لآبائهم الذين لا يعلمون بعد
كيف تشكّلت رحلة فراقهم..
وكيف تكوَّنت ثكنات القتل في طرقاتنا..
وبين بيوتنا..
** أنتم الجيل القادم
الذي سنبكي فرحاً.. بوطن عظيم وقلوب رحيمة متسامحة تملأ جنبات الوطن عملاً وحرثاً وزرعاً وإنتاجاً وتسامحاً بعيداً عن لون الدم وتقرباً للون الزرع والسنابل التي تطرح في كل مرة أضعافها!!!
|