* لعلي أزعم هنا بأنني أول من طالب بتقديم موعد الاختبارات للعام الدراسي المنصرم لتلافي تزامنها السابق مع مباريات كأس العالم بألمانيا.. وعلى ذكر الاختبارات وخروج الجميع من طلاب وأسر وفعاليات تعليمية من أعباء الاختبارات وضجيجها.. أجدني معني بالتطرق إلى الاختبارات بما أن هذه المساحة تعنى بشباب الوطن قبل أن تعنى بكرة القدم.
* الاختبارات هي عبء صنعناه لأنفسنا ولأسرنا وقبل ذلك لفلذات أكبادنا.. ونحن قوم ما زلنا متشبثين بلوائح للاختبارات وضعها إخوة عرب تختلف ظروفهم التعليمية والتربوية والمعيشية عما هو لدينا.. تلك اللوائح التي وضعت في التسعينيات الهجرية وقبل أن يقارب الثلاثين عاماً قد تغيرت من كثرة التعديل والتبديل فيها حتى اختلطت على المستجدين في السلك التربوي.
* نحن الآن نعطي الثقة للمعلم أن يختبر طلابه فيما يمثل 70% من الدرجات ثم نأتي و(نخونه) في الثلاثين درجة المتبقية في ظاهرة تتسم بعدم إدراك للأبعاد التربوية من ناحية وعدم الثقة في الميدان التربوي من ناحية أخرى.. وتحديداً في المعلم، فنجزئ له وعليه الثقة علماً بأن الثقة لا تتجزأ فإما أن نثق في المعلم أو لا نثق به، نحن - وحسب اللوائح - نثق في المعلم في 70% من ذمته ونخون تلك الذمة بقدر 30% في ظاهرة مضحكة ومبكية في آن واحد.. مضحكة لسذاجتها.. ومبكية لآثارها التربوية التي تلحق الضرر بالطالب وهو لب العملية التربوية.
* إن من أول واجباتنا إبعاد غول الاختبارات وشبحها وسيئاتها ومساوئها عن الطلاب ولكننا سرعان ما نناقض أنفسنا في نهاية العام وننسى البعد التربوي المهم ونكرس شبح الاختبارات حتى نجعله نمرودا وماردا ثم يعقبها (التخبيص) في الأسئلة لأن من يضعها إما أن يكون من غير أهل الميدان التربوي الحقيقي أو من (قوم) الفذلكة واستظهار الشطارة ليكون الضحية الطالب في كل الأحوال.
* والمصيبة أنه في المدارس الابتدائية يبدأ غرس (فوبيا) الاختبارات في نفوس النشء، فالطالب يفاجأ وهو في سن التاسعة باللجان و(سرية الأسئلة) وتغيير فصله وإشراف معلمين آخرين من غير معلميه للمراقبة عليه، وقد تعرض الطالب للتفتيش الشخصي وكأنه يدخل لمحاكمة عسكرية في دولة نامية في أقاصي الأرض!
* فلماذا لا نثق في المعلم على الأقل في المدرسة الابتدائية ونجعل اختبار نهاية الفصل الثاني مثل اختبار نصف الفصل الذي يقوم به معلم المادة وذلك ضمن اليوم الدراسي.. والعجب العجاب أن هناك من فاقدي القيم التربوية السوية ممن التحقوا خطأ بالميدان التربوي من يرى منهم أن سرية الأسئلة في المدرسة الابتدائية (تجرّم) حتى مدير المدرسة إذا ما اطلع على (الأسئلة).. تصوروا التفكير المريض كيف يأخذ بالبعض إلى تصرفات غير لائقة بالحياة التربوية السوية والنظيفة والطاهرة.. بل هناك انفصام أخلاقي ملوث فيمن يزرعون بالاختبارات رعبا في تلاميذ المرحلة الابتدائية وما فوق المرحلة الابتدائية.
* إن الحديث عن الاختبارات ذي شجون والحديث قد يطول ولكنا نتساءل ألم تحظ وزارة التربية (ولا أقول التعليم لأنه جزء واحد من أجزاء التربية)، أقول ألم تحظ هذه الوزارة المهمة بفكر تربوي نير ومسؤول ينقذ أبناءنا من غول الاختبارات حتى في حده الأدنى كبداية في المدارس الابتدائية؟.. إننا لمنتظرون.
اليوم.. اليوم وليس غداً!!
أتت المباريات الأولى في الأدوار التمهيدية في مونديال ألمانيا 2006 في مجملها دون المستوى الأدنى المقبول، مهارات ضعيفة، تمريرات خاطئة، التسديدات المتقنة شبه مشلولة، تحفظ واضح من اللاعبين، أهداف ضائعة لا تجد من يودعها الشباك، أخطاء تحكيمية كبيرة وواضحة، حتى مباراة البرازيل وكرواتيا أتت مملة وثقيلة، ولكن مع تخطي المباريات الأولى لكل منتخب بدأ التحسن يظهر وأتت مباراة الأرجنتين وصربيا قمة في المتعة الكروية.
ومباراتنا هذا اليوم أمام أوكرانيا تأتي في ظروف مواتية لتحقيق نقاط المباراة الثلاث وبالتالي التأهل إن شاء الله تعالى للدور الثاني، فمنتخبنا يستحق التأهل.. فهو منتخب النجوم، ومنتخب إدارة ناجحة، ومنتخب مسؤولين وفروا للمنتخب ما لا يتوفر لغيره، ومنتخب يتأتى على مدرب ناجح يعرف ماذا يفعل، ولكن ما يخيفنا هنا هو هزيمة أوكرانيا بأربعة أهداف إسبانية، فليست تلك الهزيمة في صالحنا أبدا، فالفريق الأوكراني سوف يصلح أخطاء مباراته مع إسبانيا على حساب مباراتهم معنا هذا اليوم، فيجب أن نتنبه لهذه النقطة، وفي اعتقادي أننا إذا ما بادرنا بالهجوم تلو الهجوم منذ البداية فذلك - سيفك - لحمة الدفاع الأوكراني، وعلينا قبل كل شيء أن نعقلها ونتوكل.. فمن توكل على الله فهو حسبه.
نبضات!!
- تجارة احتكار البث التلفزيوني أصبحت ذات جدوى مالية مهمة وكبيرة ومغرية على الفيفا، إذ يقدر نصيبها بأكثر من مليار ونصف المليار يورو، أي ما يقارب الستة آلاف مليون ريال سعودي.. ويأتي ذلك على حساب الشعوب المقهورة في إفريقيا وآسيا والوطن العربي!!
* المونديال القادم 2010 سينضم الإنترنت مع التلفزيون لاحتكار بث مباريات كأس العالم من جنوب إفريقيا.. وART في مقدمة المحتكرين للإنترنت في المونديال القادم!!
* على الرغم من الأرقام المالية الفلكية في مونديال ألمانيا فإن رئيس الفيفا جوزيف بلاتر يتوقع أن يحطم كأس العالم القادم بجنوب إفريقيا في العام 2010 جميع الأرقام القياسية مالياً، مشيراً إلى أن عائدات الفيفا المتوقعة من البث التلفزيوني على شبكة الإنترنت بمفردها في مونديال جنوب إفريقيا ستتخطى حاجز ال3 مليارات دولار.. (فرصتكم يا الهكرز)!!
* أصبحت كرة القدم تجارة تدر البلايين.. ولكنها تأتي في معظمها على حساب الشعوب النامية التي لا تجد الحد الأدنى من الدواء والعلاج قبل أن تكون كرة القدم ترفاً لشعوب العالم المتحضر!!
* انتظروا مباراة الأرجنتين وهولندا فهي مباراة لن تنسى وستبقى في الذاكرة إلى أمد طويل، ولعل من تابع مونديال الأرجنتين قبل نحو عشرين عاماً يتذكر المباراة التاريخية بين المنتخبين في المباراة النهائية لذلك المونديال التي فازت بها الأرجنتين بعد أن عاند الحظ المنتخب الهولندي.. تابعوا مباراتهما واستمتعوا!!!
* ثبت بما لا يدع مجالاً للشك في مباراتنا الأولى مع المنتخب التونسي أن (سامي) لاعب لا يتكرر، فقد أضاف لألقابه لقباً آخر وأصبح ثالث لاعب في العالم يسجل في مونديالين يفصل بينهما 12 عاماً مع بيليه ومولر.. وللمرجفين نقول موتوا بغيظكم!!
رحم الله الفقيد!
انتقل إلى جوار ربه اللاعب الكبير عمر الراجخان، فنسأل الله تعالى أن يكنفه بكنفه الذي لا يضام في جنات خلد خالدة.. وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
هذا وقد عرف الفقيد بأخلاقه العالية ومثاليته الصادقة وحبه للخير والخيرين..
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
|