قالت العرب في أمثالها الصديق وقت الضيق، والصداقة كلمة صغيرة في حجمها كبيرة في معناها وفي مدلولها ومفهومها شيء في الوجود، وهي علاقة إنسانية راقية وإنها رابطة نفسية قوية بين طرفين متفاهمين والصداقة ليست صفقة تجارية تتم بين شخصين وتنتهي بل هي صفقة يكون لها شروط عربونها المحبة والتعاون والإخلاص والوفاء والتفاني والثقة المتبادلة بين الاثنين، والصداقة في عيون الشعراء غالباً ما تتفق، يقول الشاعر الكبير خلف بن هذال:
في كل ديرة لي ربوع ورفاقه
ارافق الطيب ولو هو من القوم
اربط مع الطيب شروط الصداقة
من العرب وإلا من الفرس والروم
والنذل ما بيني وبينه علاقة
حتى يجي بعلوم ويروح بعلوم
منافقي ما يخلي نفاقه
ما يفسد الساحر سنه يفسده يوم
بداخله الشيء الكثير ولها عوائق قد تنهيها، يقول الشاعر المبدع نايل البقعاوي:
الزله اللي مصدره من صديقي
اصبر عليها غصب والشكوى لله
واعذر لنفسي بزلة رفيقي
لو هي على قلبي مثل حر مله
وأنا على الزلات ماني دقيقي
كلما تجيني زلة قلت خله
وان عاد زلاته لجنب طريقي
والأرض ما ضاقت على اثنين لله
والله اخاوي دلتي مع بريقي
أخير من رجل يعلن بزله
لو كان حبلي بالصداقة وثيقي
لا شك ما نرضى صداقة مذله
والسؤال الذي بقي: هل تستطيع المقارنة بين الصداقة في زمن الآباء والأجداد والصداقة في هذا الزمن التي تعددت فيه أنواعها؟؟
خاتمة للشاعر راشد محمد المشعان رحمه الله: