Friday 14th July,200612342العددالجمعة 18 ,جمادى الثانية 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"تحقيقات"

لعدم وجود مكتب لجوازات السعوديين لعدم وجود مكتب لجوازات السعوديين
300 كلم يقطعها سكان طريف لتجديد واستصدار جوازاتهم

* طريف - محمد راكد العنزي:
مع حلول فصل الصيف ودخول موسم الإجازات يستشعر العديد من أهالي محافظة طريف فصلاً جديداً من المعاناة عند نيتهم استخراج جواز سفر جديد لهم أو لأحد أفراد أسرتهم أو حتى مجرد الرغبة بإضافة أحد الصغار إلى الجواز حيث إن عليهم شد الرحال إلى إحدى المدن المجاورة لهم وذلك لعدم وجود قسم لجوازات السعوديين في إدارة جوازات طريف، وهي معاناة كثيراً ما تجرعها الأفراد خاصة مع قطع مسافات طويلة تصل إلى 300 كلم ليفاجأ البعض منهم في أغلب الأحيان بأنه نسي ورقة مهمة لا تكتمل معاملة استخراج الجواز إلا بها؛ ما يضطره إلى العودة مرة أخرى للمحافظة لاستكمالها ومن ثم معاودة الكرّة على طريق دولي محفوف بالمخاطر لإنهاء استخراج جواز سفر جديد.. تلك المعاناة تحدث عنها الأهالي من خلال السطور التالية:
معاناة وأسفار
يقول في البداية عناد المدهرش- مدير البريد الممتاز بطريف - إن الإنسان لا يستطيع كل فترة التقدم بطلب إجازة من أجل السفر إلى أقرب مدينة حوله لإضافة مولود في الجواز أو تجديد جواز سفره، فالمسافة بعيده جداً، وقد يتعرض فيها الشخص لحوادث سير على تلك الطرق السريعة، حيث إن أقرب محافظة له هي محافظة القريات التي تبعد مسافة 300 كلم ذهاباً وإياباً، كما أن الجوازات تزدحم في وقت الذروة خاصة في فصل الصيف، وقد لا يتم إنجاز الأعمال في نفس اليوم؛ ما يضطرك إلى العودة والرجوع مرة أخرى بعد أن تستأذن من عملك عدة مرات، وقد تنقص ورقة أو صورة أو معاملة فتضطر للسفر المتكرر عبر هذا الطريق الخطر ذهاباً وإياباً.
الحل متوافر
ويقول عبدالله النملة مدير مدرسة أبو موسى الأشعري: لقد كان في المحافظة قبل ثلاثين عاماً تقريباً قسم للجوازات مرتبط بإدارة الأحوال المدنية بطريف، وكان يتم من خلاله إصدار الجواز وإضافة الأفراد يدوياً للسعوديين حيث يسهل عليهم الحصول على الجواز دون الحاجة إلى المشقة والسفر، ولا نعلم لماذا تم إلغاء العمل به وتحويلنا إلى المدن الأخرى على الرغم من أن المسافات بين المدن بعيدة عن بعضها؛ ما يضطرك إلى السير إلى مدينة عرعر وتحمل 500 كلم ذهاباً وإياباً أو التوجه إلى أقرب محافظة وهي القريات وهي أيضاً ليست بالقريبة علينا حيث يلزمك قطع 300 كلم ذهاباً واياباً، مع العلم أن المسألة بسيطة جداً ولا تحتاج إلا إلى نهاية طرفية وجهاز حاسب آلي وموظف مختص يعمل عليه وهو ولله الحمد الموجود حالياً في جوازات محافظة طريف بدليل أنها الآن تختص فقط بشؤون الأجانب حيث تصدر لهم الإقامات والتأشيرات عن طريق الحاسب الآلي، ولو لم يكن متصلاً بالمقر الرئيسي للمديرية العامة للجوازات لما تم تشغيل هذا الجهاز، كما أن في جوازات طريف يوجد أفراد أكفاء وأجهزة حاسب ولا ينقصها سوى لفته من المديرية العامة للجوازات للموافقة على إصدار الجواز من نفس المحافظة وإراحة المواطنين من المشقة والعناء.
تخفيف العبء
فيما عبّر عبدالله الحميدة - مشرف تربوي بقوله: أستغرب أن يتم التركيز على متابعة شؤون الأجانب والعمالة الوافدة ويهمل أبناء الوطن على الرغم من أن عدد المقيمين في محافظة طريف من العمالة المنزلية والعمالة التابعة للأفراد والمؤسسات لا يتجاوز الأربعة آلاف مقيم، فهل يعقل أن يهمل أكثر من خمسة وأربعين ألف مواطن ويتم الاهتمام فقط بعدد بسيط جداً من المقيمين؟ فالحاصل الآن أن المقيم ينهي جميع أعماله عن طريق شعبة الوافدين بإدارة الجوازات في ساعات فيستخرج الإقامة وتأشيرات الخروج والعودة وغيرها، بينما يضطر المواطن إلى قطع مسافات طويلة محفوفة بمخاطر الطريق لمجرد أن يستخرج جواز جديد أو يضيف فرداً من أفراد أسرته في جواز السفر.
المعاقون والمرضى
ويشير أحمد عويد الأشجعي إلى أن المريض الذي ينوي العلاج في الدول القريبة كالأردن وسوريا لقربها من المحافظة يضطر إلى السفر وهو يعاني من آلامه لإنهاء إجراءات استخراج جواز سفر، فالمعروف ان الانظمة تجبر صاحب الجواز على الحضور لإنهاء أوراقه واستلام جواز سفره حيث يقوم العديد منهم باستخراج مرضاهم من المستشفى والسفر بهم إلى مدينة القريات 150 كلم.. ويا ليت الجواز ينتهي في نفس اليوم، بل يضطر الكثيرون إلى الانتظار يوما او يومين بحسب الزحام الذي يحدث كل عام، كما لا ننسى المعاقين الذين هم بحاجة ماسة إلى من يساعدهم، فكيف يسافر ويراجع ويدخل في زحام في وقت كان من السهل فقط تشغيل جهاز حاسب آلي في جوازات طريف وإنهاء معاناة كبيرة للمواطنين لا يعرفها الا من قاساها؟.
انتداب موظف
أما ياسر لافي العنزي فيشير إلى ضرورة معالجة الوضع بالطريقة المناسبة، فالمواطنون يعانون كثيراً من هذا الأمر، وإذا كانت المديرية لا تستطيع افتتاح جوازات في الوقت الحالي فعلى الأقل يجب أن تجد لها حلا يساعد على إنهاء هذه المعاناة التي يضطر فيها عشرات الأفراد شهرياً إلى السفر إلى محافظة القريات أو مدينة عرعر في مسافات ليست بالهينة، وذلك بأن يتم جمع جوازات السفر المنتهية وكذلك التي تحتاج إلى الإضافة في أيام معينة من كل أسبوع ومن ثم يقوم فرد من جوازات طريف عن طريق الانتداب بالسفر إلى جوازات منطقة الحدود الشمالية التي تتبعها المحافظة إدارياً وإنهائها هناك، ثم العودة لتوزيعها على أصحابها، مع العلم أن الموافقة على صرف جوازات السفر للسعوديين من المحافظة أسهل بكثير من مثل هذه الحلول وأقل كلفة، كما لا ننسى التكاليف المرهقة التي يصرفها المواطن في السفر والتنقل للمدن الأخرى لحين انهاء معاملته في الجوازات، حيث يتكلف كثير منهم أكثر من قيمة الجواز الذي سافر لاستخراجه في مصاريف كثيرة ومرهقة على الكثيرين.
الإمكانات متوافرة
ونختتم الموضوع بزيارة لشعبة جوازات طريف التي اتضح أن لديها كافة المقومات الضرورية لتحويلها من شعبة للوافدين إلى إدارة جوازات لاستخراج جواز السفر، حيث ان لديها ثلاث نهايات طرفية مرتبطة بالمديرية العامة للجوازات واجهزة حاسب آلي وأفرادا مؤهلين للعمل على مثل هذه المهام، ولا يحتاج الأمر إلا إلى لفتة من جانب المسؤولين في الإدارة العامة للجوازات كون الموضوع يتعلق بتسهيل معاملات المواطنين والتخفيف عليهم، وهو الأمر الذي دعا إليه ولاه الأمر أكثر من مرة. فهل سيجد المواطن الحل لهذه المعاناة في القريب العاجل؟.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved