ستكون مدينة هامبورغ على موعد مع مواجهة حاسمة بين السعودية وأوكرانيا اليوم الاثنين في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة ضمن الدور الأول لمونديال ألمانيا 2006م.
وأفلت من السعودية فوز في المباراة الأولى ضد تونس، إذ بعد أن حولت تأخرها أمامها صفر -1 إلى تقدم 2 -1 حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، تلقت شباك الحارس مبروك زايد هدفاً قاتلاً انتهى بنقطة لكل من المنتخبين العربيين.
وظهرت السعودية بوجهين مختلفين في مباراتها الأولى، شوط أول سيئ للغاية غلب عليه الحذر والخوف والرهبة من المباراة الافتتاحية لها التي خيّمت عليها ذكريات مبارياتها مع ألمانيا في مونديال 2002 وانتهت صفر - 8، وآخر قدمت فيه أداءً جميلاً وحصلت على فرص عدة فسجلت هدفين وكانت في طريقها إلى الفوز.
في المقابل، لقيت أوكرانيا هزيمة نكراء أمام إسبانيا بأربعة أهداف نظيفة رسمت أكثر من علامة استفهام حول قدرتها على تأكيد الترشيحات التي وضعتها مع إسبانيا مسبقاً في الدور الثاني على حساب السعودية وتونس.
وقدمت أوكرانيا أحد أسوأ العروض في المونديال حتى الآن رغم وجود لاعبين لهم وزنهم كالمهاجم اندريه شفتشنكو واوليغ غوسيف وسيرغي ريبروف واندريه فورونين وغيرهم.
ويعرف كل منتخب المطلوب منه تماماً في مباراة اليوم التي من المتوقَّع أن تكون هجومية إلى أبعد حدود نظراً إلى سعي كل منهما إلى الفوز.
فالمنتخب السعودي يبحث عن الفوز لرفع رصيده إلى أربع نقاط قبل المباراة الأصعب له في المجموعة ضد إسبانيا في 23 الحالي في كايزرسلوترن لكي يبقي أمله قائماً في إمكان حجز إحدى البطاقتين إلى الدور الثاني. وبعد تخطي المنتخب السعودي الحاجز النفسي الذي تركته مشاركته في مونديال 2002 وخصوصاً المباراة الافتتاحية له ضد ألمانيا بتعادله مع تونس، ارتفعت معنويات لاعبيه وبدأوا بالتركيز على المواجهة مع أوكرانيا.
ودفع الأداء الجيد للمنتخب السعودي في الشوط الثاني أمام تونس برئيس اتحاد كرة القدم الأمير سلطان بن فهد إلى القول لقد لعبنا جيداً وأنا واثق من أننا سنحقق المزيد. ونال كل لاعب سعودي نحو 27 ألف دولار بعد المباراة الأولى، علماً بأنها الجائزة التي رصدت في بادئ الأمر في حالة الفوز بأي مباراة.
من جهته، ذهب المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا بعيداً بقوله إن منتخب أوكرانيا ضعيف، مضيفاً يتعيَّن على أوكرانيا بذل جهد كبير للتسجيل في مرمانا لأن منتخبها حتى الآن ليس منتخباً جيداً ونحن بدورنا يتعيّن علينا الاستفادة من الحالة السيئة التي يمر بها بعد خسارته (صفر - 4 ) أمام إسبانيا.
ودبَّ الحماس في نفوس اللاعبين السعوديين الذين رفعوا سقف التحدي، فاعتبر الظهير الأيمن أحمد الدوخي أن كل شيء ممكن ضد أوكرانيا، مضيفاً منتخبنا ظهر بمستوى كبير ومغاير لما كانت عليه الحال عام 2002م. وتابع الدوخي الذي يشبهه البعض بالبرازيلي كافو سنواجه أوكرانيا بنفس الروح والأداء وسنقدِّم أفضل ما لدينا لأننا نأمل في التأهل إلى الدور الثاني.
صانع الألعاب نواف التمياط قال بدوره المباراة ستكون صعبة، فخسارة منتخب أوكرانيا صفر - 4 في مباراته الأولى لا تعني أنه سهل، حيث يضم في صفوفه لاعبين بارزين يجب أن نراقبهم جيداً، مشيراً إلى أن المنتخب السعودي سيحاول الحصول على النقاط الثلاث ليؤكِّد أحقيته بالتأهل إلى الدور الثاني.
وسبق للسعودية أن تأهلت إلى الدور الثاني في مشاركتها الأولى في كأس العالم وتحديداً في مونديال الولايات المتحدة عام 1994 ، حيث خسرت أمام هولندا 1 -2 وفازت على المغرب 2 -1 وبلجيكا 1 - صفر في الدور الأول، قبل أن تخسر أمام السويد 1 -3 في الثاني. وتوقّع لاعب الوسط الآخر محمد نور مباراة صعبة أيضاً، معتبراً أن خسارة أوكرانيا أمام إسبانيا صفر - 4 في مباراتها الأولى ستزيد المسؤولية علينا، مضيفاً أن هذه النتيجة الكبيرة برأيي ستسبب مشكلة للمنتخب السعودي لأنه أن يخسر أي منتخب بأربعة أهداف نظيفة ثم يأتي ليفوز علينا فهذا لن يكون مقبولاً بالنسبة إلينا ولذلك أتوقع مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات.
واطمأن باكيتا على لاعبيه الذين تعرضوا إلى إصابات طفيفة في المباراة الأولى وأبرزهم الحارس مبروك زايد والتمياط، وسيحرص على إشراك التشكيلة ذاتها ضد أوكرانيا مع إبقاء المهاجم القناص ياسر القحطاني أساسياً والمخضرم سامي الجابر احتياطياً.
وأمل الجابر بالمشاركة ضد أوكرانيا للمساهمة مع زملائه في تحقيق نتيجة جيدة، لكنه اعتبر أن القرار يعود إلى المدرب.
وكان الجابر انضم إلى قائمة اللاعبيين الذين سجّلوا أهدافاً في نسختين لكأس العالم يفصل بينما 12 عاماً، حيث كان سجّل هدفاً من ركلة جزاء في مرمى المغرب عام 1994 ، ثم سجّل هدف التقدم الأربعاء الماضي في مرمى تونس.
القحطاني بدا متفائلاً بقوله إن ردة فعلنا أمام تونس تؤكد أننا قادرون على الفوز على أوكرانيا.
المنتخب الأوكراني يريد التعويض بسرعة بعد أن اهتزت صورته كثيراً في المباراة الأولى وأي نتيجة غير الفوز قد تضعه في موقف صعب جداً وتعجل بخروجه من الدور الأول.
وأبلغ تعبير عما قدمته أوكرانيا في مباراتها الأولى صدر على لسان مدربها اوليغ بلوخين الذي قال إنها وصمة عار، فنحن لم نخسر فقط، بل إننا لم نكافح على الإطلاق.
وأضاف لم ينفذ اللاعبون التعليمات التي أعطيتها لهم قبل المباراة، والآن يتوجب علي رفع معنوياتهم استعداداً لمواجهة السعودية في المباراة الثانية.
|